حصار اسرائيل يهدد بضياع مستقبل طلاب غزة

غياب الكتب والأوراق والطباشير في الفصل الدراسي الثاني

ردينة فارس (غزة)

عاد طلاب المدارس في قطاع غزة إلى مدارسهم بعد انتهاء عطلة نصف السنة بداية الشهر الجاري وكلهم أمل بالمستقبل ،ولكنهم صدموا بواقع مرير عندما تم إبلاغهم بأن المدارس تخلو من الكتب الدراسية وأن الطلاب سيدرسون هذا الفصل بدون كتب إذا ما أصرت إسرائيل على العقوبات الجماعية التي تفرضها على القطاع والتي طالت كل نواحي الحياة لتصل الى الطلاب الذين بات مستقبلهم مهددا بقوة وحرم طلاب غزة من ابسط حقوقهم ألا وهي المستلزمات الدراسية التي تعتمد في الأساس على الكتب التي توزع عليهم مجانا من وزارة التربية والتعليم بعد إصرار سلطات الاحتلال رفضها إدخال الشاحنات المحملة بالكتب إلى غزة ليطال الحصار أهم فئة في الشعب الفلسطيني وهي فئة طلاب المدارس ، أضف إلى ذلك مشكلة انقطاع التيار الكهربائي الذي أثر على تحصيل الطلاب العلمي لعدم تمكنهم من متابعة دراستهم خاصة خلال امتحانات الفصل الدراسي الأول مما أثر بشكل كبير على تحصيلهم العلمي الأمر الذي بات ينذر بكارثة حقيقية وسط تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية .
كتب قديمة وممزقة
واضطرت بعض المدارس إلى توزيع الكتب المدرسية القديمة على الطلاب وفي بعض الأحيان اشترك كل طالبين أو ثلاثة بكتاب وهو أمر بات مقلقا للآباء والمدرسين على حد سواء ، فبعض العائلات تضطر إلى الاستعانة بالأقرباء والجيران والأصدقاء من أجل استلاف الكتب.
و كشفت جولة "عكـاظ" في المدارس الحكومية والتابعة لوكالة الغوث ان الكتب التي تم توزيعها ممزقة وقديمة وتغيب عنها بعض الصفحات جراء استخدامها السابق على مدار العام الماضي من قبل الطلبة فيما لوحظ أيضا ان الأسئلة الموجودة في تلك الكتب تم الإجابة عليها خاصة في المراحل الابتدائية والتي تعتمد على كراسات التطبيق أو الاختبارات المدرسية الموجودة في نهاية الكتب.
وللتغلب على مشكلة انقطاع التيار الكهربائي يضطر الأهل إلى إضاءة الشموع ولامبات الجاز والغاز.
ورأى الأستاذ عبد العليم دلول ان أكثر المتضررين من الحصار والعقاب الجماعي الذي تفرضه سلطات الاحتلال على الشعب الفلسطيني هم فئة الطلاب ، وهي الفئة التي ستتحمل الأعباء في المستقبل ، لأن الدول تعتمد على فئة الشباب من أجل التقدم.
اما د. خالد دحلان أخصائي نفسي فقد عبر عن مخاوفه من تردي المسيرة التعليمية في ظل هذه الأوضاع الاستثنائية وتساءل هل سيكون التعليم في هذا الوقت بصورة شفهية مثلما كان في الزمن القديم في عهد الكتاب والاكتفاء بالكتابة على السبورة واستخدام الطباشير؟!.