«منبر الجمعة» ورؤية 2030
الأحد / 15 / رجب / 1439 هـ الاحد 01 أبريل 2018 01:43
هاني الظاهري
في هذه المرحلة التي تنزع فيها السعودية عن جسدها رداء الركود والترهل مع ما علق به من معيقات للتنوير والتقدم طوال 4 عقود، لا بد من مراجعة شجاعة لكثير مما اعتاد عليه الناس من «مسلمات وهمية» ما أنزل الله بها من سلطان.. مسلمات خلقها الاعتياد والتكرار وأحياناً الجهل بالإمكانات ومقاصد الشريعة، ومن أبرزها الاعتياد على تخصيص خطب الجمعة في معظم جوامع المملكة لـ«الوعظ» وانفصالها عن الواقع والحركة الاجتماعية والاقتصادية والتنموية التي تعيشها البلاد وهي تسير بسرعة فائقة نحو تحقيق رؤية 2030.
منبر الجمعة ينبغي أن يكون منبر تنوير وإعلام وتثقيف وتوعية للناس في كافة المجالات، وهذا أمر يتسق مع مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة، لكن كيف يكون كذلك ومن يقف عليه غالباً لا يجيد الخوض في بعض القضايا والتخصصات كالاقتصاد والتنمية وعلم النفس لاختلافها جذرياً عن تخصصه، وصعوبة إلمامه بأبسط مبادئها وأدواتها؟!
أعتقد أنه آن الأوان لأن تلحق خطب الجمعة بركب المجتمع السعودي الجديد وقطار الرؤية المنطلق نحو المستقبل، إذ لم يعد كافياً أن توجه وزارة الشؤون الإسلامية الخطباء بالتطرق لموضوع معين وتترك لهم الخيار في طريقة تقديمه وتناوله، فهي بذلك تورطهم فيما لا يختصون فيه وغالباً لا يعلمون عنه أكثر مما يعلمه المصلون الذين ينتظرون الاستفادة من الخطبة.
هناك قصة طريفة تنطبق على ما يحدث مع إخوتنا خطباء الجمع عندما يتلقون توجيهات الوزارة ويحاولون الالتزام بها دون جدوى أو فائدة، سأوردها هنا على سبيل الإيضاح.. تقول القصة إن معلماً في إحدى المدارس طلب من تلميذ التعبير شفهياً عن الزراعة وفوائدها، فوقف التلميذ أمام زملائه وقال: «الزراعة مفيدة جداً وهي تعتمد على الماء والماء ينزل من السحاب وقت المطر، ويوجد الماء في البحار والمحيطات وتعيش فيه الأسماك وهناك ماء مالح لا يصلح للشرب ومياه معبأة تباع في الأسواق وهي ممتازة، ولون الماء شفاف لكن نشاهده في البحر أزرق وفي الشوارع بعد المطر بنياً، وبالماء نغسل ملابسنا ونستحم ونتوضأ ولذلك يجب المحافظة على الماء»، فما كان من المعلم إلا أن وبخه وطلب منه التعبير عن موضوع آخر هو «الإجازة الصيفية»، فقال التلميذ «أنا أحب الإجازة الصيفية ففيها نذهب إلى البحر والبحر يتكون من الماء وتعيش فيه الأسماك وهناك ماء مالح لا يصلح للشرب ومياه معبأة تباع في الأسواق وهي ممتازة، ولون الماء شفاف لكن نشاهده في البحر أزرق وفي الشوارع بعد المطر بنياً، وبالماء نغسل ملابسنا ونستحم ونتوضأ ولذلك يجب المحافظة على الماء».
والحق أن حالة هذا التلميذ مع الماء، لا تختلف عن حالة بعض الخطباء في جوامعنا؛ ولذلك ينبغي أن نعمل على الاستفادة من منبر الجمعة بشكل جدي يتناسب مع العصر، عبر فك احتكاره، وتقديم أساتذة الجامعات المتخصصين في الطب والاقتصاد والتقنية وعلم النفس وعلم الاجتماع والإعلام من خلاله، مع ضرورة أن تكون الخطبة مواكبة للأحداث المتسارعة والتحولات التي تشهدها السعودية، ولا بأس بقليل من الوعظ إن سمح الوقت بذلك.
منبر الجمعة ينبغي أن يكون منبر تنوير وإعلام وتثقيف وتوعية للناس في كافة المجالات، وهذا أمر يتسق مع مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة، لكن كيف يكون كذلك ومن يقف عليه غالباً لا يجيد الخوض في بعض القضايا والتخصصات كالاقتصاد والتنمية وعلم النفس لاختلافها جذرياً عن تخصصه، وصعوبة إلمامه بأبسط مبادئها وأدواتها؟!
أعتقد أنه آن الأوان لأن تلحق خطب الجمعة بركب المجتمع السعودي الجديد وقطار الرؤية المنطلق نحو المستقبل، إذ لم يعد كافياً أن توجه وزارة الشؤون الإسلامية الخطباء بالتطرق لموضوع معين وتترك لهم الخيار في طريقة تقديمه وتناوله، فهي بذلك تورطهم فيما لا يختصون فيه وغالباً لا يعلمون عنه أكثر مما يعلمه المصلون الذين ينتظرون الاستفادة من الخطبة.
هناك قصة طريفة تنطبق على ما يحدث مع إخوتنا خطباء الجمع عندما يتلقون توجيهات الوزارة ويحاولون الالتزام بها دون جدوى أو فائدة، سأوردها هنا على سبيل الإيضاح.. تقول القصة إن معلماً في إحدى المدارس طلب من تلميذ التعبير شفهياً عن الزراعة وفوائدها، فوقف التلميذ أمام زملائه وقال: «الزراعة مفيدة جداً وهي تعتمد على الماء والماء ينزل من السحاب وقت المطر، ويوجد الماء في البحار والمحيطات وتعيش فيه الأسماك وهناك ماء مالح لا يصلح للشرب ومياه معبأة تباع في الأسواق وهي ممتازة، ولون الماء شفاف لكن نشاهده في البحر أزرق وفي الشوارع بعد المطر بنياً، وبالماء نغسل ملابسنا ونستحم ونتوضأ ولذلك يجب المحافظة على الماء»، فما كان من المعلم إلا أن وبخه وطلب منه التعبير عن موضوع آخر هو «الإجازة الصيفية»، فقال التلميذ «أنا أحب الإجازة الصيفية ففيها نذهب إلى البحر والبحر يتكون من الماء وتعيش فيه الأسماك وهناك ماء مالح لا يصلح للشرب ومياه معبأة تباع في الأسواق وهي ممتازة، ولون الماء شفاف لكن نشاهده في البحر أزرق وفي الشوارع بعد المطر بنياً، وبالماء نغسل ملابسنا ونستحم ونتوضأ ولذلك يجب المحافظة على الماء».
والحق أن حالة هذا التلميذ مع الماء، لا تختلف عن حالة بعض الخطباء في جوامعنا؛ ولذلك ينبغي أن نعمل على الاستفادة من منبر الجمعة بشكل جدي يتناسب مع العصر، عبر فك احتكاره، وتقديم أساتذة الجامعات المتخصصين في الطب والاقتصاد والتقنية وعلم النفس وعلم الاجتماع والإعلام من خلاله، مع ضرورة أن تكون الخطبة مواكبة للأحداث المتسارعة والتحولات التي تشهدها السعودية، ولا بأس بقليل من الوعظ إن سمح الوقت بذلك.