ثقافة وفن

فضل لـ«عكاظ»: من السذاجة أن ينسب «مثلي» القصيدة لطائفة بعينها !

د. صلاح فضل

علي فايع (أبها) @alma3e

في أول ردة فعل لما نشر في صحيفة «عكاظ» تحت عنوان: «نقاد سعوديون لـ«صلاح فضل»: الحالة الأدبية أسمى من التقسيم الطائفي»؛ أبدى الناقد والأكاديمي «صلاح فضل» سعادته أولاً بهذا الحراك الثقافي الذي أحدثته «عكاظ» في المشهد الأدبي وأثار بعض النقاد الشباب والشعراء ضد مقولته التي وردت في الحوار المنشور في إحدى الصحف السعودية، وأضاف «فضل» أنه يحترم الآراء النقدية ويتقبلها بأريحية ولن يجادل أصحابها إلا أنه يكتفي بتوضيح بعض الأمور.

وأشار «فضل» إلى أنّ قراءه والمتابعين لإنتاجه النقدي عن الشعر، وهو يبلغ أكثر من (١٥) كتاباً تطبيقياً، إلى جانب المداخلات المرئية والمسموعة، يعلمون أنه من مشجعي المبدعين على خوض تجربة قصيدة النثر بعمق، خصوصا إذا كانوا يمتلكون الحس الموسيقي الذي يؤهلهم لاكتشاف الإيقاعات الجديدة واستبطان اللغة وتفجير طاقاتهم الشعرية الكامنة التي لا تحتكرها الأوزان التقليدية، وقد ضمن كتابه «أساليب الشعرية العربية» بحثا مفصلا عن شعرية قصيدة النثر وكثيرا من الدراسات التي نشرت في كتبه الأخرى عن شعراء قصيدة النثر. وأكد «فضل» على أنّ بعض النقاد فهموا أنه ينسب القصيدة الموزونة إلى طائفة بعينها والنثرية إلى طائفة أخرى، وهذا فهم مغلوط تماماً، فقصارى ما فعله أنه شبه الحروب الشعرية التي نشاهدها في حياتنا الثقافية بتلك التي ابتلينا بها في الفتن الطائفية، مستنكراً كليهما، ولم ينسب أبداً أياً من الأشكال إلى مذهب ديني أو غيره. فهذا من السذاجة بمكان ولا يمكن أن يقع فيها مثله، إلا أنه يشاهد كل يوم هذا التباغض الكريه بين الشعراء؛ إذ يعقد شعراء قصيدة النثر مؤتمراتهم ويحرّمون حضورها على غيرهم، وكذلك يفعل شعراء القصيدة الموزونة، وهذه ظاهرة يمقتها، فاختلاف الشعراء ليس اختلافاً مذهبياً وعقائدياً وإنما هو محصلة لتجارب حميمة في الطاقات الشعرية للكتابة وتجريب الأنواع المختلفة للأشكال بحرية تامة. وعن موقفه من برنامج أمير الشعراء أكد «فضل» أنّ هذا البرنامج على وجه التحديد قد بعث قبلة الحياة في الشعر العربي، وأعاد له جمهوره، وحبب الشباب في تنمية مواهبهم ومتابعة الشعراء والشاعرات من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب وهم يقدمون تجاربهم الإبداعية ويضعونها على محكي النقد العلمي الرحب والفني ومحك القابلية الجماهيرية في التذوق والاستماع، وكلاهما مما يرتقي بالشعرية وتقريبها من الذائقة العامة، ويكفي أن نتذكر أن حلقات من هذا البرنامج تنفتح عليها ملايين من أجهزة الاستقبال التلفزيونية، ومعنى هذا أن عشرات الملايين من المتلقين يستمعون للشعر والتعقيب النقدي عليه، وهذا لم يحدث ما يناظره. وطالب «فضل» من وصفه بالمتبرع بعبارات الإساءة ولو كانت غير مقصودة أن يراجع الأبحاث والكتب المنشورة لمن يعلق على رأيه قبل أن يتصدى للرد عليه بسوء فهم وعدم تقدير لمنجزه!