كتاب ومقالات

«إمعات»

جـدل

صالح الفهيد

قامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن بعد أن وصف نجم فريق الهلال ياسر القحطاني غالبية الإعلاميين الرياضيين بـ«الإمعات»، وأنهم «بما معناه» يضبطون موجتهم على موجة معالي المستشار تركي آل الشيخ، فبعد كل حدث ينتظرون حتى يقول آل الشيخ رأيه ويحدد موقفه فيسيرون خلفه ويؤكدون على كلامه، فلا يقولون إلا ما يقول ولا يرون إلا ما يرى، دون أن يجرؤ أحد منهم على معارضته أو التعبير عن رأي مخالف لرأيه.

والحقيقة أن ما قاله القحطاني صحيح إلى حد بعيد، وينطبق على كثير من الزملاء ممن يتصدرون المشهد الإعلامي الرياضي، فهؤلاء ولأسباب كثيرة تحولوا بشكل مبتذل جدا إلى مجرد صدى لما يقوله آل الشيخ، يرددون بشكل «ببغائي» أقواله ومواقفه، رغم أنني واثق كل الثقة بأن معالي المستشار ليس راضيا عن ذلك، ولا يود أن يستمر هذا النمط من الأداء الإعلامي، وسبق لمعاليه أن عبر عن امتعاضه من مديح بعض الإعلاميين، وقال يضرني ولا يفيدني، وبالأمس القريب قال بمنتهى الصراحة: لا أحتاج أن يتفق معي الإعلاميون في كل شيء.

والغريب أن بعض الإعلاميين أخذتهم الحمية فراحوا يهاجمون القحطاني بطريقة انتقامية وثأرية فجة، انتصارا منهم لرفقاء المهنة، بينما الانتصار للمهنة أولى وأهم، ومن الانتصار للمهنة حمايتها من الإعلاميين الذين يؤذونها، ومن الظواهر المسيئة لها، ومن هذه الظواهر المستجدة ظاهرة «التطبيل» التي تصم الآذان وتستفز كل غيور على الإعلام الرياضي.. فمن أجل رياضة قوية في بلادنا نحتاج إعلاما رياضيا قويا أيضا ومستقلا وشجاعا ولا تحركه المصالح الشخصية.

وياسر القحطاني لم يسئ للإعلام الرياضي ولا للإعلاميين الرياضيين، كما يحاول أن يصور البعض القضية، بل يمكن القول إنه كان يدافع عن الإعلام، وهو بمنتهى الجرأة والشجاعة لفت الأنظار إلى ظاهرة تتهدد الإعلام الرياضي، ونقل الحديث عنها من الصالونات الخاصة.. وقروبات الواتساب إلى طاولة النقاش العامة.

ولا أدري ما علاقة مستوى ياسر القحطاني برأيه؟ وهل المشكلة هي في ما قاله ياسر.. أم في مستواه الفني المتراجع؟

الحقيقة أن من ردوا على القحطاني من الإعلاميين وعيروه بمستواه وأنه عالة على الهلال هم من كانوا يدافعون عنه حتى وقت قريب، وهذا دليل واضح على الروح الانتقامية والثارية للردود التي وجههوها له.

ومن المؤسف جدا أن يجيش الإعلاميون الرياضيون أنفسهم للهجوم القاسي على لاعب خدم منتخب بلاده لسنوات لمجرد أنه وصف «بعض» الإعلاميين بالإمعات، وهو وصف يتفق مع ياسر حوله كثيرون، وأولهم معالي المستشار الذي غرد مؤيدا لياسر في ما قال واضعا قبضة التأييد.