خلف بن هذال.. بصمة انتماء في وجدان الوعي العام
الجمعة / 20 / رجب / 1439 هـ الجمعة 06 أبريل 2018 03:18
قراءة : علي الرباعي OKAZ_online@
تجربة الشاعر الفذ خلف بن هذال من التجارب الخالدة، بحكم جزالة اللفظ، وتناغم النص، والتحكم في وحدته الموضوعية، وطريقة إلقائه التي أضحت أيقونة يحاول تقمصها كل من وقف على منصة ديوان العرب، وليس بدعاً أن تتقاطع تجربة أبي هذال مع تجربة الكبير المتنبي على مستوى ما بين موقعيهما من السلطة من تشابه، وعلى مستوى افتتان الذاكرة الشعبية بشعرهما، إضافة إلى الفضاء الفني للقصيدة، وارتباطاه بالمناسباتية، وببلاط الحاكم، إلا أن نشيد المتنبي غالباً لنفسه ولتطلعاته، بينما قصيد خلف صالح لكل زمان خصوصاً حين يذود عن حدود وطن، يحفل بكل جهاته، ويطبع بصمة انتماء في وجدان وعيه العام.
ربما لم يدرس أبو هذال المذاهب الفنية للنص، ولم يطلع على اتجاهات النقد القديم والحديث، إلا أنه ماهر في الدخول بنصه مباشرة إلى إحساس كل منتمٍ لهذه الأرض، وكعادته في نصوصه يتماهى الشاعر مع النداء الفطري الأول فينطلق النص إلى رحاب السماء كما في قصيدته (يا وطنّا) التي يبدأها بالدعاء (يالله يالله فزعتك يا رحيم ويا ودود، يا كريم عند دفع المصايب يسألا، ياجواد(ن) كل من جاد من جودك يجود، يا مشرفنا بحمل الكتاب المنزلا)، وهنا لفتة إلى ما يمكن أن نطلق عليه أفخر بيت قالته العرب، وأجمع النقاد على أنه (ألستم خير من ركب المطايا، وأندى العالمين بطون راح) إلا أن المفاخرة بتشريف إنزال القرآن الكريم أبلغ كما ورد على لسان الجواهري (يا ابن الذين تنزلت ببيوتهم، سور الكتاب ورتّلت ترتيلا).
وفي ظل تراتبية معهودة يوظف الشاعر الفطري كل معارفه وتجاربه وما جمع من حكم وأمثال في النص ليعزز من القيم الجمالية، ويحفز خلفية المتلقي المعرفية والاجتماعية لتعيش مع الشاعر معطيات المشترك الإنساني (يا وطنا يا وطنا عمت عين الحسود، ما تهزك لا زوابع ولا غدر اعملا، يا وطنا لا تزعزع وحنا لك جنود، البلا بنصب فوقه مقابيس البلا).
وفي صورة جمالية أقرب إلى الدراما النصية ينتقل بنا إلى حالة وجدانية متطابقة مع واقع مرئي (غطرفي يا بنت وأرمي علينا بالورود، وارقدي بأمان رب السماوات العلا، كل ما ذعذع من الشرق وإلا الغرب نود، احترك زرع المحبه وبالطيب امتلا).
هذا الشاعر الملحمي يحيل الوطن إلى نص حماسي فاتن، كما يجعل من النص الفاتن وطنا (السراه تعاكس الريح عن صحراء النفود، والخليج وساحل البحر الأحمر ما جلا، البلاد نعيم ومكرسين لها الجهود، والوكيل الله ولا ضاع للحق وكلا، قد رفعنا في سماه العلم فوق العمود، بين رجم من الجماجم وحشد من الملا، ملحمين سيوفنا في المناكب والعضود، ومطعمين رماحنا بالقلوب وبالكلى، ما خبرنا باطل ساد والله ما يسود، انتصار الحق مضمون رغم السُّفلا).
ربما لم يدرس أبو هذال المذاهب الفنية للنص، ولم يطلع على اتجاهات النقد القديم والحديث، إلا أنه ماهر في الدخول بنصه مباشرة إلى إحساس كل منتمٍ لهذه الأرض، وكعادته في نصوصه يتماهى الشاعر مع النداء الفطري الأول فينطلق النص إلى رحاب السماء كما في قصيدته (يا وطنّا) التي يبدأها بالدعاء (يالله يالله فزعتك يا رحيم ويا ودود، يا كريم عند دفع المصايب يسألا، ياجواد(ن) كل من جاد من جودك يجود، يا مشرفنا بحمل الكتاب المنزلا)، وهنا لفتة إلى ما يمكن أن نطلق عليه أفخر بيت قالته العرب، وأجمع النقاد على أنه (ألستم خير من ركب المطايا، وأندى العالمين بطون راح) إلا أن المفاخرة بتشريف إنزال القرآن الكريم أبلغ كما ورد على لسان الجواهري (يا ابن الذين تنزلت ببيوتهم، سور الكتاب ورتّلت ترتيلا).
وفي ظل تراتبية معهودة يوظف الشاعر الفطري كل معارفه وتجاربه وما جمع من حكم وأمثال في النص ليعزز من القيم الجمالية، ويحفز خلفية المتلقي المعرفية والاجتماعية لتعيش مع الشاعر معطيات المشترك الإنساني (يا وطنا يا وطنا عمت عين الحسود، ما تهزك لا زوابع ولا غدر اعملا، يا وطنا لا تزعزع وحنا لك جنود، البلا بنصب فوقه مقابيس البلا).
وفي صورة جمالية أقرب إلى الدراما النصية ينتقل بنا إلى حالة وجدانية متطابقة مع واقع مرئي (غطرفي يا بنت وأرمي علينا بالورود، وارقدي بأمان رب السماوات العلا، كل ما ذعذع من الشرق وإلا الغرب نود، احترك زرع المحبه وبالطيب امتلا).
هذا الشاعر الملحمي يحيل الوطن إلى نص حماسي فاتن، كما يجعل من النص الفاتن وطنا (السراه تعاكس الريح عن صحراء النفود، والخليج وساحل البحر الأحمر ما جلا، البلاد نعيم ومكرسين لها الجهود، والوكيل الله ولا ضاع للحق وكلا، قد رفعنا في سماه العلم فوق العمود، بين رجم من الجماجم وحشد من الملا، ملحمين سيوفنا في المناكب والعضود، ومطعمين رماحنا بالقلوب وبالكلى، ما خبرنا باطل ساد والله ما يسود، انتصار الحق مضمون رغم السُّفلا).