ولي العهد في باريس.. نوافذ جديدة للشراكة السعودية ـ الفرنسية
يلتقي ماكرون غدا لبحث أزمات المنطقة وتعزيز العلاقات
الاثنين / 23 / رجب / 1439 هـ الاثنين 09 أبريل 2018 02:51
أسماء بوزيان (باريس) okaz_online@
وصل ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، أمس (الأحد)، إلى فرنسا في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام، وذلك بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، واستجابة للدعوة المقدمة من الحكومة الفرنسية.
وجاء في بيان رسمي أوردته وكالة الأنباء السعودية أن ولي العهد سيلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وعدداً من المسؤولين لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وكان في استقبال ولي العهد لدى وصوله إلى العاصمة الفرنسية باريس وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا الدكتور خالد العنقري، وسفير فرنسا لدى المملكة فرانسوا غوييت.
كما كان في استقباله الأمير تركي بن خالد بن عبدالله، والأمير طلال بن عبدالعزيز بن بندر بن عبدالعزيز، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين.
وتبدأ الاجتماعات الرسمية اليوم (الإثنين)، وسيحضر ولي العهد حفل عشاء على شرفه مع الرئيس إيمانويل ماكرون ليلة الثلاثاء.
ووفقا لمصادر إعلامية، من المحتمل أن يحضر ولي العهد في المدينة الجنوبية إيكس أو بروفانس حفلا أوركستراليا كبيرا يُعزف فيه لعمالقة السمفونيات العالمية مثل كلود دوبيسي وروبار شومان.
وسيلتقي الأمير محمد بن سلمان، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غدا (الثلاثاء)؛ لتعزيز العلاقات بين الرياض وباريس، في ظل مستجدات المنطقة وما يشهده الشرق الأوسط من توترات، كما سيتم إضفاء الطابع الرسمي على بعض العقود لصالح توتال أو سي إم إن.
وجاء في تصريح للإليزيه أن الرئيس ماكرون يريد قبل كل شيء أن يؤسس لعهد جديد مع المملكة العربية السعودية، حيث جاء في البيان أن فرنسا تؤسس «لتعاون جديد مع المملكة العربية السعودية، التي تدخل مرحلة اجتماعية واقتصادية مهمة في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان». وقال مصدر مطلع إن «الأمر يتعلق بإقامة شراكة جديدة مع فرنسا، وليس فقط الركض وراء إبرام العقود والصفقات، وهو ما يريد التأسيس له ولي العهد والرئيس الفرنسي».
كما سيتطرق ولي العهد والرئيس الفرنسي إلى الأزمات الإقليمية من سورية واليمن إلى الاتفاق النووي الإيراني والوضع في لبنان، ومنطقة الساحل حيث تساهم السعودية في تمويل مجموعة الدول الخمس، بينما تعتبر فرنسا أمن المنطقة وتنميتها أساسيا.
واعتبر خبراء في الشرق الأوسط أن الزيارة هي بالدرجة الأولى تأسيس للعلاقات السعودية - الفرنسية، لافتين إلى أن الرئيس الفرنسي يسعى للاحتفاظ بخطاب متوازن مع المملكة العربية السعودية باعتبارها شريكا رئيسيا لفرنسا.
ورغم أن البرنامج لم يفصح عنه من الجانبين، إلا أن مصادر أوضحت لـ«عكاظ» أن التركيز سيكون على الثقافة والسياحة والاستثمارات للمستقبل والتكنولوجيات الجديدة، بما في ذلك زيارة ولي العهد اليوم (الإثنين) إلى محطة F، حاضنة الشركات الباريسية المبتدئة، إضافة إلى توقيع نحو 12 مذكرة تفاهم في مجالات السياحة والطاقة والنقل، وكذلك الإعلان عن اتفاق تعاون لتطوير منطقة العلا، التي تحوي تراثا أثريا مهما جدا. وكان ولي العهد السعودي زار بريطانيا أخيرا، قبل أن يتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث أمضى ثلاثة أسابيع فيها، والتقى رؤساء شركات ووقع اتفاقات لتشجيع الاستثمار في المملكة استعدادا لمرحلة ما بعد النفط وفقا لرؤية 2030. 10 وزراء في الوفد الرسمي لولي العهد يضم الوفد الرسمي لولي العهد كلا من: وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي، وزير الخارجية عادل الجبير، وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، وزير المالية محمد الجدعان، وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد، وزير النقل الدكتور نبيل العامودي، وزير الاقتصاد والتخطيط محمد التويجري، ورئيس الاستخبارات العامة خالد الحميدان.
فيما يضم الوفد المرافق محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا الأمير بدر بن عبدالله الفرحان، المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء أحمد الخطيب، المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مكتب وزير الدفاع فهد العيسى، المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء ياسر الرميان، رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن فياض الرويلي، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا الدكتور خالد العنقري، ورئيس الشؤون الخاصة لولي العهد ثامر نصيف.
إستراتيجية جديدة للعقود الدفاعية فيما بدأت زيارة ولي العهد في محطته الخارجية الرابعة (فرنسا)، كشف مسؤول من وزارة الدفاع الفرنسية أمس (الأحد) عن اتفاق سعودي فرنسي على توقيع اتفاقية حكومية جديدة لإبرام صفقات الأسلحة.
وقال المسؤول الفرنسي -بحسب رويترز- إنه بالتعاون مع السعودية بدأت فرنسا إستراتيجية جديدة لتصدير السلاح للسعودية الذي كانت تتولاه حتى الآن شركة (أو.دي.ايه.اس).
وتكتسب العلاقات السعودية الفرنسية أبعادا إستراتيجية كبيرة؛ إذ تعد فرنسا ثالث أكبر مصدر للسلاح في العالم، كما أن المملكة تدخل ضمن أكبر المشترين للسلاح الفرنسي، وأبرمت عقودا دفاعية ضخمة على مر الأعوام الماضية.
واستحوذ السعوديون في الأعوام القليلة الماضية على دبابات وعربات مدرعة وذخيرة ومدفعية وسفن حربية من فرنسا، كما أكدت فرنسا في 2016. وسارعت الصحف الفرنسية لنشر الصفقات الدفاعية المتوقعة؛ إذ أشارت صحيفة ليزيكو الفرنسية إلى أن اتفاقا قد يوقع لشراء زوارق دوريات من شركة (سي.ام.ان)، في حين نشرت صحيفة لو تليغرام أنباء عن صفقة محتملة لمدافع سيزار من شركة نكستر. دبلوماسي فرنسي: مسار جديد لعلاقات الرياض وباريس أكد الدبلوماسي الفرنسي السابق والمؤسس المشارك لمؤسسة «كاب مينا ثينك ثانك» فرانسوا توازى، أن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لباريس تحظى بأهمية قصوى، لأنها ستحدد مسار العلاقات الفرنسية السعودية خلال السنوات القادمة، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي.
وتجيء هذه الزيارة التي ينتظر منها الفرنسيون الكثير بعد زيارة ولي العهد إلى بريطانيا، التي وقع الجانبان خلالها على مذكرة تفاهم لشراء 48 طائرة يوروفايتر تايفون، وبعدها زيارة إلى أمريكا أبرم خلالها الجانبان العديد من الاتفاقات، لذلك حضّرت باريس لهذه الزيارة بعناية فائقة، خصوصا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مصمم على بدء مرحلة جديدة في العلاقات الفرنسية - السعودية، فيما يسعى الأمير محمد بن سلمان إلى جذب الاستثمارات الأجنبية لدعم «رؤية 2030» التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل.
ويعتقد مراقبون أن أبرز استثمارات يمكن الإعلان عنها هي: توقيع عقد «أميرال» بين شركتي توتال وأرامكو السعودية لتوسيع مصفاة ساتورب العملاقة في الجبيل، وهو مشروع تتراوح قيمته بين 3 - 5 مليارات دولار، ومنح استغلال مترو الرياض لشركة RATP الفرنسية، إضافة إلى تفاهمات أخرى على غرار عقد إطار مع شركة الفندقة أكوو. وبحسب مجلة «تشالنج» سينتقل وفد فرنسي بعد 15 يوما إلى الرياض لمناقشة المشروع السياحي للقرن «NEOM» الذي تبلغ قيمته 500 مليار دولار. واستقبلت باريس ولي العهد وفي جعبته الكثير من القضايا التي ستكون محل مباحثات مع الرئيس الفرنسي، وستنتهي الزيارة بمشاركة الأمير محمد بن سلمان في قمة اقتصادية بالكيدورسيه بحضور مكثف لكبار رجال الاقتصال والمال الفرنسيين على غرار باتريك حون بوياني الرئيس المدير العام لشركة توتال، وجيرارد ميسترالي رئيس مجلس إدارة شركة سواز(SUEZ)، وسيباستيان بازين رجل الأعمال الفرنسي، والرئيس التنفيذي الحالي لشركة الفنادق AccorHotels، ورجل الأعمال الفرنسي إكزافيه نيل وهو نائب مدير الإستراتيجية في (Iliad). السفير العنقري: شراكة إستراتيجية أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا الدكتور خالد بن محمد العنقري أن انتظام الزيارات الثنائية يدل على متانة الشراكة بين المملكة وفرنسا التي تقوم أساساً على مصالح إستراتيجية مشتركة، ومنها الجهود الدؤوبة لتحقيق الاستقرار والسلم الدوليين، ومكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب، إضافة إلى تقارب وجهات النظر حول عدد من القضايا والأزمات الإقليمية في الشرق الأوسط.
وأشار السفير إلى أن زيارة وليّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، إلى الجمهورية الفرنسية تكتسي أهميةً خاصةً في الوقت الذي تشهد فيه المملكة مرحلة جديدة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وقال: «إن الشراكة بين المملكة وفرنسا يمكن أن تلهم وتواكب وتدعم هذه التحولات وليس فقط لتعميق، بل إعادة تأسيس الشراكة الإستراتيجية الفرنسية - السعودية حول مشاريع مشتركة في مجالات مختلفة ومتعددة».
وجاء في بيان رسمي أوردته وكالة الأنباء السعودية أن ولي العهد سيلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وعدداً من المسؤولين لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وكان في استقبال ولي العهد لدى وصوله إلى العاصمة الفرنسية باريس وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا الدكتور خالد العنقري، وسفير فرنسا لدى المملكة فرانسوا غوييت.
كما كان في استقباله الأمير تركي بن خالد بن عبدالله، والأمير طلال بن عبدالعزيز بن بندر بن عبدالعزيز، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين.
وتبدأ الاجتماعات الرسمية اليوم (الإثنين)، وسيحضر ولي العهد حفل عشاء على شرفه مع الرئيس إيمانويل ماكرون ليلة الثلاثاء.
ووفقا لمصادر إعلامية، من المحتمل أن يحضر ولي العهد في المدينة الجنوبية إيكس أو بروفانس حفلا أوركستراليا كبيرا يُعزف فيه لعمالقة السمفونيات العالمية مثل كلود دوبيسي وروبار شومان.
وسيلتقي الأمير محمد بن سلمان، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غدا (الثلاثاء)؛ لتعزيز العلاقات بين الرياض وباريس، في ظل مستجدات المنطقة وما يشهده الشرق الأوسط من توترات، كما سيتم إضفاء الطابع الرسمي على بعض العقود لصالح توتال أو سي إم إن.
وجاء في تصريح للإليزيه أن الرئيس ماكرون يريد قبل كل شيء أن يؤسس لعهد جديد مع المملكة العربية السعودية، حيث جاء في البيان أن فرنسا تؤسس «لتعاون جديد مع المملكة العربية السعودية، التي تدخل مرحلة اجتماعية واقتصادية مهمة في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان». وقال مصدر مطلع إن «الأمر يتعلق بإقامة شراكة جديدة مع فرنسا، وليس فقط الركض وراء إبرام العقود والصفقات، وهو ما يريد التأسيس له ولي العهد والرئيس الفرنسي».
كما سيتطرق ولي العهد والرئيس الفرنسي إلى الأزمات الإقليمية من سورية واليمن إلى الاتفاق النووي الإيراني والوضع في لبنان، ومنطقة الساحل حيث تساهم السعودية في تمويل مجموعة الدول الخمس، بينما تعتبر فرنسا أمن المنطقة وتنميتها أساسيا.
واعتبر خبراء في الشرق الأوسط أن الزيارة هي بالدرجة الأولى تأسيس للعلاقات السعودية - الفرنسية، لافتين إلى أن الرئيس الفرنسي يسعى للاحتفاظ بخطاب متوازن مع المملكة العربية السعودية باعتبارها شريكا رئيسيا لفرنسا.
ورغم أن البرنامج لم يفصح عنه من الجانبين، إلا أن مصادر أوضحت لـ«عكاظ» أن التركيز سيكون على الثقافة والسياحة والاستثمارات للمستقبل والتكنولوجيات الجديدة، بما في ذلك زيارة ولي العهد اليوم (الإثنين) إلى محطة F، حاضنة الشركات الباريسية المبتدئة، إضافة إلى توقيع نحو 12 مذكرة تفاهم في مجالات السياحة والطاقة والنقل، وكذلك الإعلان عن اتفاق تعاون لتطوير منطقة العلا، التي تحوي تراثا أثريا مهما جدا. وكان ولي العهد السعودي زار بريطانيا أخيرا، قبل أن يتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث أمضى ثلاثة أسابيع فيها، والتقى رؤساء شركات ووقع اتفاقات لتشجيع الاستثمار في المملكة استعدادا لمرحلة ما بعد النفط وفقا لرؤية 2030. 10 وزراء في الوفد الرسمي لولي العهد يضم الوفد الرسمي لولي العهد كلا من: وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي، وزير الخارجية عادل الجبير، وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، وزير المالية محمد الجدعان، وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد، وزير النقل الدكتور نبيل العامودي، وزير الاقتصاد والتخطيط محمد التويجري، ورئيس الاستخبارات العامة خالد الحميدان.
فيما يضم الوفد المرافق محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا الأمير بدر بن عبدالله الفرحان، المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء أحمد الخطيب، المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مكتب وزير الدفاع فهد العيسى، المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء ياسر الرميان، رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن فياض الرويلي، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا الدكتور خالد العنقري، ورئيس الشؤون الخاصة لولي العهد ثامر نصيف.
إستراتيجية جديدة للعقود الدفاعية فيما بدأت زيارة ولي العهد في محطته الخارجية الرابعة (فرنسا)، كشف مسؤول من وزارة الدفاع الفرنسية أمس (الأحد) عن اتفاق سعودي فرنسي على توقيع اتفاقية حكومية جديدة لإبرام صفقات الأسلحة.
وقال المسؤول الفرنسي -بحسب رويترز- إنه بالتعاون مع السعودية بدأت فرنسا إستراتيجية جديدة لتصدير السلاح للسعودية الذي كانت تتولاه حتى الآن شركة (أو.دي.ايه.اس).
وتكتسب العلاقات السعودية الفرنسية أبعادا إستراتيجية كبيرة؛ إذ تعد فرنسا ثالث أكبر مصدر للسلاح في العالم، كما أن المملكة تدخل ضمن أكبر المشترين للسلاح الفرنسي، وأبرمت عقودا دفاعية ضخمة على مر الأعوام الماضية.
واستحوذ السعوديون في الأعوام القليلة الماضية على دبابات وعربات مدرعة وذخيرة ومدفعية وسفن حربية من فرنسا، كما أكدت فرنسا في 2016. وسارعت الصحف الفرنسية لنشر الصفقات الدفاعية المتوقعة؛ إذ أشارت صحيفة ليزيكو الفرنسية إلى أن اتفاقا قد يوقع لشراء زوارق دوريات من شركة (سي.ام.ان)، في حين نشرت صحيفة لو تليغرام أنباء عن صفقة محتملة لمدافع سيزار من شركة نكستر. دبلوماسي فرنسي: مسار جديد لعلاقات الرياض وباريس أكد الدبلوماسي الفرنسي السابق والمؤسس المشارك لمؤسسة «كاب مينا ثينك ثانك» فرانسوا توازى، أن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لباريس تحظى بأهمية قصوى، لأنها ستحدد مسار العلاقات الفرنسية السعودية خلال السنوات القادمة، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي.
وتجيء هذه الزيارة التي ينتظر منها الفرنسيون الكثير بعد زيارة ولي العهد إلى بريطانيا، التي وقع الجانبان خلالها على مذكرة تفاهم لشراء 48 طائرة يوروفايتر تايفون، وبعدها زيارة إلى أمريكا أبرم خلالها الجانبان العديد من الاتفاقات، لذلك حضّرت باريس لهذه الزيارة بعناية فائقة، خصوصا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مصمم على بدء مرحلة جديدة في العلاقات الفرنسية - السعودية، فيما يسعى الأمير محمد بن سلمان إلى جذب الاستثمارات الأجنبية لدعم «رؤية 2030» التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل.
ويعتقد مراقبون أن أبرز استثمارات يمكن الإعلان عنها هي: توقيع عقد «أميرال» بين شركتي توتال وأرامكو السعودية لتوسيع مصفاة ساتورب العملاقة في الجبيل، وهو مشروع تتراوح قيمته بين 3 - 5 مليارات دولار، ومنح استغلال مترو الرياض لشركة RATP الفرنسية، إضافة إلى تفاهمات أخرى على غرار عقد إطار مع شركة الفندقة أكوو. وبحسب مجلة «تشالنج» سينتقل وفد فرنسي بعد 15 يوما إلى الرياض لمناقشة المشروع السياحي للقرن «NEOM» الذي تبلغ قيمته 500 مليار دولار. واستقبلت باريس ولي العهد وفي جعبته الكثير من القضايا التي ستكون محل مباحثات مع الرئيس الفرنسي، وستنتهي الزيارة بمشاركة الأمير محمد بن سلمان في قمة اقتصادية بالكيدورسيه بحضور مكثف لكبار رجال الاقتصال والمال الفرنسيين على غرار باتريك حون بوياني الرئيس المدير العام لشركة توتال، وجيرارد ميسترالي رئيس مجلس إدارة شركة سواز(SUEZ)، وسيباستيان بازين رجل الأعمال الفرنسي، والرئيس التنفيذي الحالي لشركة الفنادق AccorHotels، ورجل الأعمال الفرنسي إكزافيه نيل وهو نائب مدير الإستراتيجية في (Iliad). السفير العنقري: شراكة إستراتيجية أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا الدكتور خالد بن محمد العنقري أن انتظام الزيارات الثنائية يدل على متانة الشراكة بين المملكة وفرنسا التي تقوم أساساً على مصالح إستراتيجية مشتركة، ومنها الجهود الدؤوبة لتحقيق الاستقرار والسلم الدوليين، ومكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب، إضافة إلى تقارب وجهات النظر حول عدد من القضايا والأزمات الإقليمية في الشرق الأوسط.
وأشار السفير إلى أن زيارة وليّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، إلى الجمهورية الفرنسية تكتسي أهميةً خاصةً في الوقت الذي تشهد فيه المملكة مرحلة جديدة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وقال: «إن الشراكة بين المملكة وفرنسا يمكن أن تلهم وتواكب وتدعم هذه التحولات وليس فقط لتعميق، بل إعادة تأسيس الشراكة الإستراتيجية الفرنسية - السعودية حول مشاريع مشتركة في مجالات مختلفة ومتعددة».