الفناء بالضمير الكيماوي!
تلميح وتصريح
الجمعة / 27 / رجب / 1439 هـ الجمعة 13 أبريل 2018 01:34
حمود أبو طالب
ليلة عربية ليست ككل الليالي، بوجعها وبؤسها وشبح الفناء الذي يجثم على تفاصيلها، سادة الموت والمتصارعون فيها ليسوا كما كانوا قديما من بني يعرب، لكن ساحتها عربية أصيلة، حولها بعض بنيها إلى سبية للغرباء، مستباحة لأطماع المقامرين الذين يتناهبون بقاياها المشوهة بعد أن كانت جنة الياسمين وفردوس الجمال.
«دمشق» هذه الليلة كغريبة ملهوفة تلبس ما تبقى من أسمالها بانتظار الموت الوشيك، تتلفت فلا من مغيث، ولا من تأريخ ينجدها أو مجد يسعفها، كيف لو استيقظ الليلة شعراؤها الذين خلّدوها بعشقهم لها ورأوا العالم كله يصوّب أنظاره عليها ترقباً لما سيحل بها من دمار لم تر العين مثله إذا حدث.
كيف لو استيقظ فقط شاعرها الفخم نزار قباني الذي قال فيها وعنها ضمن كثير مما قاله:
فرشتُ فوق ثراك الطاهر الهُدبا
فيا دمشقُ، لماذا نبدأ العتبا
حبيبتي أنت فاستلقي كأغنية
على ذراعي، ولا تستوضحي السببا
أنتِ النساء جميعاً، ما من امرأةٍ
أحببت بعدك، إلا خلتها كذبا
يا شام إن جراحي لا ضفاف لها
فامسحي عن جبيني الحزن والتعبا
حتماً لو استيقظ سيلعن كل التأريخ الذي تباهى به عندما يهون عليه إسقاط فاتنته بهذا الشكل البشع، وعندما ينتهي بها الحال إلى هذا المآل، نهباً لا بواكي عليه.
هذه الليلة انتفضت سيدة العالم أمريكا بعد ثمانية أعوام من الموت الممنهج البشع للأبرياء في الشام على يد ابنها الخائن الذي استعان بكل شذاذ الآفاق من أجل بقاء حكمه الملوث بكل الدناءات، انتفضت من أجل طريقة جديدة لحصد الأبرياء بالسلاح الكيماوي، وكأن مئات الألوف الذين قضوا نحبهم بالبراميل المتفجرة وأطنان القنابل كان موتهم عاديا لا يستحق الاهتمام، ما الفرق يا سيدة العالم، أليس الموت العبثي واحدا مهما اختلفت الوسيلة، أم أن الحلقة الأخيرة من السيناريو يجب أن تكون بهذه الطريقة.
وهناك بقايا القياصرة في روسيا يتأهبون لدعم حفلة الموت الأخيرة بعنادهم للسيدة أمريكا، رغم أنه لا يشك في اتفاقهم إلا ساذج، هم يريدون ضمان نصيبهم من الأرض المحروقة التي يريدون إحياءها بعد حين بطريقتهم، وهناك الفرس الذين يتلهفون للثأر من القومية العربية، وهناك مخلفات الاستعمار العثماني التي تحلم بإعادة وضع الطربوش على الرأس العربي، وهناك كل حثالة البشر من مرتزقة الحروب والكوارث بأسمائهم وفصائلهم المختلفة، كلهم اجتمعوا لكي يشعلوا الجحيم في الليلة العربية الأخيرة، ونحن نراقب ونترقب ولا نملك غير الدعاء أن ينقذ الله سوريا من هذه النهاية، التي لو تمت كما يريدون فالليل الكالح ينتظرنا.
الأمريكان لن يسقطوا نظام بشار وينقذوا ما تبقى من الشعب السوري من ناره، ولن يخرجوا إيران وبقية المرتزقة، وبالتأكيد لن يسحبوا أقدام روسيا، هم سوف يزيدون جرعة الموت بشكل أبشع لتوسيع دائرة الفناء العربي بذريعة السلاح الكيماوي.
«دمشق» هذه الليلة كغريبة ملهوفة تلبس ما تبقى من أسمالها بانتظار الموت الوشيك، تتلفت فلا من مغيث، ولا من تأريخ ينجدها أو مجد يسعفها، كيف لو استيقظ الليلة شعراؤها الذين خلّدوها بعشقهم لها ورأوا العالم كله يصوّب أنظاره عليها ترقباً لما سيحل بها من دمار لم تر العين مثله إذا حدث.
كيف لو استيقظ فقط شاعرها الفخم نزار قباني الذي قال فيها وعنها ضمن كثير مما قاله:
فرشتُ فوق ثراك الطاهر الهُدبا
فيا دمشقُ، لماذا نبدأ العتبا
حبيبتي أنت فاستلقي كأغنية
على ذراعي، ولا تستوضحي السببا
أنتِ النساء جميعاً، ما من امرأةٍ
أحببت بعدك، إلا خلتها كذبا
يا شام إن جراحي لا ضفاف لها
فامسحي عن جبيني الحزن والتعبا
حتماً لو استيقظ سيلعن كل التأريخ الذي تباهى به عندما يهون عليه إسقاط فاتنته بهذا الشكل البشع، وعندما ينتهي بها الحال إلى هذا المآل، نهباً لا بواكي عليه.
هذه الليلة انتفضت سيدة العالم أمريكا بعد ثمانية أعوام من الموت الممنهج البشع للأبرياء في الشام على يد ابنها الخائن الذي استعان بكل شذاذ الآفاق من أجل بقاء حكمه الملوث بكل الدناءات، انتفضت من أجل طريقة جديدة لحصد الأبرياء بالسلاح الكيماوي، وكأن مئات الألوف الذين قضوا نحبهم بالبراميل المتفجرة وأطنان القنابل كان موتهم عاديا لا يستحق الاهتمام، ما الفرق يا سيدة العالم، أليس الموت العبثي واحدا مهما اختلفت الوسيلة، أم أن الحلقة الأخيرة من السيناريو يجب أن تكون بهذه الطريقة.
وهناك بقايا القياصرة في روسيا يتأهبون لدعم حفلة الموت الأخيرة بعنادهم للسيدة أمريكا، رغم أنه لا يشك في اتفاقهم إلا ساذج، هم يريدون ضمان نصيبهم من الأرض المحروقة التي يريدون إحياءها بعد حين بطريقتهم، وهناك الفرس الذين يتلهفون للثأر من القومية العربية، وهناك مخلفات الاستعمار العثماني التي تحلم بإعادة وضع الطربوش على الرأس العربي، وهناك كل حثالة البشر من مرتزقة الحروب والكوارث بأسمائهم وفصائلهم المختلفة، كلهم اجتمعوا لكي يشعلوا الجحيم في الليلة العربية الأخيرة، ونحن نراقب ونترقب ولا نملك غير الدعاء أن ينقذ الله سوريا من هذه النهاية، التي لو تمت كما يريدون فالليل الكالح ينتظرنا.
الأمريكان لن يسقطوا نظام بشار وينقذوا ما تبقى من الشعب السوري من ناره، ولن يخرجوا إيران وبقية المرتزقة، وبالتأكيد لن يسحبوا أقدام روسيا، هم سوف يزيدون جرعة الموت بشكل أبشع لتوسيع دائرة الفناء العربي بذريعة السلاح الكيماوي.