أخبار

بوليكين لـ«عكاظ»: نصف مياه المملكة مهدرة لغياب الاستثمار

أكد أن السوق السعودية في مجال المياه تحظى بمنافسة شرسة

بوليكين

حاورته: أسماء بوزيان

أكد الرئيس التنفيذي لوحدة الأعمال الخاصة بالشرق الأوسط وأفريقيا والهند لشركة سويز بيار إيف بوليكين، أنهم وقعوا مع أرامكو وديسور اتفاقية اتفاقية حول إنشاء معالجة مياه الصرف الصناعي، وأيضا معالجة النفايات الكيمياوية والصناعية لمصانع أرامكو. وأضاف أن السعودية حولت قطاع المياه إلى ورشة وأنشأت هيكلا وسيطا وهو شركة «واك» تعمل على الإعلان على المناقصات وتهيكل الجانب المتعلق بمشاريع التحلية، مشيراً إلى عدم وجود ندرة مائية في المملكة ولكن هناك ارتفاعا في التكلفة البيئية، والحرارية المرتبطة بالوحدات القديمة التي بنيت من 20 سنة تقريبا، ولذلك رؤية المملكة اتجهت نحو الانتقال إلى وحدات تستهلك أقل، وبين أنه يعتقد أن هناك خسارة للمياه في السعودية تقدر بين 40 إلى 50%، لأسباب أهمها عدم وجود استثمار كبير في الشبكات منذ سنوات عديدة، لذلك هناك تأخر كبير في هذا المجال.

•وقعتم مذكرة تفاهم مع المملكة العربية السعودية على هامش هذا المنتدى.. هل لنا أن نعرف فحوى هذا الاتفاق أو مذكرة التفاهم؟

•• شركة سويز تتواجد منذ 50 سنة في المملكة العربية السعودية، وقد حققت العديد من الأدوات، خصوصا في مجال تحلية المياه مع شركة المياه الوطنية السعودية، التي رافقناها من خلال عقد إدارة في منطقة جدة، الذي انتهى العقد في ربيع السنة الماضية.

اليوم وقعنا مع شركة أرامكو وديسور اتفاقية حول إنشاء معالجة مياه الصرف الصناعي، وأيضا معالجة النفايات الكيمياوية والصناعية لمصانع أرامكو، كوننا مختصين في تحلية المياه ومعالجة النفايات الصناعية، لذلك سنعمل بالشراكة مع أرامكو لتنفيذ هذا الاتفاق.

•المملكة العربية السعودية مقبلة على ورشة مفتوحة في إطار تطبيق رؤية 2030. وفي هذا الإطار فإن الاحتياجات للموارد المائية يصبح مهما. هل تعتقد أن المملكة بحاجة ملحة إلى الاستثمار في صناعة الموارد المائية من خلال مثلا تحلية مياه البحر أو استرجاع المياه المستعملة للاستفادة، منها في قطاعات أخرى كالزراعة مثلا والسياحة.

•• اليوم حولت الحكومة السعودية قطاع المياه إلى ورشة وأنشأت هيكلا وسيطا وهو شركة «واك» أو هو«Water and Electricity Company» وهي شركة منظمة للسوق، تعمل على الإعلان على المناقصات وتهيكل الجانب المتعلق بمشاريع التحلية. وبالتأكيد هناك مناقصات قيد الدراسة وبعض المناقصات تم الإعلان عنها وأخرى سيتم لاحقا الإعلان عنها، فهناك محطة رابغ البخارية بسعة 600 متر مربع وتشوكاي التي ستسلم لاحقا. وهناك عدد من المناقصات المبرمجة من قبل شركة المياه والكهرباء «Water and Electricity Company»، في الجانب المتعلق بتعويض الوحدات العادية بوحدات تحلية المياه، فالماء اليوم في السعودية يوزع أساسا من وحدات التحلية، ما يجعل المملكة تشترط في المناقصات استعمال التكنولوجيات المتطورة.

•هل المملكة تواجه ندرة في المياه تدفعها إلى استغلال الوسائل التكنولوجية المتاحة؟

•• لا.. ليس هذا بالضبط.. لكن هناك ارتفاعا في التكلفة البيئية، والتكلفة الحرارية المرتبطة بالوحدات القديمة التي بنيت من 20 سنة تقريبا. وقد اتجهت رؤية المملكة العربية السعودية نحو الانتقال إلى وحدات تستهلك أقل، وفي التحضير للاحتياجات المستقبلية.

•إذن.. ما أهم المحاور التي تعمل عليها المملكة العربية السعودية في هذا الجانب؟

•• بالفعل هناك عدة محاور، محور الإنتاج، ومحور معالجة المياه المستعملة، لذلك أعلنت (واك) أو شركة المياه والكهرباء عن مناقصات، كمناقصة تتعلق بمنطقة الدمام وأخرى تتعلق بمنطقة جدة، وسنقدم لهذا الملف وسنرى النتيجة.

أما عن المحور الثالث، فهو فعالية الشبكات، الذي يتطلب اليوم العمل عليه لتطويره، إذ نعتقد أن هناك خسارة للمياه في السعودية تقدر بين 40 إلى 50%، لأسباب أهمها لم يكن هناك استثمار كبير في الشبكات منذ سنوات عديدة، ما يعد هناك تأخر كبير في هذا المجال.

لذلك فكرت ناسيونال واتر كومباني «National water company» في كيفية استغلال خبرة مجمع سويز (Suez) لمعالجة هذه المشاكل وتحديد الأولويات والعمل عليها.

•ماذا عن المياه المستعملة أو مياه الصرف، وهل سطرت المملكة برنامجا في هذا المجال يمكن أن تتموضع فيه SUEZ؟

•• هناك التزام في هذا الجانب، إذ إن رؤية المملكة تتجه نحو رفع منسوب استعمال مياه الصرف، وإعادة استعمالها في الزراعة والسقي، لذلك هناك تفكير في كيفية جعل محطات الصرف الصحي الجديدة، تستغل بشكل جيد.

•إذا كان هذا الجانب يشكل رهانا لاستثمار جديد في الموارد المائية، هل الشريك الفرنسي مؤهل لأن ينافس الشركات الكبرى في هذا المجال من أجل الاستحواذ على هذه السوق في المملكة العربية السعودية؟

•• المنافسة شرسة بالتأكيد وأتفق معك تماما، لكن يكفي أننا مرجع مهم في هذا المجال... سويز لم تصل ما وصلت إليه من العدم. لدينا مرجعية وسمعة دولية وعالمية. وهذه السمعة تبين أننا على المستوى العملي والبناء قادرون ونملك الكفاءة والخبرة.. ومجمع سويز هو نموذج فرنسي قادر على البناء والاستغلال، بحيث نعتبر أن المشغل هو الضامن الوحيد والأحسن لنوعية البناء.

وأؤكد أننا نريد أن نكون نحن من يتكفل ببناء الوحدات التي سنقوم بتشغيلها، وهذا هو النموذج الذي يعتمده مجمع سويز. وإذا اعتمدت السعودية هذا النموذج.. سنشتغل على هذا الجانب.

•من خلال تجربتكم الطويلة في السوق السعودية، كيف تراها اليوم مع التغييرات الكبيرة التي تشهدها؟

•• بالنسبة لمجمع سويز يتواجد في المملكة العربية السعودية منذ سنوات، دائما نرى في السوق السعودية سوقا تحظى بالمنافسة الشرسة، وسوقا صعبة، وفي مجالنا المياه والنفايات، نجد صعوبة في التموضع في هذه السوق ولا يشفع لنا إلا مرجعيتنا الدولية اليوم، نحن نختار أسواقنا وأين نتواجد؛ لأن الزبون ينتظر خدمة عالية ويطلب تفاصيل ومعلومات عن التكنولوجيات التي نستعملها. لذلك نحن نقدم خدمة وما بعد الخدمة وهذا مهم لنجاح المشاريع.