شهادات برائحة «الكلور» عن «سبت دوما» الكيماوي
ماسا وملاذ.. التوأم الناجي من غاز الأعصاب
الجمعة / 04 / شعبان / 1439 هـ الجمعة 20 أبريل 2018 02:35
ترجمة: حسن باسويد (جدة) baswsaid@
«تفوح منه رائحة مثل حمام السباحة»، بهذه الجملة ردت الطفلة ماسا، التي أضحت قبل أيام أيقونة مأساة «كيماوي دوما» على والدها الذي طلب منها شم قميصها الأرجواني الذي أخرجه من كيس الملابس القديمة خارج خيمته.
في ليلة السبت الماضية، أضحى الكلور ورائحته إرثاً بعد أن دكت قوات النظام السوري بلدة دوماً، قرب دمشق مسقط رأس الطفلة «ماسا» ذات السبع سنوات ومنزلها بالأسلحة الكيماوية، ما دفع بريطانيا إلى شن هجمات مستهدفة على مواقع النظام، إلى جانب فرنسا والولايات المتحدة؛ ففي وقت مبكر من صباح السبت، ضربت غاراتهم الجوية أهداف التخزين والبحث والأهداف العسكرية.
وعندما أطلقت الصواريخ، انتظر 3 آلاف ناج من تلك الفظاعة الكيميائية في مخيم في شمال سورية في يأس لسرد قصتهم. وما زال الكثيرون يعانون من المرض، فالوجوه شاحبة وفاترة، جيران وأصدقاء راحوا ضحية الهجوم الفظيع، كما أن السعال بات صوت المكان.
صحيفة «التايمز» البريطانية هي أول مؤسسة إعلامية غربية تلتقي بهم؛ فالجميع قدموا الشهادات التي تؤيد وتشير إلى هجوم بسلاح كيميائي.
وفيما ارتدت الطفلة ماسا قميصها الأرجواني عند الساعة السادسة مساء السبت الماضي، اختارت عائلتها الاختباء في قبو تحت دوما مع 75 من جيرانها، بينما كانوا ينتظرون ليلة أخرى من البراميل المتفجرة التي يرميها نظام الأسد على المدينة.
وتسترجع والدة الطفلة «ماسا» أماني (34 عاما) ذكريات السبت «الكيماوي» بالقول «كانت القنابل قوية جداً في تلك الليلة، لقد كان صوتها عاليا جداً، والغبار في كل مكان».
وتابعت أماني قائلة «فجأة هدأت الانفجارات، ثم سمعنا صوتا مثل وقوع شيئين ضخمين، ثم كان صوت كـ «التمتمات».
وأضافت «اثنان من الشباب في الطابق السفلي تطوعا للذهاب والنظر لرؤية ماذا يحدث، ليهرعا بعد ثوان صارخين: غاز، إنه غاز، اخرجوا جميعاً».
ويعلم سكان دوما المختبئون في الأقبية ماذا سيفعل بهم الغاز، ففي 2013 أدى هجوم نسبته الأمم المتحدة إلى صواريخ تحتوي على عامل أعصاب «السارين» إلى مقتل 1400 شخص على الأقل في الغوطة.
وتعود أماني بشريط الذكريات مجدداً قائلة: «لم أتردد، وأمسكت ماسا وركضت بها نحو الدرج»، ولم يستطع زوجها ضياء المريض بالسكر من الفرار بابنته الأخرى ملاذ (توأمة ماسا) ليأخذها شقيقها. ومع صعود أماني، رأت الغاز والأتربة البيضاء تتدفقان فوقها فسكبت الماء فوق فم ماسا.
وقالت: «كان الغاز لاذعاً في حلقي مثل الفلفل الحار، كنت أتقيأ وأسعل، لا أحد يستطيع التنفس، كان الناس من حولي يسقطون على الأرض».
انهارت أماني، وسقطت لفترة قصيرة فاقدة الوعي. ماسا كانت تكمن بجانبها، والرغوة تخرج من زوايا فمها.
وتصف أماني لحظات ما قبل فقدانها للوعي بالقول «جسمي كله كان عاطلاً عن العمل، وعندما كنت أصعد الدرج شعرت أنني فقدت قوتي، لم أستطع السيطرة على جسدي. كنت فقط أرتعش طوال الوقت، لم يكن هناك أكسجين». وفي الوقت نفسه، كان المبنى يدك بحزمة جديدة من البراميل المتفجرة، وفقدت حينها رؤية زوجها وابنتها الأخرى.
وبعد لحظات وجدت أماني زوجها وابنتها ملاذ منهارين بعد استنشاق الغاز، ولكنهما في حالة وعي، وتقول «كان الظلام دامساً، واختلط الغبار بالغاز في جو خانق، والبراميل المتفجرة كانت لاتزال تسقط في الخارج ما يجعل المبنى يهتز، وفي حالة من الذعر القاتل استطعنا الخروج إلى الشارع».
في الخارج بدا المشهد أكثر مأساوية ورعباً، فالجيران يركضون مذعورين، والصراخ والبكاء سيد الموقف، بعضهم يبكي على أشخاص ينازعون على الأرض برغوة بيضاء تخرج من شفاههم، وآخرون يرشون الماء على بعضهم «الماء هو الشيء الوحيد الذي يساعد في تلك اللحظة».
وحاولت أماني تحذير الجيران والأصدقاء من الغاز المنتشر في الأجواء، لكن بالنسبة للكثيرين كان الأوان قد فات.
وذكرت أماني وهي تبكي قائلة «هناك 3 أقبية في شارعنا، مات 3 أشخاص فقط منا، لأنه تم تحذيرنا، لكن الطابق السفلي المجاور لم يسمع أحد منهم تحذير الغاز. لقد ماتوا جميعا».
ووصلت أماني وعائلتها إلى العيادة في حالة من الاختناق والارتباك، كانوا على شفير الموت، حيث وُضِع أكثر المتضررين على أجهزة التنفس، وتم رش معظمهم بالماء فقط على أمل أن تساعَد، وأعطيت الحقن للتوأمتين (ماسا وملاذ) وكانتا بالكاد يستطيعان التنفس.
وروى أحد الناجين إبراهيم، الذي أكمل عقده الخامس، شهادته لـ«صنداي تايمز» قائلاً: «رأيت طبيبة هناك في المستشفى وكانت تبكي لأن لديها 40 مريضاً يحتاجون إلى الدواء، لكن لم يكن لديها سوى 3 أدوية لثلاثة أطفال».
وتشابهت شهادات جميع الناجين من دوما الذين قابلتهم صحيفة «صنداي تايمز» في الأعراض، والتي استمرت في بعض الحالات لأيام، وهي الشعور بفقدان السيطرة في أطرافهم، والرغوة البيضاء في الفم والسعال والتقيؤ والصداع الشديد. ويقول الأخصائيون الطبيون إن هذه الأعراض تتوافق مع التعرض لغاز الأعصاب.
وأشارت الصحيفة إلى أنه يُعتقد أن قنابل الغاز قد أصابت موقعين منفصلين على الأقل واحدا في دوما، والآخر ضاحية في الغوطة الشرقية التي كانت تحت الحصار لمدة 4 سنوات ونصف.
وأوضح هاميش دي بريتون غوردون، ضابط سابق بالجيش البريطاني، وخبير في الأسلحة الكيماوية ومستشار للمنظمات غير الحكومية في سورية، أن ما يصفه الناجون هو «الكلور الممزوج بغاز الأعصاب»، مضيفاً أن استخدام كل من غاز الأعصاب والكلور ضد المدنيين محظور بموجب القانون الدولي.
وبذات الاستنتاج خرج إبراهيم ريحاني، أحد المتطوعين في الدفاع المدني «الخوذات البيضاء» الذي تعرض لهجوم السارين عام 2013 على الغوطة، من خلال تجربته أثناء محاولته إنقاذ الضحايا يوم السبت.
وقال «لم أستطع الاقتراب، لم أستطع مساعدة أي شخص لأن الغاز كان قويا للغاية»، مضيفاً «كان تأثير الغاز مثل السارين مختلطا مع الكلور، كان نفس هجوم 2013 فإذا كان الكلور فقط، فيمكنك الهروب إذا شممته، لكن السارين يقتلك إذا شممته».
ولفت ريحاني إلى أنه وبحلول صباح اليوم التالي، انحسر الغاز ودخل مع فريقه إلى الطوابق السفلية مرتدين أقنعة الغاز، واصفاً المشهد بأن الطوابق السفلية كانت مكتظة بالناس المتخبئين من البراميل المتفجرة «كلهم ماتوا، أطفال، نساء ورجال، جثث مكومةً على الأرض، ورغوة تملأ أفواههم».
وأضاف «كان هناك العديد ممن ماتوا على درجات القبو، فلو كان الكلور فقط، كان بإمكانهم الفرار والنجاة، لكنهم ماتوا بعد تمكنهم من السير خطوات قليلة، وبعض الجثث تحول بياض عيونهم إلى اللون الأخضر، وجلودهم متفسخة».
وفي اليوم التالي للهجوم، بدأت عملية الإخلاء، وتجمعت الحشود في الضاحية المدمرة حول الحافلات التي ستنقلهم بعيدا عن المنازل التي عاشوا بها لفترة طويلة.
ونلقوا إلى معسكر في شمال سورية تديره سلطة إدارة الكوارث والطوارئ التابعة لتركيا، وصفوف من الخيام البيضاء البدائية تضم عائلات فقدت كل شيء. وما زال الكثيرون منهم يعانون من المرض، بينما يعاني آخرون من التلوث المتبقي في ملابسهم وممتلكاتهم.
ونُقلت أماني التي تعاني من السعال والآثار المترتبة على تعرضها إلى الغاز إلى المستشفى، ونصحوها بأن تغسل ملابسها.
وقالت أماني: «كنا لا نزال نعاني من تلوث الحقائب والملابس التي كانت لدينا في القبو ولم نعلم ذلك»، مضيفة «هناك آخرون لم يعرفوا عن الغاز وماتوا، أناس أبرياء، كانوا أصدقاء لنا، وأصبحوا أرقاما، لكنهم ليسوا كذلك، إنهم مدنيون وعائلات».
* نقلاً عن محمود الباشا في التايمز البريطانية
في ليلة السبت الماضية، أضحى الكلور ورائحته إرثاً بعد أن دكت قوات النظام السوري بلدة دوماً، قرب دمشق مسقط رأس الطفلة «ماسا» ذات السبع سنوات ومنزلها بالأسلحة الكيماوية، ما دفع بريطانيا إلى شن هجمات مستهدفة على مواقع النظام، إلى جانب فرنسا والولايات المتحدة؛ ففي وقت مبكر من صباح السبت، ضربت غاراتهم الجوية أهداف التخزين والبحث والأهداف العسكرية.
وعندما أطلقت الصواريخ، انتظر 3 آلاف ناج من تلك الفظاعة الكيميائية في مخيم في شمال سورية في يأس لسرد قصتهم. وما زال الكثيرون يعانون من المرض، فالوجوه شاحبة وفاترة، جيران وأصدقاء راحوا ضحية الهجوم الفظيع، كما أن السعال بات صوت المكان.
صحيفة «التايمز» البريطانية هي أول مؤسسة إعلامية غربية تلتقي بهم؛ فالجميع قدموا الشهادات التي تؤيد وتشير إلى هجوم بسلاح كيميائي.
وفيما ارتدت الطفلة ماسا قميصها الأرجواني عند الساعة السادسة مساء السبت الماضي، اختارت عائلتها الاختباء في قبو تحت دوما مع 75 من جيرانها، بينما كانوا ينتظرون ليلة أخرى من البراميل المتفجرة التي يرميها نظام الأسد على المدينة.
وتسترجع والدة الطفلة «ماسا» أماني (34 عاما) ذكريات السبت «الكيماوي» بالقول «كانت القنابل قوية جداً في تلك الليلة، لقد كان صوتها عاليا جداً، والغبار في كل مكان».
وتابعت أماني قائلة «فجأة هدأت الانفجارات، ثم سمعنا صوتا مثل وقوع شيئين ضخمين، ثم كان صوت كـ «التمتمات».
وأضافت «اثنان من الشباب في الطابق السفلي تطوعا للذهاب والنظر لرؤية ماذا يحدث، ليهرعا بعد ثوان صارخين: غاز، إنه غاز، اخرجوا جميعاً».
ويعلم سكان دوما المختبئون في الأقبية ماذا سيفعل بهم الغاز، ففي 2013 أدى هجوم نسبته الأمم المتحدة إلى صواريخ تحتوي على عامل أعصاب «السارين» إلى مقتل 1400 شخص على الأقل في الغوطة.
وتعود أماني بشريط الذكريات مجدداً قائلة: «لم أتردد، وأمسكت ماسا وركضت بها نحو الدرج»، ولم يستطع زوجها ضياء المريض بالسكر من الفرار بابنته الأخرى ملاذ (توأمة ماسا) ليأخذها شقيقها. ومع صعود أماني، رأت الغاز والأتربة البيضاء تتدفقان فوقها فسكبت الماء فوق فم ماسا.
وقالت: «كان الغاز لاذعاً في حلقي مثل الفلفل الحار، كنت أتقيأ وأسعل، لا أحد يستطيع التنفس، كان الناس من حولي يسقطون على الأرض».
انهارت أماني، وسقطت لفترة قصيرة فاقدة الوعي. ماسا كانت تكمن بجانبها، والرغوة تخرج من زوايا فمها.
وتصف أماني لحظات ما قبل فقدانها للوعي بالقول «جسمي كله كان عاطلاً عن العمل، وعندما كنت أصعد الدرج شعرت أنني فقدت قوتي، لم أستطع السيطرة على جسدي. كنت فقط أرتعش طوال الوقت، لم يكن هناك أكسجين». وفي الوقت نفسه، كان المبنى يدك بحزمة جديدة من البراميل المتفجرة، وفقدت حينها رؤية زوجها وابنتها الأخرى.
وبعد لحظات وجدت أماني زوجها وابنتها ملاذ منهارين بعد استنشاق الغاز، ولكنهما في حالة وعي، وتقول «كان الظلام دامساً، واختلط الغبار بالغاز في جو خانق، والبراميل المتفجرة كانت لاتزال تسقط في الخارج ما يجعل المبنى يهتز، وفي حالة من الذعر القاتل استطعنا الخروج إلى الشارع».
في الخارج بدا المشهد أكثر مأساوية ورعباً، فالجيران يركضون مذعورين، والصراخ والبكاء سيد الموقف، بعضهم يبكي على أشخاص ينازعون على الأرض برغوة بيضاء تخرج من شفاههم، وآخرون يرشون الماء على بعضهم «الماء هو الشيء الوحيد الذي يساعد في تلك اللحظة».
وحاولت أماني تحذير الجيران والأصدقاء من الغاز المنتشر في الأجواء، لكن بالنسبة للكثيرين كان الأوان قد فات.
وذكرت أماني وهي تبكي قائلة «هناك 3 أقبية في شارعنا، مات 3 أشخاص فقط منا، لأنه تم تحذيرنا، لكن الطابق السفلي المجاور لم يسمع أحد منهم تحذير الغاز. لقد ماتوا جميعا».
ووصلت أماني وعائلتها إلى العيادة في حالة من الاختناق والارتباك، كانوا على شفير الموت، حيث وُضِع أكثر المتضررين على أجهزة التنفس، وتم رش معظمهم بالماء فقط على أمل أن تساعَد، وأعطيت الحقن للتوأمتين (ماسا وملاذ) وكانتا بالكاد يستطيعان التنفس.
وروى أحد الناجين إبراهيم، الذي أكمل عقده الخامس، شهادته لـ«صنداي تايمز» قائلاً: «رأيت طبيبة هناك في المستشفى وكانت تبكي لأن لديها 40 مريضاً يحتاجون إلى الدواء، لكن لم يكن لديها سوى 3 أدوية لثلاثة أطفال».
وتشابهت شهادات جميع الناجين من دوما الذين قابلتهم صحيفة «صنداي تايمز» في الأعراض، والتي استمرت في بعض الحالات لأيام، وهي الشعور بفقدان السيطرة في أطرافهم، والرغوة البيضاء في الفم والسعال والتقيؤ والصداع الشديد. ويقول الأخصائيون الطبيون إن هذه الأعراض تتوافق مع التعرض لغاز الأعصاب.
وأشارت الصحيفة إلى أنه يُعتقد أن قنابل الغاز قد أصابت موقعين منفصلين على الأقل واحدا في دوما، والآخر ضاحية في الغوطة الشرقية التي كانت تحت الحصار لمدة 4 سنوات ونصف.
وأوضح هاميش دي بريتون غوردون، ضابط سابق بالجيش البريطاني، وخبير في الأسلحة الكيماوية ومستشار للمنظمات غير الحكومية في سورية، أن ما يصفه الناجون هو «الكلور الممزوج بغاز الأعصاب»، مضيفاً أن استخدام كل من غاز الأعصاب والكلور ضد المدنيين محظور بموجب القانون الدولي.
وبذات الاستنتاج خرج إبراهيم ريحاني، أحد المتطوعين في الدفاع المدني «الخوذات البيضاء» الذي تعرض لهجوم السارين عام 2013 على الغوطة، من خلال تجربته أثناء محاولته إنقاذ الضحايا يوم السبت.
وقال «لم أستطع الاقتراب، لم أستطع مساعدة أي شخص لأن الغاز كان قويا للغاية»، مضيفاً «كان تأثير الغاز مثل السارين مختلطا مع الكلور، كان نفس هجوم 2013 فإذا كان الكلور فقط، فيمكنك الهروب إذا شممته، لكن السارين يقتلك إذا شممته».
ولفت ريحاني إلى أنه وبحلول صباح اليوم التالي، انحسر الغاز ودخل مع فريقه إلى الطوابق السفلية مرتدين أقنعة الغاز، واصفاً المشهد بأن الطوابق السفلية كانت مكتظة بالناس المتخبئين من البراميل المتفجرة «كلهم ماتوا، أطفال، نساء ورجال، جثث مكومةً على الأرض، ورغوة تملأ أفواههم».
وأضاف «كان هناك العديد ممن ماتوا على درجات القبو، فلو كان الكلور فقط، كان بإمكانهم الفرار والنجاة، لكنهم ماتوا بعد تمكنهم من السير خطوات قليلة، وبعض الجثث تحول بياض عيونهم إلى اللون الأخضر، وجلودهم متفسخة».
وفي اليوم التالي للهجوم، بدأت عملية الإخلاء، وتجمعت الحشود في الضاحية المدمرة حول الحافلات التي ستنقلهم بعيدا عن المنازل التي عاشوا بها لفترة طويلة.
ونلقوا إلى معسكر في شمال سورية تديره سلطة إدارة الكوارث والطوارئ التابعة لتركيا، وصفوف من الخيام البيضاء البدائية تضم عائلات فقدت كل شيء. وما زال الكثيرون منهم يعانون من المرض، بينما يعاني آخرون من التلوث المتبقي في ملابسهم وممتلكاتهم.
ونُقلت أماني التي تعاني من السعال والآثار المترتبة على تعرضها إلى الغاز إلى المستشفى، ونصحوها بأن تغسل ملابسها.
وقالت أماني: «كنا لا نزال نعاني من تلوث الحقائب والملابس التي كانت لدينا في القبو ولم نعلم ذلك»، مضيفة «هناك آخرون لم يعرفوا عن الغاز وماتوا، أناس أبرياء، كانوا أصدقاء لنا، وأصبحوا أرقاما، لكنهم ليسوا كذلك، إنهم مدنيون وعائلات».
* نقلاً عن محمود الباشا في التايمز البريطانية