صوت المواطن

خروف!

المسيان 111

عبدالسلام المسيان aalmosaian@

علاقة الإنسان، خصوصا المسلم، بالخروف قديمة ووطيدة، تبدأ منذ اليوم السابع من ولادته بذبح العقيقة وتنقطع إلى أن تعود في موسم الحج، بتقديم الهدي للحاج أو الأضحية لمن لم يحج، ويحضر الخروف مرة أخرى ولكن بثوب الفرح، إذ يقدم وليمةً للزواج، ويختم الإنسان علاقته بالخروف عندما يودع الدنيا فيقدم طعاماً لأهل الميت. فالعلاقة كما استعرضناها قوية جداً تبدأ من المهد إلى اللحد، وما بينهما يعود الخروف إلى المشهد وبقوة من خلال بعض الأزواج ولكن بحلة جديدة، فهو ليس الخروف الذي يذبح ويقدم للأكل إنما نوع آخر من الخراف لا يذبح ولا يؤكل. هو دور يقوم به بعض الأزواج دون أن يشعر بذلك، ولكنه يفاجأ بقدرة قادر أنه أصبح خروفاً ودون مقدمات، على كل حال هذا موضوع شائك ولكن سأحاول إيضاح وإيصال وجهة نظري في موضوع الرجل الخروف.

أعتقد أن هناك نوعا من الأزواج لديه قدرة كبيرة في تطبيق إدارة الأولويات في شؤون حياته، وبديهياً تصبح زوجته وأهل بيته مقدمين على أصدقائه، وفق إدارة الأولويات، فيجد هؤلاء الأصدقاء تغيراً قد طرأ على صاحبهم من ناحية صلته بهم، من حيث الخروج الدائم معهم والسهر والسفر ومشاهدة المباريات وغيرها الكثير مما اعتادوا عليه من صاحبهم. ومن هنا عندما أصبح لا يسير وفق هواهم، ولا يتماشى مع مصلحتهم أطلقوا عليه لقب الخروف. ولا ذنب ارتكبه أو جرم اقترفه سوى أنه قدم زوجته وأهل بيته عليهم لينال اللقب عن غير جدارة. وتجد في نفس المجموعة شخصا آخر تزوج بعد صاحبهم الخروف، كما أطلقوا عليه ولكن هذا الشخص لم يتغير بعد الزواج بل سار بنفس النهج القديم والمسلك الأول، من ناحية اجتماعه بهم والخروج معهم والسهر والسفر بل ربما زاد على ذلك قليلاً. والممارسات التي يقوم بها ليست نابعة من قناعة راسخة ولا من نفس قانعة، ولكن خشية أن يصبح خروفاً في نظر أصحابه. يا أخي كن خروفاً وفق شرع الله خيراً من ذئب خلاف شرعه، دعك مما يقولون، فهم لن ينفعوك، بل ربما يضرونك، عش كما أنت ولا تخف وإن كنت خروفا.