بمجرد أن ينظر القارئ إلى عنوان المقال، يتبادر إلى ذهنه حلم العديد من أفراد المجتمع، بأن تكون هناك حديقة ترفيهية متكاملة في الحي الذي يسكن فيه. تتميز مملكتنا الغالية باتساع مساحات أراضيها، سواءً كان خارج المدن أو داخلها، وما تشهده المدن حالياً من توسع وتطور سريع وملحوظ، والذي بدوره يزيد من الفرص السكنية الحالية والمستقبلية للمواطنين، كما أنها تشهد تنفيذاً لمشاريع ترفيهية كبيرة ومتنوعة يستثمر فيها أفراد المجتمع أوقات فراغهم بمختلف الأعمار، وكنوع من الاستثمار الترفيهي أود تقديم الاقتراح التالي والذي يهتم به العديد من أفراد المجتمع ويتطلعون إلى تنفيذه في كل حي من أحياء مدن مملكتنا الغالية. «في كل حي حديقة» هو عنوان يمكن أن يُطلق على برنامج متخصص يعتمد على إنشاء حديقة ترفيهية متكاملة في كل حي من أحياء المدينة يُطلق عليها اسم «حديقة الحي»، تحتوي على أماكن جلوس عامة، ألعاب عامة للأطفال، مسار عام مخصص لممارسة رياضة المشي.... إلخ، كما يمكن إنشاء مشاريع استثمارية متعددة في الحديقة نفسها للاستفادة من عائدها لتغطية مصاريف الصيانة والتشغيل للحديقة من هذه المشاريع، مثلاً إنشاء ملعب كرة قدم يتم تأجيره بالساعة، كذلك إنشاء صالة رياضية مغلقة للألعاب الرياضية المختلفة ويكون الاشتراك بها شهريا أو سنويا، أيضاً إنشاء كشك لبيع العصيرات والمأكولات الخفيفة.... إلخ. إن توفير مثل هذه الحدائق في أحياء المدن يترتب عليه العديد من الفوائد وأهمها الاستثمار الصحيح لوقت الفراغ، وأيضاً من الناحية الاجتماعية بين سكان الحي في ترابطهم وتآلفهم، أو من الناحية الصحية وتطوير المهارات لجميع الفئات العمرية عند ممارسة الألعاب الرياضية المختلفة والتي لها الأثر الكبير في الرقي بالمستوى الفكري لدى أبنائنا وبناتنا وذلك تأكيداً للمثل القائل «العقل السليم في الجسم السليم».