ثقافة وفن

طعم الفراديسِ في الآخر

ص8

سهام العريشي *

(1)

تلمّس بقلبكَ..

فرحةَ عينيَّ إذ تتلألأ مثل النجومِ

إذا ما همستَ:

أحبكِ أكثر من كل شيءٍ..

أحبكِ أكبر من كل شيءْ.

تلمَّس بروحي هضاباً من الشوقِ روّيتها،

ونرجسةً مثل طعم الفراديسِ في الآخرةْ

وأغنيةً في المدى حائرةْ.

تلمّس بكفَّك طفلَ الهوى

تعهّدهُ ليلاً بكل المواويلِ والأغنياتِ

وأطلقْ جناحيهِ عند النهارِ

ليحتضن الضوء في تمتماتِ الحنين الموشَّى

وفي آية الغيبِ..

يكبر فينا كسر الحياةِ وسرّ المدى.

تلمّس حروفكَ

مثل الطيورِ على ساحلٍ رطِبٍ ونديْ.

تلمَّس بصوتكَ صمتي الشجي.

تلمّس حنينيَ..

يزهرُ في الليلِ مثل الكرومِ

ويرقصُ في الصبحِ مثل انفلاقِ النوى في الفصول

أيعرف قلبكَ كم مرةً آنَستهُ الفصولْ؟

أيعرف قلبكَ كم مرةً أرجأتْهُ الفصولْ؟

(2)

تلمَّس بروحكَ..

كل المناجمِ في نظرتي.

وهذا البريقُ الوحيدُ الحزينُ

وهذي السؤالاتُ في حزنها الأبيضِ الأبديْ.

ونورسةٌ تحت جفنِ الكلامِ

ولؤلؤةُ الحبّ فوق يدي.

ومعجزةٌ باركتها البحارُ

وماتتْ على رملها الأوحدِ.

تلمّس نهاركَ في شمس وعدي الذي لم يذبْ..

ولم تتنكر له الروحُ في مهدها.

سيحملهُ القلبُ مثل الأماناتِ

ملء السماءِ، وملء السهولِ، وملء الجبالْ.

ويحفظهُ الكونُ مثل المحالْ.

تلمَّس بروحك سرَّ القريبِ البعيدِ المُحالْ.

(3)

تلمَّس هنا..

كيف يخضرُّ في القلبِ نخلٌ أبيٌّ

برغمِ الوجع.

وكيف تغني فراشاتُ روحي..

على لهبِ الزمن المُنتزَع.

وكيف نداري جراحاتنا..

نخبئها في الزمانِ البخيلِ

وتخذلنا في أوانِ الفزعْ.

ونغرفُ من بئرنا المستحيلَ

ونعطشُ في لحظةٍ من ورَع؟

تلمَّس هنا....

كلَّ هذا الوجَع

* شاعرة سعودية