كتاب ومقالات

شيء من حلحلة التركة الثقيلة 2/1

بحد الريشة

عابد هاشم

• الأسبوع المنصرم كان أيضاً حافلاً بحزمة من القرارات العاصفة والهادفة، التي أطلقها وأتمها بكل دقة وإتقان رائد الحراك الإصلاحي الرياضي السعودي معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ.

•• ومن يتتبع بدقة، حزم القرارات التي تم اتخاذها تباعاً من قبل معاليه (هذا فقط على مستوى إصلاح حال وأحوال الأندية الرياضية)، يجد أن أهداف مخرجات كل حزمة من القرارات تُعزز ما سبقها، بغية الوصول إلى الهدف العام، وهو انتشال الأندية الرياضية من ما ظل يجثم على كاهلها لعقود من السنين، من عبث وأزمات مالية كوارثية أودت ببعض كبار هذه الأندية، فوق العقوبات الدولية القاسية، إلى حالة من الشتات والتدهور والاختناق بسلسلة القضايا المادية المهولة، التي اقترفتها بعض الإدارات الجائرة التي تعاقبت على رئاستها وأخلت بأمانة مسؤولياتها.

•• ثم تلا تلك المرحلة الإنقاذية الحازمة والحاسمة، في إيقاف الإدارات العابثة في بعض هذه الأندية عن مواصلة دورها، وكلف بديلاً عنها إدارات أخرى، ليس هذا فحسب، بل عمل معاليه على الحيلولة دون تعرض هذه الأندية للمزيد من العقوبات الخارجية التي لا يؤمن عواقبها.

•• نعم تلا تلك المرحلة، مرحلة أخرى، كانت بمثابة «تغذية» لهذه الأندية، لكي تستعيد بعض أنفاسها المنهكة من جور ما ومن ظل ردحاً من الزمان يعصف بها، ويقتات على مقدراتها، ويسيء لتاريخها، ثم يتركها تحتضر.

•• ومن خلال تلك «التغذية»، ارتوت «شرايين» كافة الأندية، دون استثناء، وفق ما يلبي احتياج كل ناد، للتغلب على كل ما هو ملح من الالتزامات والمستجدات الطارئة.

•• وإلى جانب ذلك الدعم «المدروس» قدم معاليه للأندية الرياضية وجماهيرها «روشتة» ناجعة وغير مسبوقة، لا من حيث آليتها، ولا من حيث جدوى نتائجها الإيجابية العاجلة والمثمرة، التي لا يختلف عليها اثنان، تلك هي روشتة «ادعم ناديك».

•• أما أوجه «التغذية» الأخرى، فلن تفي بها أضعاف هذه المساحة، وكيف لا؟!، وقد تضمنت من بين محاورها إطلاق العنان من قبل معاليه لأهم الملفات التي أشبعت «تخبيطا» وهو ملف مواليد المملكة الموهوبين في لعبة كرة القدم، فحقق لهم حلمهم المزمن وفق مشروع ضخم شمل معظم مناطق ومحافظات المملكة، أثمرت باكورة مخرجاته عن عدد من الموهوبين الذين بادرت بعض الأندية بالتعاقد معهم، ولا يمكن أن ننسى دعم بعض الأندية بمحترفين غير سعوديين.

•• أعود لما ذكرته آنفاً بأن حُزم القرارات لا تأتي جزافا، بل هي تعزز بعضها البعض، وفق تخطيط علمي وعملي، بما في ذلك تغيير الإدارات الثلاث الأخيرة، حتى وإن بدت لنا بأنها مفاجئة، وللحديث بقية والله من وراء القصد.

تأمل:

ما دمت قد رأيت الصبح، فاطفئ الشمع آنذاك.