تحقيقات

«جرذان الليل» شوّهت وجه العروس

عضّة سببت وفاة وتخوف من كبر حجمها وتزايدها.. سكان أحياء جدة:

محمد داوود (جدة) Okaz online@

أبدى عدد من سكان أحياء جدة مخاوفهم من انتشار الجرذان في فترات الليل أمام حاويات النفايات وداخل الأزقة، داعين الأمانة إلى تكثيف جهودها في القضاء على هذه الفئران بكل الطرق المتاحة لكونها أصبحت تهدد صحة الإنسان.

ويرى خالد الحرتاني - من سكان الصفا - أن الفئران أصبحت مصدر إزعاج لأهالي الحي، لافتا إلى أن ما يذهل السكان أنها أصبحت مثل الأرانب في أحجامها ولا تخشى القطط، لذا لا بد أن تضع الأمانة الوسائل المتطورة للقضاء عليها سواء بالطعوم المسممة أو رشها بالمبيدات القاتلة حفاظا على سلامة البشر.

ويروي المواطن حسن الغامدي قصة صديقه الذي توفي بسبب الفأر، فيقول: «لا أنسى صديقي (رحمه الله) الذي كان الفأر سببا في إصابته بالفشل الكلوي ومن ثم بمرض السكري حتى توفي العام الماضي؛ إذ إنه كان نائما في منزله بحي الصفا وإذا بفأر يقرض إصبع قدمه وهو في فراشه، ومن هنا بدأت معاناته؛ إذ أمضى في المستشفى نحو الشهر، بعد إصابته بتسمم بالدم، ومع اكتمال عام أصيب بفشل كلوي نتيجة التسمم الذي سببته قرضة الفأر، وبدأت المضاعفات تزيد عليه حتى أصيب بمرض السكري».

وتابع الغامدي: «من هذا المنطلق أناشد الأمانة بأن تكثف جهودها لإبادة آفة الفئران في أحياء جدة وما تنقله من أمراض قد تسبب كارثة صحية عامة قد يصعب علاجها وتداركها، إضافة للانعكاسات المالية المكلفة التي قد تترتب لاحقا، متمنيا الاستفادة من الدول التي سبق وأن كانت تعاني من آفة الفئران، خصوصاً أن الفأر السبب الرئيسي لأمراض الطاعون، كما حدث في الهند وتوفي العديد من البشر بانتشار الطاعون الرئوي».

من جهته، يؤكد عادل إقبال ـ من سكان الربوة ـ وجود الفئران بشكل كبير، وما يزيد القلق تحولها إلى كميات مرعبة وتشكيلها مصدرا للأمراض، خصوصا أنها وجدت البيئة الخصبة المناسبة للحياة والتغذية ما يجعلها في أوج نشاطها.

وبين أن فرق المكافحة رغم نصبها الفخاخ والطعوم السامة لقتل الجرذان إلا أن النتائج تؤكد أن الحاجة ماسة لتكثيف الجهود، خصوصا بعد ظهور الجحور التي تؤويها في محيط معظم المنازل وتحديدا الشعبية منها.

ويتفق وليد حميد مع الآراء السابقة ويقول: «أسكن في منطقة القريات ولاحظت انتشار الجرذان في حينا والأحياء المجاورة، ومنها النزلة وغليل، وهي بالتأكيد تشكل مشكلة وخيمة لكونها مهددة للبنية التحتية، وهذا الانتشار المقلق تترتب عليه مشكلات صحية تنعكس على البشر، خصوصا الأطفال الذين يلعبون في الشوارع والأزقة، لذا لا بد أن تبادر الأمانة بتنظيم حملات متواصلة لإبادة هذه الجرذان، ومن الممكن أيضا أن تصاحبها حملات تطوعية من الجهات البيئية قبل أن تنتقل هذه الجرذان إلى الأحياء المتطورة وتستوطن فيها».

واعتبر أحمد المرحبي ـ من سكان بريمان ـ وجود الجرذان داخل الأحياء مشكلة بيئية وصحية، خصوصا مع توافر الغذاء والمأوى لها.

من جانبه، يقول أحمد كميت ـ من سكان حي الربوة: لا يمر يوم إلا وأشاهد الجرذان في الحي، لذا أوجه ندائي لأمانة جدة أن تضع ملف الفئران في مقدمة أولوياتها، فمدينتنا الجميلة التي نناديها بالعروس لا نرضى أن تشوه الجرذان جمالها، كما أطالب الأمانة بتخصيص حاويات مغلقة، ومنع نبشها، خصوصا من «النابشات» اللواتي يلجأن إلى تجفيف الخبز في أرض خالية توجد فيها الفئران في فترات الليل وتتغذى عليها.