كتاب ومقالات

القوة الناعمة والجنس الناعم

عبير الفوزان

من أجمل البرامج الصباحية التي تبهج والدتي عندما أكون في عملي هو «صباح الخير يا عرب»، فأمي متابعة جيدة لهذا البرنامج الذي تطرق مشكورا لأحد مقالاتي المنشورة في «عكاظ» وهو (الشوارع الناعمة).. وعلى قدر ما أعجبني ذكرهم لمقالي ضمن جملة المقالات، على قدر ما أساءني تعليق المذيعة التي أساءت لمقالي في غمرة عدم معرفتها بالمصطلح السياسي (القوة الناعمة) ظنا منها أنه يمثل الجنس اللطيف فقط. فانتقدت بتهور بأن كاتبة المقال تريد شوارع مطلية باللون الوردي!

مع الأسف عندما يفند مقالك من لم يقرأه أولا، ويجهلك ثانيا، حتما سيأتي التفنيد مجحفا إن كان تفنيدا أو نقدا. لا ألوم مذيعة صباح الخير يا عرب الجميلة، ولكن ألوم من يقوم على الإعداد والتنسيق ومن في الكنترول للتنبيه، إن لزم الأمر.

مثلما تحتاج بعض السيدات للتعريف بعقبات شوارعنا لمرحلة القيادة في يونيو كذلك تحتاج بعض المذيعات الجميلات ما تقتضيه ضرورات المرحلة من التأهيل الثقافي ومعرفة الحد الأدنى من المصطلحات السياسية الجديدة لنواجه معا التحديات من خلال منابرنا الإعلامية، فمثلا قناة

MBC التي تظهر فيها هذه الجميلة ويذاع منها هذا البرنامج الرائع تمثل بمجموعة الام بي سي قوة ناعمة للسعودية لايستهان بها، ليس بالجنس اللطيف الذي من بين كوادرها فقط، بل حتى بالجنس الخشن الذي يمثل قوة ناعمة من خلال عمله الناجح.

أعود في هذا المقال لأقول مرة أخرى نحن نحتاج إلى شوارع ناعمة يشار إليها بالذكر الجميل.. مللنا من أن يقال عن شوارعنا (مطبات.. حفريات.. عيون قطط زائدة.. أرصفة غير واضحة) اشهدوا يا قراء لم أقل شوارع وردية ولا دباديب، ولا حتى أسفلت ناعم..!

* إعلامية وكاتبة سعودية

abeeralfowzan@hotmail.com