كتاب ومقالات

من يدفع الفاتورة الأمريكية ؟!

الجهات الخمس

خالد السليمان

يعلم الرئيس الأمريكي «ترمب» أن وجود قواته في سورية يأتي لخدمة المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، وأن وقف التمدد الإيراني يخدم بالمقام الأول أمن إسرائيل قبل غيرها من دول المنطقة، ويدرك أيضا أن جميع ما تشهده المنطقة من أحداث هو نتيجة مباشرة وغير مباشرة لسياسات بلاده الخارجية المنفردة، بدءا من الحرب في أفغانستان، وغزو العراق، ودعم فوضى ما سمي بالربيع العربي، وبالتالي ليس عليه أن يطلب ثمنا لأعمال تقوم بها بلاده لخدمة مصالحها وأمن حليفها الأول إسرائيل !.

ما يمارسه الرئيس الأمريكي من ابتزاز سياسي لحكومات المنطقة ليس جديدا في عالم السياسة، وكل ما فعله «ترمب» هو أنه نقله من الخفاء إلى العلن، فما كان يدور وراء الأبواب المغلقة طيلة العقود الماضية أصبح بفضل «ترمب» يجري أمام الأبواب المفتوحة وتحت السمع والبصر !.

لعبة المصالح والتفاوض على أثمانها في سياسات وعلاقات الدول جزء أساس من الممارسة السياسية ولعبة التوازنات الدولية والإقليمية، لذلك على المواطن في الشرق الأوسط ألا يفاجأ بالأداء السياسي للرئيس الأمريكي ويتصوره وكأنه مستمد من ثقافة أداء زعماء عصابات المافيا، فهذا هو حال السياسة، وكل ما فعله ترمب هو أنه أزال القناع عن وجهها القبيح !.

تعليق الوزير الجبير على تصريحات ترمب كان ممتازا وضروريا، فقد وجه إصبعه نحو الطرف المستهدف، وفي نفس الوقت أرسل رسالة غير مباشرة للمصدر بأنه غير معني بدفع فاتورة إصلاح دمار تسبب به غيره !.