كتاب ومقالات

كي لا تصبح الحدائق العامة مرمى للنفايات

ولكم الرأي

سعيد السريحي

ليس كثيراً على مكة وأهل مكة أن توقع أمانتها عقدين بقيمة 9 ملايين ريال لتهيئة وصيانة الحدائق العامة، ومن حق المواطنين في مختلف مناطق ومدن المملكة أن تحذو الأمانات والبلديات في مناطقهم ومدنهم حذو أمانة مكة، فتنظر في أمر الحدائق العامة، والتي تم الاستيلاء على كثير منها في بعض المدن وتحولت إلى مرمى للنفايات في مدن أخرى، فالحدائق ليست ترفاً، وليست مجرد مساحات فارغة كأنما عجز أهل المدينة عن بناء بيوت فيها، الحدائق عنصر أساسي من عناصر تكوين أي مدينة من المدن، فلا تستحق أي مدينة أن تسمى مدينة ما لم يكن لكل حي فيها حديقته، تلك الحديقة التي تعلن حضارية الحي وتشهد على ذائقة أهله، كما تشهد على أن المسؤولين عن تلك المدينة وفوا بالأمانة تجاه مدينتهم، الحديقة رئة الحي وبدونها يختنق الحي ويفقد سكانه مقدرتهم على تذوق الحياة.

ليس مبلغاً كبيراً أن تنفق أمانة مكة 9 ملايين على تهيئة وصيانة الحدائق، ولكنه خسارة فادحة إذا لم تتابع الأمانة نفسها الشركات التي تعاقدت معها وتراقب أعمالها لكي تضمن وفاء تلك الشركات بما تعاقدت عليه، وسيكون خسارة فادحة لو انتهت مدة العقد الذي وقعته الأمانة لصيانة الحدائق العامة ثم تركت تلك الحدائق تذوي حتى تتحول إلى بؤر للنفايات.

الحدائق تحتاج اهتماماً مستمراً من الأمانات وعناية بالغة من أهالي المدينة، وبدون ذلك الاهتمام وتلك العناية لا تصبح الملايين التي تنفق في إنشائها وحدها الخسارة بل مساحات الأرض التي تركت لها هي الخسارة الحقيقية والفراغ الذي يغري باستخدامه مرمى للنفايات تارة وبالاستيلاء عليه تارة أخرى.