ما الذي يبحث عنه السائح ؟
ولكم الرأي
الاثنين / 14 / شعبان / 1439 هـ الاثنين 30 أبريل 2018 02:19
سعيد السريحي
ذلك السائح الإيطالي القادم من قرية على ضفاف بحيرة كومو لم يكن يبحث في بحيرة بليد شمال سلوفينيا عن جمال أشد من جمال بحيرة كومو، بل ويعرف كذلك أن تلك المقاهي والمطاعم ومعروضات المتاجر ووسائل الترفيه التي تحيط ببحيرة بليد لا يمكن مقارنتها بتلك التي تحيط ببحيرة بلده.
حين سألته عما جاء به من ضفاف بحيرة كومو التي سحرت الشعراء فكان ممن تغنى بجمالها الشاعر الفرنسي في قصيدته «البحيرة» والشاعر العربي علي محمود طه في قصيدته التي حملت اسم البحيرة عنوانا لها، حين سألته عما أتى به إلى بليد كانت إجابته مختصرة وموجزة: جئت كي أتعرف على شيء جديد ومختلف.
كان ذلك الإيطالي يمنح السياحة معنى يتصل بقيمة المعرفة ويتجاوز ما وقر في بعض التصورات من أن الغاية من وراء السياحة هي مجرد البحث عن الترفيه أو أخذ قسط من الراحة في إجازة من عمل استنفد جهد الإنسان وصبره طوال عام على مشاقه، السياحة تصبح عندئذ خروجا عما نعرفه ونألفه إلى ما لا نعرفه ولم نكن نألفه، ليست بحثا عما هو أجمل وأفضل وإنما هو البحث عما هو جديد ومختلف.
من هنا فإن المتوخى من وراء المشاريع السياحية التي تأخذ بها المملكة، وهي تخطط لفتح أبوابها أمام السياح من الخارج أن تقدم لهم ما هو مختلف عما لديهم، ولعل رحلة إلى قلب الصحراء في ليلة قمراء تكون أكثر جذبا لكثير منهم من ملاعب تضاهي ملاعب ديزني لاند أو يورو ديزني.
وإذا كان كثير من مشاريع الترفيه موجهة لاستقطاب المواطنين فإن على هيئة السياحة وهيئة الترفيه أن تهيئ مشاريع مختلفة تكون جاذبة للسياحة الخارجية وتشكل مصدرا للاستثمار الذي لا يكفي لتحقيقه أن يصرف السعوديون في الداخل أموالهم التي اعتادوا صرفها في الخارج.
* كاتب سعودي
Suraihi@gmail.com
حين سألته عما جاء به من ضفاف بحيرة كومو التي سحرت الشعراء فكان ممن تغنى بجمالها الشاعر الفرنسي في قصيدته «البحيرة» والشاعر العربي علي محمود طه في قصيدته التي حملت اسم البحيرة عنوانا لها، حين سألته عما أتى به إلى بليد كانت إجابته مختصرة وموجزة: جئت كي أتعرف على شيء جديد ومختلف.
كان ذلك الإيطالي يمنح السياحة معنى يتصل بقيمة المعرفة ويتجاوز ما وقر في بعض التصورات من أن الغاية من وراء السياحة هي مجرد البحث عن الترفيه أو أخذ قسط من الراحة في إجازة من عمل استنفد جهد الإنسان وصبره طوال عام على مشاقه، السياحة تصبح عندئذ خروجا عما نعرفه ونألفه إلى ما لا نعرفه ولم نكن نألفه، ليست بحثا عما هو أجمل وأفضل وإنما هو البحث عما هو جديد ومختلف.
من هنا فإن المتوخى من وراء المشاريع السياحية التي تأخذ بها المملكة، وهي تخطط لفتح أبوابها أمام السياح من الخارج أن تقدم لهم ما هو مختلف عما لديهم، ولعل رحلة إلى قلب الصحراء في ليلة قمراء تكون أكثر جذبا لكثير منهم من ملاعب تضاهي ملاعب ديزني لاند أو يورو ديزني.
وإذا كان كثير من مشاريع الترفيه موجهة لاستقطاب المواطنين فإن على هيئة السياحة وهيئة الترفيه أن تهيئ مشاريع مختلفة تكون جاذبة للسياحة الخارجية وتشكل مصدرا للاستثمار الذي لا يكفي لتحقيقه أن يصرف السعوديون في الداخل أموالهم التي اعتادوا صرفها في الخارج.
* كاتب سعودي
Suraihi@gmail.com