لنستعد للشهر الفضيل
ومضة شعاع
السبت / 19 / شعبان / 1439 هـ السبت 05 مايو 2018 01:31
إبراهيم إسماعيل كتبي
اقترب شهر الصوم ليطل علينا بنفحاته الإيمانية، نسأل لله تعالى أن يبلغنا الشهر الفضيل، وأن يوفقنا لصيامه وقيامه، وتغمرنا روحانياته بالتقوى والرجاء في المغفرة، وأن يلهم بيوتنا الرشاد في الاستهلاك والترشيد. فالله عز وجل نهى عن التبذير في حياة الإنسان ووصف المبذرين بإخوان الشياطين، ومع ذلك نجد الإسراف وكثرة الاستهلاك في الشهر الفضيل ظاهرة متكررة، فكيف يرتضي الصائم أن يجنح بعيدا عن مقاصد ومعاني وفضائل الصوم ليغرق في التسوق إلى حد الإسراف.
نعم يفرح الصائم حين يفطر، لكن معنى الفرح مقرون بشكر الله على نعمائه وليس بالإسراف، فالإنسان مهما كثرت أصناف وكميات الأطعمة فلن يأكل أكثر من حاجته وهي قليلة مهما كانت شهيته أو جوعه.
حبات من تمر مع القهوة العربية، وهما من عاداتنا الجميلة وزينة موائدنا في بيوتنا ومع ضيوفنا طوال العام، لكنها تجمعنا بخصوصية على لحظات روحانية وقت الإفطار، ويبقى أن وجباتنا خلال رمضان اثنتان، وما بينهما من أطعمة ارتبطت بعادات، ومع ذلك نجد التسوق أكثر مقارنة ببقية أيام العام ذات الثلاث وجبات، فلماذا هذا الارتفاع والزيادة في مصروفات شهر الصوم.
ربما قرارات الشراء وإدمانه تجيب على ذلك عندما يتم التسوق بإحساس الجوع خلال النهار، كما أن العين قبل الفم أحيانا، ويظن الإنسان أنه سيلتهم ما يشتهيه ويشتريه لكن للصوم تأثيرا آخر جميلا وصحيا على المعدة التي ترتاح بالصيام لساعات طويلة وترهقها التخمة.
موائدنا تعكس حالة الطوارئ في المطبخ وكذلك الوجبات السفري وفي المطاعم، حيث تزدحم الموائد بأصناف وكميات، رجيعها أكثر مما تتناوله الأسرة.
يقول المثل (الطبع يغلب التطبع) ومجتمعنا وغيره، في معظمه يحتاج إلى التطبع مع الترشيد الاستهلاكي ليصبح ثقافة حياة بالمفهوم الشامل لتنظيم الشراء. فلا تزال لدينا مظاهر إسراف كثيرة في أفراحنا ومناسباتنا من قبيل العادات والتقاليد، وللأسف نجد النفايات أقرب إلى بواقي الأطعمة عن الاستفادة منها خاصة في المناسبات والعزائم.
التفاصيل كثيرة عن الإسراف في حياتنا وتحتاج بالفعل إلى تغيير جريء وعن قناعة ويقين مسترشدين بالشرع الحكيم في قوله تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين)، لذا التخطيط ضروري في شهر رمضان ومن بعده بقية الشهور، وليس عشوائية الشراء وقرارات اللحظة عندما نشتري ما نرغب وليس ما نحتاج وما نشتهي وليس بقدر الضرورة.
المستهلك هو من يسهم أولا في التضخم وغلاء الأسعار، وشريك أصيل مع التاجر الذي يتلاعب، والسوق وأهله من التجار لديهم قرون استشعار قوية خاصة في مواسم الطلب، فإذا ضبط المستهلك نفسه وتحكم في مشترياته سيحدث الضغط على الأسعار مع زيادة المعروض وتراجع الطلب فتكثر التخفيضات، ورأينا ذلك في الأشهر الأخيرة وهذه هي طبيعة العلاقة بين المستهلك والتاجر أو السوق.
المطلوب تنظيم الاستهلاك للفرد والأسرة، وكذا الترشيد الذي لا يعني التقتير على النفس ولا الشح إنما الضرورة بقدرها بشراء ما نحتاجه وندع ما لا نحتاجه.
أخيرا ولكي نستعد لاستقبال الشهر الفضيل، نحتاج إلى وقفة حقيقية مع النفس لإنقاذها من تعقيدات الحياة الكثيرة والمتشابكة، والقوي هو من يقوى على نفسه أولا خاصة في الحياة الأسرية ابتغاء مرضاة الله، وأن يعيش الأبناء معنى الترابط في ظلال المودة والرحمة. كل عام والجميع بخير.
* كاتب سعودي
نعم يفرح الصائم حين يفطر، لكن معنى الفرح مقرون بشكر الله على نعمائه وليس بالإسراف، فالإنسان مهما كثرت أصناف وكميات الأطعمة فلن يأكل أكثر من حاجته وهي قليلة مهما كانت شهيته أو جوعه.
حبات من تمر مع القهوة العربية، وهما من عاداتنا الجميلة وزينة موائدنا في بيوتنا ومع ضيوفنا طوال العام، لكنها تجمعنا بخصوصية على لحظات روحانية وقت الإفطار، ويبقى أن وجباتنا خلال رمضان اثنتان، وما بينهما من أطعمة ارتبطت بعادات، ومع ذلك نجد التسوق أكثر مقارنة ببقية أيام العام ذات الثلاث وجبات، فلماذا هذا الارتفاع والزيادة في مصروفات شهر الصوم.
ربما قرارات الشراء وإدمانه تجيب على ذلك عندما يتم التسوق بإحساس الجوع خلال النهار، كما أن العين قبل الفم أحيانا، ويظن الإنسان أنه سيلتهم ما يشتهيه ويشتريه لكن للصوم تأثيرا آخر جميلا وصحيا على المعدة التي ترتاح بالصيام لساعات طويلة وترهقها التخمة.
موائدنا تعكس حالة الطوارئ في المطبخ وكذلك الوجبات السفري وفي المطاعم، حيث تزدحم الموائد بأصناف وكميات، رجيعها أكثر مما تتناوله الأسرة.
يقول المثل (الطبع يغلب التطبع) ومجتمعنا وغيره، في معظمه يحتاج إلى التطبع مع الترشيد الاستهلاكي ليصبح ثقافة حياة بالمفهوم الشامل لتنظيم الشراء. فلا تزال لدينا مظاهر إسراف كثيرة في أفراحنا ومناسباتنا من قبيل العادات والتقاليد، وللأسف نجد النفايات أقرب إلى بواقي الأطعمة عن الاستفادة منها خاصة في المناسبات والعزائم.
التفاصيل كثيرة عن الإسراف في حياتنا وتحتاج بالفعل إلى تغيير جريء وعن قناعة ويقين مسترشدين بالشرع الحكيم في قوله تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين)، لذا التخطيط ضروري في شهر رمضان ومن بعده بقية الشهور، وليس عشوائية الشراء وقرارات اللحظة عندما نشتري ما نرغب وليس ما نحتاج وما نشتهي وليس بقدر الضرورة.
المستهلك هو من يسهم أولا في التضخم وغلاء الأسعار، وشريك أصيل مع التاجر الذي يتلاعب، والسوق وأهله من التجار لديهم قرون استشعار قوية خاصة في مواسم الطلب، فإذا ضبط المستهلك نفسه وتحكم في مشترياته سيحدث الضغط على الأسعار مع زيادة المعروض وتراجع الطلب فتكثر التخفيضات، ورأينا ذلك في الأشهر الأخيرة وهذه هي طبيعة العلاقة بين المستهلك والتاجر أو السوق.
المطلوب تنظيم الاستهلاك للفرد والأسرة، وكذا الترشيد الذي لا يعني التقتير على النفس ولا الشح إنما الضرورة بقدرها بشراء ما نحتاجه وندع ما لا نحتاجه.
أخيرا ولكي نستعد لاستقبال الشهر الفضيل، نحتاج إلى وقفة حقيقية مع النفس لإنقاذها من تعقيدات الحياة الكثيرة والمتشابكة، والقوي هو من يقوى على نفسه أولا خاصة في الحياة الأسرية ابتغاء مرضاة الله، وأن يعيش الأبناء معنى الترابط في ظلال المودة والرحمة. كل عام والجميع بخير.
* كاتب سعودي