فم وآذان كبيرة !
السبت / 19 / شعبان / 1439 هـ السبت 05 مايو 2018 01:53
عثمان بن حمد أبا الخيل sureothman@hotmail.com
قلّة الكلام ميّزة الإنسان المتعلم والمثقّف، فمن يقرأ ويعرف الكثير عن الحياة، يتعلم دائماً أن ينصت لغيره ويؤمن كما أؤمن بما قيل: «خير الكلام ما قل ودل». والإنصات لما هو مفيد دليل الرقي، أما الآذان الكبيرة التي تنصت على الآخرين بالطرق الحديثة فهدفها إشاعة الفوضى والتعدي على خصوصياتها.
ما يقلق الكثير من الناس، الإنسان الثرثار الذي يبحر بك في عالم الثرثرة، يبدأ في موضوع ويدخل في 10 أخرى، دون أن يكمل أيا منها، ويقع في أخطاء عدة، لأنه ينسى ما تحدث عنه، لكونه واسع الخيال ويريد إثبات وجهة نظره، ويهدف إلى لفت انتباه الآخرين، ويشعر بالسعادة وبأنَّه شخص مهم ويهدف إلى التعالي، إلا أنه أضعف مما تتوقع. الثرثار يتكلم بما يريد ولا يتكلم بالموضوع المطروح للحوار، ويرى الآخرين بمنظار أنا هنا، استمعوا وأنصتوا لما أقول وفي الواقع هو ينفخ: «قربة مخزوقة». تجاهله ومقاطعته وعدم مناقشته والنظر إلى ساعة اليد دليل على التململ والطلب بالتوقف عن الثرثرة.
هناك من يتحدّث بلباقة وهناك من يثرثر بإسراف، للأسف هناك مديرون ومديرون تنفيذيون يثرثرون كثيراً ويضيعون وقت العمل في اجتماعات هدفها الثرثرة وربما اجتماع من المفترض لا تزيد مدته على نصف ساعة من الزمن يستمر أكثر من ساعتين بسبب ثرثرة المدير. المرأة بطبعها تحب تفاصيل الحديث والأحداث بعكس الرجل الذي يريد كما يقال (الزبدة)، المرأة تتفوق على الرجل في الثرثرة.. هذا ما أكدته الباحثة الاجتماعية البريطانية «ديانا هيلز» في دراستها؛ إذ أوضحت أن المرأة تتكلم بمعدل 12 ألف كلمة يوميا بينما يتكلم الرجل ألف كلمة فقط. ومع احترامي للمرأة ثرثرتها.. جعجعة بلا طحين، وهذا لا يعمم على الجميع فهناك نساء رزينات يضربن أروع الأمثال في الكياسة والحصافة ورجاحة العقل وبعد النظر، وقياديات لهنّ بصمات في مُحيطهن الصغير والكبير. أقتبس: أنا بريء ممن يتوهم أن الثرثرة معرفة.. والصمت جهالة، والتصنع فن. - جبران خليل جبران.
فمْ كبير (big mouth) وما أكثر الذين يملكون أفواهاً كبيرة غير لبقة، وأحيانا مؤذية تدل على عدم الإدراك وفوضى الأحاسيس والبحث عن مكانة تليق بهم وهم واهِمُون سرابيون تنقصهم اللباقة، ولا يؤمنون بما قاله الإمام الشافعي «الإنسان الناجح هو الذي يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم، ويفتح أذنيه قبل أن يفتح الناس أفواههم». ولكل مقام مقال! ففي أي مجال تريد أن تكون متحدثا لبقا شارك الحضور بالمواضيع المطروحة وليست المواضيع التي تريدها ولا تهمهم وتدعو للضجر والملل.
وفي الختام همسة لأصحاب الأفواه الكبيرة والآذان الكبيرة، ارتقوا بمستوى تفكيركم ولا تُخيبوا أنفسكم، وتنفروا الناس من حولكم، وابنوا لأنفسكم صروحاً من الاحترام والتقدير الذي فقدتموه في غفلة من الزمن، هذا إذا كان هدفكم أن تروا الحياة كما هي جميلة جمال طبيعة صحراء نجد في فصل الشتاء.
ما يقلق الكثير من الناس، الإنسان الثرثار الذي يبحر بك في عالم الثرثرة، يبدأ في موضوع ويدخل في 10 أخرى، دون أن يكمل أيا منها، ويقع في أخطاء عدة، لأنه ينسى ما تحدث عنه، لكونه واسع الخيال ويريد إثبات وجهة نظره، ويهدف إلى لفت انتباه الآخرين، ويشعر بالسعادة وبأنَّه شخص مهم ويهدف إلى التعالي، إلا أنه أضعف مما تتوقع. الثرثار يتكلم بما يريد ولا يتكلم بالموضوع المطروح للحوار، ويرى الآخرين بمنظار أنا هنا، استمعوا وأنصتوا لما أقول وفي الواقع هو ينفخ: «قربة مخزوقة». تجاهله ومقاطعته وعدم مناقشته والنظر إلى ساعة اليد دليل على التململ والطلب بالتوقف عن الثرثرة.
هناك من يتحدّث بلباقة وهناك من يثرثر بإسراف، للأسف هناك مديرون ومديرون تنفيذيون يثرثرون كثيراً ويضيعون وقت العمل في اجتماعات هدفها الثرثرة وربما اجتماع من المفترض لا تزيد مدته على نصف ساعة من الزمن يستمر أكثر من ساعتين بسبب ثرثرة المدير. المرأة بطبعها تحب تفاصيل الحديث والأحداث بعكس الرجل الذي يريد كما يقال (الزبدة)، المرأة تتفوق على الرجل في الثرثرة.. هذا ما أكدته الباحثة الاجتماعية البريطانية «ديانا هيلز» في دراستها؛ إذ أوضحت أن المرأة تتكلم بمعدل 12 ألف كلمة يوميا بينما يتكلم الرجل ألف كلمة فقط. ومع احترامي للمرأة ثرثرتها.. جعجعة بلا طحين، وهذا لا يعمم على الجميع فهناك نساء رزينات يضربن أروع الأمثال في الكياسة والحصافة ورجاحة العقل وبعد النظر، وقياديات لهنّ بصمات في مُحيطهن الصغير والكبير. أقتبس: أنا بريء ممن يتوهم أن الثرثرة معرفة.. والصمت جهالة، والتصنع فن. - جبران خليل جبران.
فمْ كبير (big mouth) وما أكثر الذين يملكون أفواهاً كبيرة غير لبقة، وأحيانا مؤذية تدل على عدم الإدراك وفوضى الأحاسيس والبحث عن مكانة تليق بهم وهم واهِمُون سرابيون تنقصهم اللباقة، ولا يؤمنون بما قاله الإمام الشافعي «الإنسان الناجح هو الذي يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم، ويفتح أذنيه قبل أن يفتح الناس أفواههم». ولكل مقام مقال! ففي أي مجال تريد أن تكون متحدثا لبقا شارك الحضور بالمواضيع المطروحة وليست المواضيع التي تريدها ولا تهمهم وتدعو للضجر والملل.
وفي الختام همسة لأصحاب الأفواه الكبيرة والآذان الكبيرة، ارتقوا بمستوى تفكيركم ولا تُخيبوا أنفسكم، وتنفروا الناس من حولكم، وابنوا لأنفسكم صروحاً من الاحترام والتقدير الذي فقدتموه في غفلة من الزمن، هذا إذا كان هدفكم أن تروا الحياة كما هي جميلة جمال طبيعة صحراء نجد في فصل الشتاء.