صوت المواطن

السينما تجربة حضارية

حنان عنقاوي

د. حنان عنقاوي Ankawi5H@

التجربة فن حديث، نجحت فيه الأمم في غزو العالم ثقافياً، ووصلت الكثير من الأفكار والأخلاق والسلوكيات إلى أصقاع الأرض عبر شاشة لا يزيد طولها عن مترين وعرضها متر، وربما تزيد وتنقص مساحات الشاشات، وأعلم يقيناً أن لدينا مواهب سعودية إذا أتيحت لها الفرص، ومنحت الإمكانات، لن تقل شأواً عن أسماء عربية وعالمية، ومنذ أسابيع فقط نظمت جمعية الثقافة والفنون في الأحساء مهرجان الأفلام السينمائي، والذي كان على شرف المخرجة هيفاء المنصور، وعندما قرأت عن تكريمها عدت بالذاكرة إلى تجربة حضوري فيلمها «وجدة»، في إحدى دور السينما في باريس، وكان شارع مونبرناس من أشهر معالم باريس يعج بعدد من دور السينما والمسرح، وفي إحدى الليالي ذهبت لمشاهدة فيلم في إحدى دوره التي تتميز بأنها متخصصة في عرض الأفلام الأجنبية، وإذا ما دخلت إليها غالباً ستجد صالة تعرض فيلما إسبانيا، وصالة أخرى تعرض فيلما كوريا مثلا وصالة تعرض فيلما روسيا، وكل عدد من الأسابيع يتم عرض أفلام متنوعة من جميع أنحاء العالم، وعلى حائط مدخل دار السينما يتم تعليق قصاصات صحف تناقش الأفلام التي يتم عرضها في ذلك الوقت وملخصات لقصص الأفلام، في تلك الليلة وقفت أمام ذلك الحائط لأختار الفيلم الذي أريد رؤيته لأجد قصاصات صحف عديدة بعضها شهير مثل اللوموند يتحدث عن الفيلم السعودي ومخرجته هيفاء المنصور بالطبع دخلت لمشاهدة فيلم وجدة لأجد صالة السينما ممتلئة، وواتني الفرصة لدخوله 4 مرات مع صديقات زائرات لباريس، بعضهن أردن مشاهدة الفيلم وبعضهن دعوتهن لمشاهدته. وفي كل مرة كانت صالة العرض ممتلئة. مع ملاحظة أنه عرض في عدد كبير من دور العرض الشهيرة في باريس، وتم تكريمها خارجياً في أكثر من مناسبة، ومن محاسن الصدف أن أكون في الأحساء وأحضر تكريم هيفاء المنصور في مهرجان الأحساء للأفلام، ليزداد يقيني أن الفيلم السينمائي اقتصاد، وتوجيه للفكر، ووسيلة إعلام، والفيلم السينمائي مظهر حضاري، فشكراً لجمعية الثقافة والفنون بالأحساء التي يرأسها علي الغوينم، واختيار موفق للفنانة المخرجة هيفاء المنصور.