من غصون إلى أريج.. تعذيب حتى القتل
576 حالة عنف في العام الماضي
الجمعة / 08 / صفر / 1429 هـ الجمعة 15 فبراير 2008 01:55
فالح الذبياني (مكة المكرمة)
تنفيذ حكم القتل تعزيرا في والد الطفلة «غصون» وقصاصا بزوجته الثانية يفتح ملف العنف الاسري عموما والعنف الموجه ضد الاطفال خصوصا وهو ما يدعو للتسريع «بنظام العنف ضد الابناء» وبروز “استراتيجية وطنية للطفولة” ومركز للاستشارات الاسرية لحمايتهم. الحقيقة الاولى التي تواجهنا في هذه القضية ان العنف ضد الاطفال وتعذيبهم والمبالغة في ايذائهم جريمة تقع في الظلام بمعنى انها لاتظهر الى السطح ولا احد يعرف عنها سوى العاملين في الاجهزة الامنية او في المؤسسات الاجتماعية والمراكز والجمعيات الخيرية. فحسب الدكتور يوسف بن احمد الرميح استاذ علم الاجرام ومكافحة الجريمة المشارك في جامعة القصيم والذي اعد دراسة حول العنف ضد الطفل: ان العنف ضد الاطفال لا يعلن ولا يعلم منه اكثر من 10% بينما يظل 90% منه في طي الكتمان داخل المنازل لاسيما ان الطفل لايشتكي ولايهرب ولايقاوم فهو ضحية سهلة وميسرة في أي وقت يشعر فيه الوالد او الوالدة في الرغبة في العنف او في حالة الانفعال او الغضب. وهو ما يؤكده ايضا الدكتور عوض الردادي وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية الذي يعترض من خلال هذه القضية بقوله .. ان ما يصل اليهم من شكاوى قليل جدا مقارنة بصور العنف الاسري الذي قد يتعرض له الابناء والاطفال مؤكدا ان البيوت اسرار مغلقة ولا احد يعرف ما يدور داخل جدرانها وخلف اسوارها.
اشكال العنف
ويتخذ العنف ضد الاطفال اشكالا متعددة فالام السوية ذات العقل الراجح تقوم بنهر ابنها وضربه ضربا بسيطا غير مبرح لتأنيبه وتأديبه كما ذكر ذلك دكتور الردادي في حين ان بعض الامهات اللائي يعانين من اختلالات عقلية او امراض نفسية يرتكبن جرما حين يسكبن الاسيد او بعض المواد الحارقة على اجساد اطفالهن الغضة او استخدام الكي في مناطق حساسة من الجلد او التعذيب حتى القتل كما في حالة الطفلة غصون.
اضافة الى صور العنف الاخرى كالعنف النفسي الذي يمارس على الاطفال كالشتم او التقريع او التعبير كما ابان الدكتور بكري معتوق عساس استاذ علم اجتماع واحصاء بجامعة الملك عبدالعزيز ناهيك عن الحبس في مكان مغلق كالحمام مثلا لساعات طويلة او غير ذلك من اساليب التعذيب التي تضاهي احيانا ما يبتدعه عقل المجرم!!
ومن منظور الدكتور الرميح فان اكثر صور العنف الموجه ضد الاطفال شيوعا هو – للاسف – الضرب على مختلف انحاء الجسد يليه العنف والضغط النفسي والتحقير ويليه منع الطفل من حقوقه في الترفيه واللعب والتسلية.
يحول الاطفال الى مجرمين
ولكن اخطر ما يكتنف العنف ضد الاطفال من اخطار وتداعيات كما ينبه الدكتور عساس هو ان الاباء الذين يمارسون العنف ضد ابنائهم يجهلون اضراره الاجتماعية والنفسية على الطفل في المستقبل وعلى سلوكياته.
مؤكدا ان عملا من هذا النوع قد يجعل من الطفل مجرما في حق المجتمع وفي حق نفسه لان قوام التربية ليس بالضرب بالعصي او الاحزمة او اسلاك الكهرباء وانما بالمعاملة الحسنة.
وفي رأي الدكتور الرميح انه عندما يجنح الاب الى العنف ضد احد اطفاله فانه بهذا الفعل يدفع الطفل للجريمة والانحراف والعنف.
وعندما يمارس العنف ضد الطفل فانه يهرب الى الشارع لانه لم يجد الدفء والحماية في منزل الاسرة وهو يحاول البحث عنها في الشارع فيجد من يلتقطه سريعا “كأصدقاء السوء الذين يوقعونه في حبائلهم ويدفعونه للانحراف بكل انواعه” او يلتصق الصغير بالاخر الغريب حيث انه وبسبب صغر السن يحتاج لمصدر حماية والى صدر حنون ويد تمسح رأسه وهنا تستغل طفولته بأبشع صورة حيث يستغل الطفل في التسول من قبل ضعاف النفوس او يستغل في السرقة لحساب الاخرين وقد يكون من يلتقط هذا الصغير من الشارع من اصحاب الفكر التكفيري والارهابي والضال وهنا يفقد الوطن احد اعمدته للمستقبل عندما يتحول هذا الطفل الى مجرم او ارهابي!!
ولهذا يجب ان يكون التأديب صادرا من قلب محب بعيدا عن الحقد والكراهية وبعيدا عن الغضب او تصفية الحسابات.
ضعف الثقة بالنفس
ومن تأثير العنف الاسري على الابناء وشخصياتهم وسلوكياتهم المستقبلية ضعف الثقة بالنفس والشعور بالاحباط والعدوان والشعور بالقلق وعدم الاستقرار النفسي والتوتر والخوف من العقاب فضلا على الشعور بالعجز والنقص والصراع الداخلي وتفاقم المشكلات النفسية والسلوكيات الطويلة الامد مثل الخوف الشديد والهلع والسلوك المضطرب او غير المستقر ووجود صور ذهنية او افكار واحلام مزعجة وكوابيس اثناء النوم وصعوبة التركيز وصعوبات النوم والكبت والشعور بالذنب والبلادة.
567 حالة عنف
وفي حين بلغت معدلات العنف الاسري بالمملكة “567” حالة في العام الماضي استقبلتها الحماية الاجتماعية ولجانها في مختلف المناطق ارجع مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور علي الحناكي اسباب ارتفاع معدلات العنف الاسري بالمملكة الى طبيعة التغير المتسارع الذي يمر به المجتمع وزيادة ضغوط الحياة ومتطلباتها وتأثير القنوات الفضائية ووسائل الاعلام “الغزو الفضائي” وغيرها وتتنوع هذه الحالات بين العنف الجسدي والنفسي والجنسي لكن العنف الجسدي هو الاكثر شيوعا حيث صنف تقرير احصائي صادر عن مكتب الاشراف الاجتماعي النسائي في منطقة الرياض نهاية شهر ذي الحجة الماضي البلاغات حسب نوع الاعتداء فجاء الايذاء الجسدي بنسبة 48% من الحالات والايذاء النفسي بنسبة 5% وخمس حالات اعتداء جنسي وحالة جنائية واحدة.
87% من الاناث
واوضح التقرير ان نسبة الاناث هي النسبة الكبرى بين الحالات حيث وصلت الى 87% بينما تمثل نسبة الذكور 13%.
وكشف التقرير عن مصدر الايذاء للحالات المبلغة حيث تمثلت نسبة ايذاء الاب 29% وتعتبر النسبة الكبرى كمصدر ايذاء وتمثلت الام بـ 5% اما زوج الام فتمثلت فيه النسبة بـ 25% وتعتبر هذه ثاني اكبر مصدر للايذاء في حين تمثلت زوجت الاب بـ 5% وتعتبر مقاربة النسبة الام.
تعذيب غصون
من ابرز الامثلة على العنف ضد الاطفال وصور الايذاء الجسدي قضية مقتل الطفلة غصون التي اعترف والدها بتعذيبها ضربا وتربيطا بالسلاسل بمشاركة زوجته الثانية حتى ان الطفلة القتيلة كانت تتوسل الى والدها بعدما كسرت يدها اليمنى جراء الضرب العنيف لان ينقل السلسلة الحديدية التي يقيدها بها الى يدها اليسرى لكنه كان يسخر من توسلاتها متجردا من كل قيم انسانية ولهذا صدر الحكم بقتل الاب وزوجته الثانية لشناعة ما اقدما عليه من اشتراكهما في تعذيب الطفلة وإذاقتها صنوف العذاب طوال سنة كاملة ونظرا لان هذا القتل نوعا من القتل يعتبر صبرا فالضحية كانت في حكم الاسير والمحبوس لاحول لها ولا قوة فلا تستطيع الدفاع عن نفسها ولا الهرب ولذلك كله تم تنفيذ حكم القتل على الجانيين تعزيرا وقصاصا!
تعذيب الطفلة اريج
وفي احدث مثال للعنف ضد الاطفال مقتل الطفلة اريج على يد والدها وزوجته الثانية حيث اعترف قاتل ابنته بأن زوجته الثانية شاركته في كي الطفلة القتيلة وضربها في اوقات غيابه عن المنزل وانها حسب اعترافاته كانت تحرضه على ضربها بل انها خيرته قبل يومين من وفاة اريج بين استمرارها معه في بيت الزوجية وبقاء اريج في المنزل.
طفلة الرياض
وفي الرياض فارقت طفلة في الثانية عشرة من عمرها الحياة قبل وصولها الى طوارئ مستشفى الايمان جنوب الرياض نتيجة التعذيب والضرب المبرح من قبل والدها فيما ادخلت شقيقتاها (7-8سنوات) المستشفى للعلاج من آثار التعذيب. ايضاً حيث اتضح بعد الكشف على الطفلة الضحية وجود آثار ضرب مبرح في ظهرها وتعرضها لسكب ماء مغلي على رأسها مما تسبب في انسلاخ وجهها ومناطق مختلفة من جسمها.
معذبة بلقيس
وفي عرعر صدر الحكم على معذبة الطفلة (بلقيس) ابنة زوجها البحريني 13عاماً وجلدها 900 جلدة وحبس الاب سنة و8 اشهر لعدم رعايته ابنته وابعاده وزوجته عن البلاد.
فيما بقيت الطفلة بلقيس ترقد في مستشفى عرعر المركزي لعلاجها مما تعرضت له من اذى وتعذيب نفسي.
عبدالرحمن واميرة
كما تعرض الطفل عبدالرحمن (4) سنوات وشقيقته اميرة (6) سنوات لاعتداء جسدي بالضرب والكي على يد والدهما واظهر التقرير الطبي الصادر من المستشفى تعرضه للضرب في عدة اماكن شملت الرأس والعنق والصدر. كما اظهر ان الطفلة اميرة تعاني من علامات كي بالنار على ذراعيها.
الضرب بالكهرباء
محمد طفل في التاسعة من عمره لاتكاد صورة امه عندما انهالت عليه ضربا بتوصيلة الكهرباء تفارق مخيلته والسبب في ذلك لانه قام بضرب اخته الصغيرة, وصار محمد يتجرع المرارة.. وتبدو عليه علامات العنف وهو لايزال على مقاعد الصف الثالث الابتدائي فتجده في عنف دائم مع باقي الطلاب والسبب في ذلك انه يتعرض للضرب في المنزل دون ان يتم معالجة الامر بالنصيحة والملاطفة من قبل الابوين.
ناصر المسجون في غرفة
ناصر صورة اخرى للاطفال الذين يتم الاعتداء عليهم من قبل امهاتهم تقول احدى جاراته ان والدته تقفل عليه باب المنزل وتمنعه من الخروج للعب مع ابناء الجيران حتى ان الطفل قفز في احدى المرات من الطابق الثاني لتنكسر قدمه، وتستخدم امه لضربه اشد الامور حتى بدا على الطفل الخوف من أي شيء فتجده لا يتوقف عن العنف ضد كل من يقابلهم معتقداً انهم سيعتدون عليه ضرباً.
نظام العنف
وبين الدكتور عوض الردادي وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية ان نظام العنف ضد الابناء وحمايتهم من الايذاء تم رفعه للمقام السامي وهو في طريقه الى مجلس الشورى لدراسته تمهيداً لاقراره، مضيفاً ان لدى الوزارة تعليمات مبلغة لجميع لجان الحماية من العنف الاسري والبالغ عددها 17 لجنة وتضم مندوبين من امارة المنطقة والادعاء العام والشرطة والشؤون الصحية والعدل والتربية والتعليم، يباشرون التعامل مع مثل هذه القضايا. وقال الردادي نحن مجتمع يعترف بضرب الابناء لكن الضرب يكون معقولاً وغير مؤلم وهو طبيعي في المجتمع وذلك بهدف تربية الابناء لكن ان يصل الضرب الى مرحلة الايذاء من قبل الام او الاب فهذا في الغالب يكون نتاج امر غير طبيعي يعاني منه احد الابوين كأن يكونان مريضين نفسياً او نتيجة ظروف معينة لكن من المستحيل ان تقسو ام على طفلها، والوزارة من خلال التقارير التي تردها تظهر ان هذه الحالات نادرة للغاية فعلى الرغم من ان الاحصائيات تشير الى تسجيل ما يقرب من 76 حالة الا انها تظل اقل من ذلك فالايذاء يختلف تقديره من جهة الى اخرى.
فيما كشف الدكتور ابراهيم الشدي وكيل وزارة التربية والتعليم والامين العام للجنة الوطنية للطفولة لـ (عكاظ الاسبوعية) عن وجود استراتيجية وطنية للطفولة سيتم اعتمادها من مجلس الطفولة ورفعها للمقام السامي خلال اشهر لتأخذ دورتها حتى الاقرار، مبيناً ان هذه الاستراتيجية تتعرض لحماية الطفل ومنع حدوث أي ضرر يلحق به، وهذه الاستراتيجية اوضحت ذلك وحددت آليات تعاون الجهات ذات العلاقة المعنية بتأمين حقوق الطفل مثل الصحة والتربية والشؤون الاجتماعية والمنزل وغيرها من الجهات التي تتقاسم في عملها بالعناية بالطفل وحمايته مع تأمين سلامة الطفل ورعايته بالشكل المطلوب، نحن نأمل ان تسهم هذه الاستراتيجية ونظام حماية الطفل في التقليل من حالات الايذاء التي تقع في البيت بجهل من الناس المعنيين.
وأكد ان هذه الاستراتيجية يقوم عليها الان عدد من الخبراء السعوديين متطلعاً لها في حالة اكتمالها ان تكون آلية مساعدة لتنظيم وتنسيق الجهود التي تقوم بها الجهات المختلفة في حقوق الطفل. وبين انه لا تعارض بين الاستراتيجية ونظام حماية الطفل من الايذاء الذي يدرس في هيئة الخبراء تمهيداً لوصوله لمجلس الشورى مؤكداً ان الاستراتيجية تهتم بكل ما يتعلق بالطفولة وليس بينهما تضارب او تعارض، فنظام حماية الطفل فقط يتعرض لحق من حقوق الطفل اما الاستراتيجية فهي المظلة العامة لمراعاة حقوق الاطفال بكل اوجهها واحتياجاتها وفق تعدد الجهات المعنية لهذه الحقوق.
واوضح الدكتور الشدي انه لا يوجد لديهم في اللجنة الوطنية للطفولة أي احصائيات تبين حجم الاضرار التي يتعرض لها الاطفال في المنازل مؤكداً ان هناك دراسات متناثرة قامت بها جامعات ومراكز ابحاث في الداخلية، لكننا نعمل على عمل قاعدة معلومات كبيرة عن الطفولة ونتمنى ان يكون من بين شرائح معلوماتها ما يتعلق بتحديد انواع العنف الذي يتعرض له الاطفال ونرجو ان ترى النور قريباً.
اشكال العنف
ويتخذ العنف ضد الاطفال اشكالا متعددة فالام السوية ذات العقل الراجح تقوم بنهر ابنها وضربه ضربا بسيطا غير مبرح لتأنيبه وتأديبه كما ذكر ذلك دكتور الردادي في حين ان بعض الامهات اللائي يعانين من اختلالات عقلية او امراض نفسية يرتكبن جرما حين يسكبن الاسيد او بعض المواد الحارقة على اجساد اطفالهن الغضة او استخدام الكي في مناطق حساسة من الجلد او التعذيب حتى القتل كما في حالة الطفلة غصون.
اضافة الى صور العنف الاخرى كالعنف النفسي الذي يمارس على الاطفال كالشتم او التقريع او التعبير كما ابان الدكتور بكري معتوق عساس استاذ علم اجتماع واحصاء بجامعة الملك عبدالعزيز ناهيك عن الحبس في مكان مغلق كالحمام مثلا لساعات طويلة او غير ذلك من اساليب التعذيب التي تضاهي احيانا ما يبتدعه عقل المجرم!!
ومن منظور الدكتور الرميح فان اكثر صور العنف الموجه ضد الاطفال شيوعا هو – للاسف – الضرب على مختلف انحاء الجسد يليه العنف والضغط النفسي والتحقير ويليه منع الطفل من حقوقه في الترفيه واللعب والتسلية.
يحول الاطفال الى مجرمين
ولكن اخطر ما يكتنف العنف ضد الاطفال من اخطار وتداعيات كما ينبه الدكتور عساس هو ان الاباء الذين يمارسون العنف ضد ابنائهم يجهلون اضراره الاجتماعية والنفسية على الطفل في المستقبل وعلى سلوكياته.
مؤكدا ان عملا من هذا النوع قد يجعل من الطفل مجرما في حق المجتمع وفي حق نفسه لان قوام التربية ليس بالضرب بالعصي او الاحزمة او اسلاك الكهرباء وانما بالمعاملة الحسنة.
وفي رأي الدكتور الرميح انه عندما يجنح الاب الى العنف ضد احد اطفاله فانه بهذا الفعل يدفع الطفل للجريمة والانحراف والعنف.
وعندما يمارس العنف ضد الطفل فانه يهرب الى الشارع لانه لم يجد الدفء والحماية في منزل الاسرة وهو يحاول البحث عنها في الشارع فيجد من يلتقطه سريعا “كأصدقاء السوء الذين يوقعونه في حبائلهم ويدفعونه للانحراف بكل انواعه” او يلتصق الصغير بالاخر الغريب حيث انه وبسبب صغر السن يحتاج لمصدر حماية والى صدر حنون ويد تمسح رأسه وهنا تستغل طفولته بأبشع صورة حيث يستغل الطفل في التسول من قبل ضعاف النفوس او يستغل في السرقة لحساب الاخرين وقد يكون من يلتقط هذا الصغير من الشارع من اصحاب الفكر التكفيري والارهابي والضال وهنا يفقد الوطن احد اعمدته للمستقبل عندما يتحول هذا الطفل الى مجرم او ارهابي!!
ولهذا يجب ان يكون التأديب صادرا من قلب محب بعيدا عن الحقد والكراهية وبعيدا عن الغضب او تصفية الحسابات.
ضعف الثقة بالنفس
ومن تأثير العنف الاسري على الابناء وشخصياتهم وسلوكياتهم المستقبلية ضعف الثقة بالنفس والشعور بالاحباط والعدوان والشعور بالقلق وعدم الاستقرار النفسي والتوتر والخوف من العقاب فضلا على الشعور بالعجز والنقص والصراع الداخلي وتفاقم المشكلات النفسية والسلوكيات الطويلة الامد مثل الخوف الشديد والهلع والسلوك المضطرب او غير المستقر ووجود صور ذهنية او افكار واحلام مزعجة وكوابيس اثناء النوم وصعوبة التركيز وصعوبات النوم والكبت والشعور بالذنب والبلادة.
567 حالة عنف
وفي حين بلغت معدلات العنف الاسري بالمملكة “567” حالة في العام الماضي استقبلتها الحماية الاجتماعية ولجانها في مختلف المناطق ارجع مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور علي الحناكي اسباب ارتفاع معدلات العنف الاسري بالمملكة الى طبيعة التغير المتسارع الذي يمر به المجتمع وزيادة ضغوط الحياة ومتطلباتها وتأثير القنوات الفضائية ووسائل الاعلام “الغزو الفضائي” وغيرها وتتنوع هذه الحالات بين العنف الجسدي والنفسي والجنسي لكن العنف الجسدي هو الاكثر شيوعا حيث صنف تقرير احصائي صادر عن مكتب الاشراف الاجتماعي النسائي في منطقة الرياض نهاية شهر ذي الحجة الماضي البلاغات حسب نوع الاعتداء فجاء الايذاء الجسدي بنسبة 48% من الحالات والايذاء النفسي بنسبة 5% وخمس حالات اعتداء جنسي وحالة جنائية واحدة.
87% من الاناث
واوضح التقرير ان نسبة الاناث هي النسبة الكبرى بين الحالات حيث وصلت الى 87% بينما تمثل نسبة الذكور 13%.
وكشف التقرير عن مصدر الايذاء للحالات المبلغة حيث تمثلت نسبة ايذاء الاب 29% وتعتبر النسبة الكبرى كمصدر ايذاء وتمثلت الام بـ 5% اما زوج الام فتمثلت فيه النسبة بـ 25% وتعتبر هذه ثاني اكبر مصدر للايذاء في حين تمثلت زوجت الاب بـ 5% وتعتبر مقاربة النسبة الام.
تعذيب غصون
من ابرز الامثلة على العنف ضد الاطفال وصور الايذاء الجسدي قضية مقتل الطفلة غصون التي اعترف والدها بتعذيبها ضربا وتربيطا بالسلاسل بمشاركة زوجته الثانية حتى ان الطفلة القتيلة كانت تتوسل الى والدها بعدما كسرت يدها اليمنى جراء الضرب العنيف لان ينقل السلسلة الحديدية التي يقيدها بها الى يدها اليسرى لكنه كان يسخر من توسلاتها متجردا من كل قيم انسانية ولهذا صدر الحكم بقتل الاب وزوجته الثانية لشناعة ما اقدما عليه من اشتراكهما في تعذيب الطفلة وإذاقتها صنوف العذاب طوال سنة كاملة ونظرا لان هذا القتل نوعا من القتل يعتبر صبرا فالضحية كانت في حكم الاسير والمحبوس لاحول لها ولا قوة فلا تستطيع الدفاع عن نفسها ولا الهرب ولذلك كله تم تنفيذ حكم القتل على الجانيين تعزيرا وقصاصا!
تعذيب الطفلة اريج
وفي احدث مثال للعنف ضد الاطفال مقتل الطفلة اريج على يد والدها وزوجته الثانية حيث اعترف قاتل ابنته بأن زوجته الثانية شاركته في كي الطفلة القتيلة وضربها في اوقات غيابه عن المنزل وانها حسب اعترافاته كانت تحرضه على ضربها بل انها خيرته قبل يومين من وفاة اريج بين استمرارها معه في بيت الزوجية وبقاء اريج في المنزل.
طفلة الرياض
وفي الرياض فارقت طفلة في الثانية عشرة من عمرها الحياة قبل وصولها الى طوارئ مستشفى الايمان جنوب الرياض نتيجة التعذيب والضرب المبرح من قبل والدها فيما ادخلت شقيقتاها (7-8سنوات) المستشفى للعلاج من آثار التعذيب. ايضاً حيث اتضح بعد الكشف على الطفلة الضحية وجود آثار ضرب مبرح في ظهرها وتعرضها لسكب ماء مغلي على رأسها مما تسبب في انسلاخ وجهها ومناطق مختلفة من جسمها.
معذبة بلقيس
وفي عرعر صدر الحكم على معذبة الطفلة (بلقيس) ابنة زوجها البحريني 13عاماً وجلدها 900 جلدة وحبس الاب سنة و8 اشهر لعدم رعايته ابنته وابعاده وزوجته عن البلاد.
فيما بقيت الطفلة بلقيس ترقد في مستشفى عرعر المركزي لعلاجها مما تعرضت له من اذى وتعذيب نفسي.
عبدالرحمن واميرة
كما تعرض الطفل عبدالرحمن (4) سنوات وشقيقته اميرة (6) سنوات لاعتداء جسدي بالضرب والكي على يد والدهما واظهر التقرير الطبي الصادر من المستشفى تعرضه للضرب في عدة اماكن شملت الرأس والعنق والصدر. كما اظهر ان الطفلة اميرة تعاني من علامات كي بالنار على ذراعيها.
الضرب بالكهرباء
محمد طفل في التاسعة من عمره لاتكاد صورة امه عندما انهالت عليه ضربا بتوصيلة الكهرباء تفارق مخيلته والسبب في ذلك لانه قام بضرب اخته الصغيرة, وصار محمد يتجرع المرارة.. وتبدو عليه علامات العنف وهو لايزال على مقاعد الصف الثالث الابتدائي فتجده في عنف دائم مع باقي الطلاب والسبب في ذلك انه يتعرض للضرب في المنزل دون ان يتم معالجة الامر بالنصيحة والملاطفة من قبل الابوين.
ناصر المسجون في غرفة
ناصر صورة اخرى للاطفال الذين يتم الاعتداء عليهم من قبل امهاتهم تقول احدى جاراته ان والدته تقفل عليه باب المنزل وتمنعه من الخروج للعب مع ابناء الجيران حتى ان الطفل قفز في احدى المرات من الطابق الثاني لتنكسر قدمه، وتستخدم امه لضربه اشد الامور حتى بدا على الطفل الخوف من أي شيء فتجده لا يتوقف عن العنف ضد كل من يقابلهم معتقداً انهم سيعتدون عليه ضرباً.
نظام العنف
وبين الدكتور عوض الردادي وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية ان نظام العنف ضد الابناء وحمايتهم من الايذاء تم رفعه للمقام السامي وهو في طريقه الى مجلس الشورى لدراسته تمهيداً لاقراره، مضيفاً ان لدى الوزارة تعليمات مبلغة لجميع لجان الحماية من العنف الاسري والبالغ عددها 17 لجنة وتضم مندوبين من امارة المنطقة والادعاء العام والشرطة والشؤون الصحية والعدل والتربية والتعليم، يباشرون التعامل مع مثل هذه القضايا. وقال الردادي نحن مجتمع يعترف بضرب الابناء لكن الضرب يكون معقولاً وغير مؤلم وهو طبيعي في المجتمع وذلك بهدف تربية الابناء لكن ان يصل الضرب الى مرحلة الايذاء من قبل الام او الاب فهذا في الغالب يكون نتاج امر غير طبيعي يعاني منه احد الابوين كأن يكونان مريضين نفسياً او نتيجة ظروف معينة لكن من المستحيل ان تقسو ام على طفلها، والوزارة من خلال التقارير التي تردها تظهر ان هذه الحالات نادرة للغاية فعلى الرغم من ان الاحصائيات تشير الى تسجيل ما يقرب من 76 حالة الا انها تظل اقل من ذلك فالايذاء يختلف تقديره من جهة الى اخرى.
فيما كشف الدكتور ابراهيم الشدي وكيل وزارة التربية والتعليم والامين العام للجنة الوطنية للطفولة لـ (عكاظ الاسبوعية) عن وجود استراتيجية وطنية للطفولة سيتم اعتمادها من مجلس الطفولة ورفعها للمقام السامي خلال اشهر لتأخذ دورتها حتى الاقرار، مبيناً ان هذه الاستراتيجية تتعرض لحماية الطفل ومنع حدوث أي ضرر يلحق به، وهذه الاستراتيجية اوضحت ذلك وحددت آليات تعاون الجهات ذات العلاقة المعنية بتأمين حقوق الطفل مثل الصحة والتربية والشؤون الاجتماعية والمنزل وغيرها من الجهات التي تتقاسم في عملها بالعناية بالطفل وحمايته مع تأمين سلامة الطفل ورعايته بالشكل المطلوب، نحن نأمل ان تسهم هذه الاستراتيجية ونظام حماية الطفل في التقليل من حالات الايذاء التي تقع في البيت بجهل من الناس المعنيين.
وأكد ان هذه الاستراتيجية يقوم عليها الان عدد من الخبراء السعوديين متطلعاً لها في حالة اكتمالها ان تكون آلية مساعدة لتنظيم وتنسيق الجهود التي تقوم بها الجهات المختلفة في حقوق الطفل. وبين انه لا تعارض بين الاستراتيجية ونظام حماية الطفل من الايذاء الذي يدرس في هيئة الخبراء تمهيداً لوصوله لمجلس الشورى مؤكداً ان الاستراتيجية تهتم بكل ما يتعلق بالطفولة وليس بينهما تضارب او تعارض، فنظام حماية الطفل فقط يتعرض لحق من حقوق الطفل اما الاستراتيجية فهي المظلة العامة لمراعاة حقوق الاطفال بكل اوجهها واحتياجاتها وفق تعدد الجهات المعنية لهذه الحقوق.
واوضح الدكتور الشدي انه لا يوجد لديهم في اللجنة الوطنية للطفولة أي احصائيات تبين حجم الاضرار التي يتعرض لها الاطفال في المنازل مؤكداً ان هناك دراسات متناثرة قامت بها جامعات ومراكز ابحاث في الداخلية، لكننا نعمل على عمل قاعدة معلومات كبيرة عن الطفولة ونتمنى ان يكون من بين شرائح معلوماتها ما يتعلق بتحديد انواع العنف الذي يتعرض له الاطفال ونرجو ان ترى النور قريباً.