كتاب ومقالات

إلى أين نحن ذاهبون!

شغب

هيلة المشوح

بعد التحولات الكبيرة التي حدثت وتحدث في الوقت الحالي في المملكة برزت فئة من الناس تنتقد كل تغير وتسقط على أي خطوة أو حراك للأمام فتضخمه تحت ذريعة (إلى أين نحن ذاهبون) مع بعض اللطميات والنياح ورثاء حال المجتمع ومصيره، وحين يستجد أمر آخر -نظراً لتسارع الأحداث- ينسى ذلك الحدث السابق بعد الامتزاج به واستساغته، وتبدأ الاسطوانة بالدوران.. وهكذا!

تبين قطعياً وبما لا يدع مجالاً للشك أن خلايا النظام القطري الإلكترونية ضالعة في النفخ بخبث في كل إنجاز تحرزه المملكة على مستوى العالم أو في الداخل السعودي تزامناً مع تلك المتغيرات التي قطعاً تؤرق مضاجعهم، فهذه الخلايا تعمل بتنظيمات سرية ومهمات مختلفة، فهذه مجموعة تؤسس وسماً في تويتر وتلك مجموعة تضخم الحدث وتبرزه بشكل سلبي وتسبغه بهيبة دينية وتعبئة عقائدية مشبوهة وتلك تداعب القيم والتقاليد وأنها على وشك الانهيار، فخلايا تنظيم الحمدين تعرف جيداً كيف تخترق مجتمعنا، فخبرتها في هذا المجال تمتد لـ20 عاماً وأكثر وهل تجيد غير ذلك؟ وقد سهلت التقنية الحديثة مهماتها فبعد أن كان التواصل مع الداخل السعودي يتم عن طريق بعض الشخصيات الإخوانية التي كانت تتردد على الدوحة وتعود بحقائبها المتورمة والتي بدورها تعمل على تعبئة قطعانها ضد الدولة، حتى أصبح التواصل أكثر سهولة وأقل تكلفة، فوسم في تويتر كفيل بأن يؤدي المهمة بين شرائح البسطاء، أما وقد انكشفت هذه الخلايا وبرز الدور القطري السري على السطح واتضحت الأمور بشكل جلي، هنا فقط أصبحت مسؤوليتنا مضاعفة في الحفاظ على وطننا والحيطة من كل حملة تمس ترابط مكوناته واستقراره والتنبه جيداً من حملات العبث هذه وكشف من خلفها.

(نحن ذاهبون) إلى المستقبل الذي فتح أبوابه لنا، ذاهبون بديننا وقيمنا ومبادئنا، فلم تفقد الأمم دينها وقيمها وتقاليد شعوبها بسبب تحضرها ومواكبة العالم حولها، فاليابان -مثلاً- إمبراطورية تسيدت العالم في التطور وسباق الحضارات، فهل فقدت شيئاً من قيمها ومبادئ مجتمعها وتقاليده؟