كتاب ومقالات

لماذا النساء يعادين حقوقهن؟

بشرى فيصل السباعي

هناك ظواهر عامة في السلوك البشري لا تكاد تصدق لشدة فداحة تصادمها مع أبسط بديهيات العقل والمنطق السليم، ومن أبرزها حالياً على الساحة؛ النساء المعاديات بشراسة لإزالة بدع الأنظمة البيروقراطية التي تحط من مكانة المرأة وتحرمها حقوقها المشروعة بالإسلام، وحالهن ليس محصوراً بالسعودية والعالم الإسلامي، فالنساء في أمريكا وإيطاليا وروسيا لم ينتخبن النساء، إنما انتخبن رجالاً اشتهروا بتحقير النساء والتحرش، ويفتقرون للمؤهلات؛ لأن هذه الدول تسودها ثقافة «تحقير المرأة- Misogyny» البدائية اللاواعية- يمكن فهم أصلها بمشاهدة برامج وثائقية عن اضطهاد الإناث بجماعات القرود والحيوانات - بينما الدول الغربية التي لا تسودها ثقافة «تحقير المرأة» ويسودها الوعي العقلاني انتخبت مراراً نساءً لرئاستها كألمانيا التي انتخبت ميركل لولاية رابعة لتصبح أطول رئيس حكومة ولاية بالاتحاد الأوروبي، وعلماء النفس درسوا ظاهرة معاداة النساء لحقوقهن، وتوصلوا لأن سببها ما أسموه «التماهي مع ثقافة تحقير المرأة-Internalized misogyny» أي رؤيتهن أنفسهن وبنات جنسهن تماماً كما تراهن الثقافة التحقيرية ككائنات دونية، فغالب البشر غافلو الوعي ومفتقرون للعقلانية الواقعية ومسيرون بالكامل بالقوالب الثقافية العامة؛

ولهذا توصلت دراسة أمريكية على المحتوى المعادي للسود بمواد الترفيه الأمريكية لأن صورتهم النمطية؛ أنهم رجال عصابات وهذا جعل غالبية عينة الدراسة ميالين للتخوف عند رؤية شاب أسود وأسرع لإطلاق الرصاص عليه، والصدمة أن هذا رأي غالبية السود أيضاً، والسبب؛ أن السود تماهوا مع الثقافة التي تحقرهم، كما بالمثال الذي ضربه داعية حقوق السود مالكوم اكس عن الفارق بين ما أسماه «العبيد الذين يعملون في بيت السيد» المتماهين مع عبوديتهم ويدافعون عنها ويعاقبون بني جلدتهم إن أرادوا التحرر كنوع من متلازمة ستوكهولم، بينما «العبيد الذين يعملون في الحقول» غير متماهين مع عبوديتهم ويسعون للحرية، وبالمثل فتماهي النساء مع ثقافة «تحقير المرأة» يجعلهن يعارضن منحهن حقوقهن بلا تسلط سجان مستبد، ويجعلهن يحتقرن طبيعة المرأة ويشككن بأهليتها وبقدراتها حتى لدرجة إصرار كثيرات بمجتمعنا على أن يقوم طبيب ذكر بتوليدهن لعدم ثقتهن بقدرة الطبيبات! وهناك أسباب أخرى لمعاداة النساء لحقوقهن:

• الجهل بالآراء الدينية المختلفة.

• الانحراف النفسي الجنسي «المازوخية» وهو الاستمتاع بالإذلال والاضطهاد من قبل همجي سادي.

• الكسل والخمول وإرادة البقاء في حال طفولة أبدية بلا تحمل لمسؤولية نفسها.

• السيكوباتية ونسبتها 1% بأي شعب، والسيكوباتي منافق وقح، وله نمط حياة طفيلي يستغل الآخرين لتوفير متطلباته، فتقبل بعلاقات زواج مهدرة لحقوقها وحقوق أولادها ومهينة اجتماعياً كالمسيار.

• التملق للشعبية لدى جمهور الذكور.

* كاتبة سعودية

bushra.sbe@gmail.com