خطفت الأدلة الرقمية الصوتية والمرئية الأضواء من نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم، وقصرت الطريق على هيئة الرياضة لتحقيق برنامج جودة الحياة في المجال الرياضي لتحقيق العدل والمساواة والشفافية لنشر ثقافة المنافسة الشريفة.

واعتمد الاتحاد السعودي لكرة القدم على الأدلة الرقمية في اتخاذ قرارين مهمين وإستراتيجيين في وقت حساس، وهما:

• استبعاد الحكم فهد المرداسي من قيادة المباراة النهائية لكأس الملك وتحويله إلى المباحث الإدارية للاشتباه في وجود شبه فساد حسب القرار، وإسناد إدارة المباراة إلى الإنجليزي مارك كلاتينبرغ رئيس لجنة الحكام. وبناء على ما تم تداوله، فإن الشبهات التي تم رصدها هي مكالمات هاتفية ومحادثات عن طريق المسايرة، وهنا تحولت المكالمات الهاتفية والمحادثات الصوتية إلى أدلة رقمية «صوتية» لإثبات أو نفي التهمة. ونحن هنا لسنا بالحديث عن الإثبات أو النفي لأن القضية مجرد ادعاء حتى هذه اللحظة إلى أن يصدر فيها حكم.

• استعانة الحكم بتقنية عين الصقر 3 مرات، وهنا تحولت تقنية الفيديو ذات الـ7 كاميرات لأدلة رقمية في المجال الرياضي لمساعدة الحكم على تقييم حالة التسلل للهدف الثاني الملغي لنادي الاتحاد، وأجبرت حكم المباراة على تغيير قراره الإستراتيجي باحتساب الهدف الثاني الملغي لنادي الاتحاد.

ويحسب للاتحاد السعودي استخدام تقنية الفيديو لتحقيق أقصى درجات العدالة والشفافية في المسابقات الرياضية، ما يسهم في القضاء على الاحتقان والتعصب الرياضي في البرامج الرياضية والعالم الافتراضي. ولم تسجل أي حالة اعتراض في الملعب على قرارات حكم المباراة.

ويلاحظ من تصرفات حكم المباراة أن تقنية عين الصقر المستخدمة في المملكة لا توجد بها تقنية متقدمة لاتخاذ القرار من تلقاء نفسها، بل هي عبارة عن كاميرات تغطي الملعب من زوايا مختلفة حتى تكون الصورة متكاملة ويتم اللجوء إليها عند الحاجة لإعادة المقطع لتقييم الحالة، كالتأكد من وجود ضربة جزاء، أو صحة الهدف، وهو ما يسمى بعد الحدث «afterthe fact»، ويتضح أن الحكم لم يكتف بالمراقب الخارجي لتأكيد الهدف بل هو من قام بتقييم الحالة والتأكد منها، ولا بد من العمل على تطوير بناء فريق لهذه المهمة.

من خلال الرصد الإلكتروني المبدئي لهاشتاق مباراة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين #الفيصلي_الاتحاد، اتضح وجود متغيرات إيجابية كثيرة بوصول عدد المشاركات إلى 421 ألف مشاركة خلال 8 ساعات.

وسجل الرصد تفاعلاً كبيراً مع العروض والبرامج الاستقبالية المستحدثة لخادم الحرمين الشريفين عند وصوله لأرض الملعب، وبالذات العرضة السعودية، ومن ثم الأغاني الوطنية للفنان محمد عبده. وكانت نتيجة التفاعل مع عروض الاستقبال هي انطلاق الهاشتاق بشكل صاروخي في أقل من 10 دقائق من المركز 69 عالمياً إلى 30 عالمياً. ومن ثم تراجع بعد هذه الاحتفالية إلى المركز 70، واستقر في نهاية المباراة في المركز 120 في التحديث الأولي. وهو ما يؤكد قدرة الهيئة على استقطاب شريحة جديدة للمجال الرياضي كالنساء.

وتم رصد تفاعل كبير في الهاشتاق مع الهدايا المقدمة من شركات محلية لتوقعات نتيجة المباراة والعرض الإبداعي لدعاية صيفك بكيفك للخطوط السعودية.

ويتضح من الرصد الإلكتروني أن هيئة الرياضة تسير في الطريق الصحيح لتحقيق برنامج جودة الحياة 2020 في المجال الرياضي ومكافحة الفساد والتعصب الرياضي.

الأدلة الرقمية سوف يكون لها دور كبير في المستقبل القريب وستسهم بتحقيق الأمن الشامل في شتى المجالات، من ضمنها المجال الرياضي. ترى من سيقود الأدلة الرقمية في المرحلة القادمة؟

* عضو الأكاديمية الأمريكية للطب الشرعي - استشاري الأدلة الرقمية