المخابز تطالب برفع الأسعار والمدينة المنورة تطالب بزيادة الكميات

الصوامع اتهمت أصحابها بالتلاعب وبيع الخبز المرتجع لتجار المواشي

المخابز تطالب برفع الأسعار والمدينة المنورة تطالب بزيادة الكميات

عارف العضيلة - ابراهيم الركيان (بريدة) سامي المغامسي (المدينة المنورة) محمد العنزي - محمد عضيب (الدمام)

في وقت رفع اصحاب المخابز خطابا الى وزارة التجارة للمطالبة بزيادة اسعار الخبز اسوة بأسعار المواد الغذائية الاخرى وصلت أزمة الدقيق الى منطقة القصيم معقل زراعة القمح السعودي والتي تسمى “سلة دقيق المملكة” مما يعطي مؤشرا ودلالة خطيرة على أزمة الدقيق التي بدأت بجدة. وبدأت الازمة تتصاعد بتقاذف الاتهامات بين جميع الاطراف حيث اتهم اصحاب المخابز الصوامع بقلة الانتاج فيما اتهمتهم الاخيرة ببيع الخبز للمواشي.
شح الانتاج
وأكد عدد من ملاك المخابز ان صوامع الغلال بالمنطقة خفضت حصصهم من القمح مما ادى الى قلة في الانتاج فاضطروا لشراء اكياس الدقيق من السوبرماركات واسواق الجملة لسد العجز الحاصل لديهم ولتشغيل مخابزهم حتى لا يتعرضوا للإيقاف.
وأوضح ملاك المخابز في المدن والمراكز البعيدة عن بريدة انهم تجاوزوا مرحلة قلة مخزون الدقيق ووصلوا الى مرحلة الشح وهذا ادى الى اقفال عدد من المخابز.
وأكد فهد الصالح السلمان الرئيس المرشح للجنة ملاك المخابز بوجود ازمة دقيق وشح في العرض وعلل ذلك بوجود تراكمات متتالية لم تعالج منذ سنوات اهمها ارتفاع معدل النمو في المملكة ومنح عدد كبير من تأشيرات استقدام العمالة تجاوز المليون في السنوات الثلاث الاخيرة وكذلك فتح تأشيرات العمرة كل هذه المعطيات أدت الى زيادة الطلب لم يصاحبها اي تغيير في حصص المخابز من صوامع الغلال طوال الخمس عشرة سنة الماضية.
وأوضح ان كيس الدقيق وصل الى 60 ريالا في المناطق الجنوبية ووصل الى 55 ريالا في جدة بينما وصل سعر الكيس من صوامع الغلال الى 23 ريالا وهذا الارتفاع في سعر الكيس يظهر مدى حجم المشكلة التي تواجه الجميع دون استثناء.
ورفض السلمان اتهام بعض تجار الدقيق وملاك المخابز بتخزين الدقيق من اجل افتعال ازمة تؤدي الى رفع الاسعار وقال طالما لا يوجد ادلة ملموسة فلا يجب ان نتهم احدا.
وعن رفع سعر الخبز قال السلمان ان هناك مبررات حقيقية تستوعب رفع سعر الخبز فالمواد الخام التي تدخل في صناعة الخبز قد زاد سعرها كالزيوت والخميرة التي ارتفعت بنسبة كبيرة جدا وصلت الى 500% وهذا ارتفاع لا يعقل.
واضاف السلمان ان ملاك المخابز لم يفعلوا كغيرهم من تجار بعض القطاعات اتخذوا قرارات عشوائية وغير رسمية ورفعوا اسعار منتجاتهم لكن ملاك المخابز فضلوا اتخاذ الاجراءات النظامية ورفعوا خطابا لوزارة التجارة يذكرون فيه الارتفاعات التي حدثت بأسعار المواد الخام التي تدخل في صناعة الخبز وينتظرون رد وزارة التجارة.
وأكد السلمان ان هناك عددا من المخابز توقفت عن الانتاج وخاصة الصغيرة والمتوسطة وذلك لأن مصاريف التشغيل تجاوزت الايرادات وعن حل هذه الازمة التي تهدد بشكل مباشر معيشة المواطن السعودي وتؤثر عليه قال السلمان فتح استيراد الدقيق هو الحل السريع لهذا الشح وسنطالب بذلك سواء كان السماح للتاجر بالاستيراد المباشر او يوكل الامر للمؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق لتوزيع الحصص على ملاك المخابز اضافة الى تفعيل الرقابة على عمليات توزيع الحصص على ملاك المخابز ومنع الاسماء الوهمية في التوزيع.
المواشي سبب الازمة
واعترف مدير عام فرع صوامع الغلال ومطاحن الدقيق بالقصيم عبدالله البراك بوجود ازمة دقيق في منطقة القصيم.
وقال ان قدرة صوامع القصيم هي 900 طن يوميا وتغطي مناطق القصيم والمدينة المنورة وحائل ومحافظات الزلفي وعفيف والدوادمي.
وابان انه خلال 14 عاما الماضية لم تحدث اي ازمة شح في الدقيق وانه في فترات مثل موسم الحج وشهر رجب من كل عام تضطر الصوامع لزيادة انتاجها لتغطية طلب زوار المدينة المنورة وهو اجراء طبيعي.
وأكد البراك ان سبب ازمة الشح الحالي يكمن في ملاك المخابز الذين زادوا انتاج الخبز حتى يتمكنوا من بيع جميع الخبز الى ملاك ومربي الماشي كأعلاف وذلك بعدما ارتفع سعر الخبز الرجيع بنسب مرتفعة جدا.
مشيرا الى ان ارخص علف يباع بمبلغ 46 ريالا يضطر طالبها للانتظار شهرين لاستلام حصة بينما سعر كيس الدقيق 18 ريالا فقط وأكد البراك ان اصحاب المخابز الذين افتعلوا المشكلة لو كانوا ينتجون الخبز الذي يؤكل لما حدثت مشكلة اصلا بينما فتح لهم سوق جديد وهو ملاك الماشية الذين باتوا يطلبون رجيع الخبز كعلف للمواشي. وكشف البراك ان كيس الدقيق الذي يشتريه مالك المخبز بسعر تنافسي ومدعوم بمبلغ 18 ريالا فقط يدر عليه مبلغ 100 ريال اي ما يزيد عن الـ500% وهذا مبلغ كبير.
من ناحية اخرى طالب فرع وزارة التجارة والصناعة في المدينة المنورة صوامع الغلال في القصيم بضرورة زيادة الكميات المطلوبة من الدقيق للمنطقة لتجاوز الأزمة الحالية التي تسببت في توقف اعمال بعض المخابز وإيقاف بعض انواع الخبز الرئيسية.
واشار مدير الفرع خالد قمقمجي في خطاب رسمي وجهه الى الصوامع التي يستورد منها تجار المدينة المنورة الدقيق الى ان هناك ازمة حادة تنذر بإيقاف عمل عدد كبير من المخابز في حالة استمرار تخفيض الكميات المحددة لمنطقة المدينة المنورة.
واجتمع قمقمجي امس مع أصحاب عدد من المخابز لبحث معالجة الأزمة الحالية وتوزيع أكياس الدقيق بالتساوي في المحافظات والأحياء حتى لا يحدث خلل في توزيع الكميات.
وضم الاجتماع 9 من كبار الموزعين الرئيسيين في المدينة المنورة الذين ابدوا تجاوبا في ايجاد حلول في توزيع الكميات بالشكل المطلوب لكميات الدقيق حتى لا يحدث خلل في توزيع وخفض الأسعار التى ارتفعت بشكل كبير.
ووصل سعر كيس الدقيق الى 90 ريالا واختفت بعض أنواع الخبز الرئيسية مثل (عيش الحب).
وفي تصعيد جديد لأزمة الدقيق في مدن الشرقية عمدت المخابز ومحلات الحلويات والفطائر للتوجه الى الرياض لشراء الدقيق بسعر وصل الى 75 ريالا للكيس بعدما فشلت كل محاولاتهم في العثور على الكمية الكافية من السوق في المنطقة.
واستعان المواطنون بأقاربهم في بعض المناطق لشراء كميات من الدقيق وارسالها عبر شركات النقل لمواجهة شح المعروض.