الصیام الرقمي
حضاريات رمضان
الخميس / 02 / رمضان / 1439 هـ الخميس 17 مايو 2018 02:31
د. بشير أحمد الأنصاري *
يتمتع إنسان القریة العالمیة وعصر انفجار المعلومات یوماً بعد یوم بمیزات وإمكانات تواصلية وترفيهية جدیدة، من ضمنها القنوات الفضائية، الهاتف النقال، الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها والتي تُغرق الإنسان في الارتباط بها على مدار الساعة. وكلما زاد انشغال الإنسان المعاصر بهذه الصوارف زادت حاجته للسكينة. فهذه الوسائل إلى جانب ما وفرته للإنسان من تسهيلات إلا أنها شغلت الإنسان إلى درجة جعلته يفقد استقراره الباطني وهدوءه النفسي. من هنا، فإن الامتناع عن التواصل الرقمي والتوجه إلى التواصل المباشر مع الطبيعة والناس الحقيقيين وقبل ذلك مع رب الكون يعتبر خطوة أساسية في طريق التخلص من اعتياد هذه الصوارف من فيسبوك وتويتر وانستغرام وغيرها.
فالصيام لا يعني الامتناع عن الأكل والشرب فقط، بل ينقسم إلی 3 مراتب أحدها صيام «خصوص الخصوص»، الذي تكلم عنه الإمام الغزالي والذي يشمل العین والأذن والذهن والتفكير والحواس عن غير الله. هذه المرتبة من الصيام تساعد الإنسان على التخلص من التلوث الصوتي والبصري والذهني الذي يلازم الثورة المعلوماتية فتجعل الإنسان يسترجع حواسه. قول الدکتور جان کلارک أستاذ علم النفس بجامعه بفلو الأمريکیة، يحتاج الإنسان في يومه إلی ساعة من الانزواء والخلوة لکي یجلس مع نفسه في أجواء هادئة وبعیدة عن صراعات الحیاة والجشع والعداء والحقد والحسد والبخل ومئات الأمراض النفسیة الأخری لکي یسترجع الهدوء والطمأنینة إلی نفسه.
إن الصيام الرقمي أو صيام خصوص الخصوص يمكن أن يساعد الإنسان المعاصر على التخلص من العراك والزحام والضوضاء والصخب وازدحام الأفکار وتراکم المعلومات التي تدخل الملایین، منها عبر الوسائل الرقمية في ذهنه کل یوم. فالصیام یعالج هذا الأمر بأروع صورة ممکنة، لأنه فرصة للخلوة الروحية والتواصل مع الطبيعة وربها، الأمر الذي يمكن أن يحوّل القلق إلى طمأنينة والاضطراب إلى سكينة وضيق الصدر إلى انشراح والتشتت إلى تركيز، أو بالأحرى يحوّل الضعف إلى قوة.
في هذه المناسبة المشحونة بالطاقة الإيجابية، هل يمكن أن نجرّب قوة الصمت ومهارة الـتأمل للتخلص من سموم الذهن الصادرة من محطات التلفزة ومواقع التواصل الرقمي؟
* محاضر بجامعة (إس إم يو) بولاية تكساس الأمريكية سابقاً
فالصيام لا يعني الامتناع عن الأكل والشرب فقط، بل ينقسم إلی 3 مراتب أحدها صيام «خصوص الخصوص»، الذي تكلم عنه الإمام الغزالي والذي يشمل العین والأذن والذهن والتفكير والحواس عن غير الله. هذه المرتبة من الصيام تساعد الإنسان على التخلص من التلوث الصوتي والبصري والذهني الذي يلازم الثورة المعلوماتية فتجعل الإنسان يسترجع حواسه. قول الدکتور جان کلارک أستاذ علم النفس بجامعه بفلو الأمريکیة، يحتاج الإنسان في يومه إلی ساعة من الانزواء والخلوة لکي یجلس مع نفسه في أجواء هادئة وبعیدة عن صراعات الحیاة والجشع والعداء والحقد والحسد والبخل ومئات الأمراض النفسیة الأخری لکي یسترجع الهدوء والطمأنینة إلی نفسه.
إن الصيام الرقمي أو صيام خصوص الخصوص يمكن أن يساعد الإنسان المعاصر على التخلص من العراك والزحام والضوضاء والصخب وازدحام الأفکار وتراکم المعلومات التي تدخل الملایین، منها عبر الوسائل الرقمية في ذهنه کل یوم. فالصیام یعالج هذا الأمر بأروع صورة ممکنة، لأنه فرصة للخلوة الروحية والتواصل مع الطبيعة وربها، الأمر الذي يمكن أن يحوّل القلق إلى طمأنينة والاضطراب إلى سكينة وضيق الصدر إلى انشراح والتشتت إلى تركيز، أو بالأحرى يحوّل الضعف إلى قوة.
في هذه المناسبة المشحونة بالطاقة الإيجابية، هل يمكن أن نجرّب قوة الصمت ومهارة الـتأمل للتخلص من سموم الذهن الصادرة من محطات التلفزة ومواقع التواصل الرقمي؟
* محاضر بجامعة (إس إم يو) بولاية تكساس الأمريكية سابقاً