أخبار

بعد حارقي الثعالب ومعذبي القطط.. «معوّض» يدخل على الخط ويغتال غزلان «المحمية»!

ياسر عبد الفتاح (جدة) okaz_online@

لم تكن العقوبات التي طالت حارقي الثعالب في عسير، وساحلي الكلاب في جدة، ومعذبي قطط الطائف، -وهي الوقائع التي نشرتها «عكاظ» في فترات سابقة- كافية لردع من أطلقت عليه منصات التواصل «العم معوض»، وقد ظهر في مقطع مرئي بعدما أطلق زخات من رصاص بندقيته على غزلان برية في إحدى المحميات، ثم اختار مقدمة سيارته «الونيت» نعشا لأكثر من 7 غزلان ساقها المصير المشؤوم في ذلك اليوم لتكون قريبة من مرمى نيرانه.

المشهد الذي تداولته المواقع بكثافة في اليومين الماضيين ربط بين بندقية الشاب معوض وآخر أظهر مجموعة من مسؤولي هيئة الحياة الفطرية أثناء تحريرهم لذات الغزلان من أقفاصها المغلقة بغرض إطلاقها إلى الفضاء الواسع، وجاءت تعليقات ظرفاء المنصات داعمة للحياة وفطرتها، ساخرة من بندقية معوض «الحمد لله تم إطلاق الغزلان من الشرق بنجاح لكن الأخ معوض كان ينتظرها غربا ونسف الغزلان بل نسف جميع جهود الحياة الفطرية»!

المعادلة التي فاتت على منتهكي الحياة البرية، بما فيهم «معوض»، أن الانتهاكات، كالتي حدثت في جدة والطائف وعسير والمواقع المحيطة بالمحميات أو القريبة منها، لم تعد مظهرا للتفاخر والتباهي، إذ أعلن في وقت سابق عن قرب تفعيل قانون الرفق بالحيوان بعد مرور أقل من عام على صدور الموافقة على النظام من دول مجلس التعاون الخليجي، ويحمل القانون صيغة مشددة تجاه منتهكي حقوق الحيوان، تبدأ بغرامة تقدر بـ50 ألف ريال للمرة الأولى، وتصل إلى حدود 400 ألف ريال عند تكرار المخالفة لأكثر من مرة. كما أصدرت هيئة الحياة حزمة من الأنظمة المانعة للصيد بلا ترخيص، ومنعت صيد أنواع معينة من الحيوانات، لكن الهيئة التي أصدرت أنظمتها لم تكن حريصة بالقدر الكافي لإبلاغ العم معوض ورفاقه عن العقوبة التي ستطالهم إن صوبوا فوهات بنادقهم إلى غزلان الريم وطيور الحبارى.. اكتفت الهيئة بمعارض في المدن عن «الرفق بالحيوان»، وهو أمر لم يكن غائبا أصلا عن ثقافة السعوديين، وقد استدركوا عن الرفق في صفوفهم المدرسية الأولى.

كان العم معوض ورفيقه مصوّر المقطع الذي ظل يثني على قدرات الصياد ومهارته في قصف الغزلان.. كانا في حاجة ماسة للاستئناس برأي أحد كبار العلماء في فعلتهما، إذ يؤكد العالم «من يقوم بتعذيب الحيوانات وإيذائها آثم، والأعظمُ إثماً أن يُصورها وهو يعذِّبها، لأنه سيكون عليه إثمُ من يراه ويفعلُ مثله».