ثقافة وفن

آل الشيخ: السعودية مركز العالم الإسلامي.. حاضنة وراعية للحرمين

رعى الحفل الختامي لمسابقة دول شرق أفريقيا للقرآن

واس (دار السلام)

بحضور رئيس الوزراء في جمهورية تنزانيا المتحدة قاسم ماجيلوا، رعى وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، الحفل الختامي للمسابقة الكبرى للقرآن الكريم لدول شرق أفريقيا في دورتها الـ(19)، الذي أقيم اليوم (الأحد) على أستاد دار السلام الدولي في مدينة دار السلام.

ووجه الشيخ صالح آل الشيخ كلمة إلى الحضور قال فيها: "إن المملكة العربية السعودية هي مركز العالم الإسلامي، وهي الحاضنة، والراعية، والمحافظة على الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدنية المنورة، تمد يديها للعالم الإسلامي جميعاً لتكون راعية له، محافظة على مصالحة، جامعة لقوة أهل السنة والجماعة في جميع أنحاء العالم".

ونقل آل الشيخ تهنئة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى الحاضرين والمشاركين في الحفل، بمناسبة شهر رمضان المبارك، وبالصيام والقيام، وبهذا الاجتماع المبارك على مائدة القرآن الكريم ومن أجل هذا القرآن الكريم.

وأضاف: "إن هذا اليوم يوماً من أيام الله، إذ نحضر جميعاً ، ونحن صائمون نرجو ثواب الله باحترام القرآن ، والإيمان بالقرآن والإيمان بدين الإسلام ، وبمحبة النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ ، وإن هذا اليوم يوم شعار للإسلام والمسلمين في هذه الدولة ، دولة السلام والطمأنينة ، والمحبة والوئام جمهورية تنزانيا الاتحادية".

ووجه الشكر لرئيس الدولة، كما شكر رئيس الوزراء على حضوره ورعايته لهذه المسابقة والحرص على أبناء المسلمين ، ومصالحهم ، وعلى تعليمهم ، وعلى تمكينهم من مساراتهم الإسلامية، وإقامة مؤسساتهم وجمعياتهم.

كما شكر فضيلة مفتي تنزانيا رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الشيخ أبو بكر الزبير على تعاونه الوثيق مع المؤسسات الدينية ، والحرمين الشريفين في المملكة العربية السعودية، مؤكداً أن هذا التعاون يجسد تعاوننا أهل السنة والجماعة؛ ليكونوا فيما بينهم أقوياء وليضعوا حوائط سد قوية تجاه من يريد تفريق هذه الأمة.

وأعرب الشيخ صالح آل الشيخ عن شكره لمؤسسة الحكمة التعليمية بجميع أعضائها ومجلس إدارتها وإدارة تحفيظ القرآن فيها على هذا الجهد الكبير لإقامة هذه المسابقة سنوياً في شهر رمضان المبارك ، التي شارك فيها هذا العام متسابقون من "16" دولة في شرق أفريقيا، فيا له من إنجاز ، ويا له من نجاح ، ويا له من تقدم في حماية الإسلام ، وحماية القرآن ، وترسيخ وحفظ القرآن لأمة الإسلام.

كما هنأ حفظة القرآن الكريم على التلاوات العظيمة الجميلة المجودة وكفاءة لجنة التحكيم في حسن الأداء والتحكيم.

وزاد قائلاً: "إن التعاون فريضة إسلامية، قال الله تعالى :{وتعاونوا على البر والتقوى}، وبين الله ــ جل وعلا ــ أن هذه الأمة أمة واحدة ، قال ــ جل وعلا ــ:{إن هذه أمتكم أمة واحدة}، فنحن المسلمين أمة واحدة لا يفرق بيننا إلا شيطان يريد أن يضعفنا يريد أن نكون لسنا متقدمين أقوياء ، لذلك يجب علينا أن نكون متحدين ، وأن نحرص على أسباب القوة وأعظمها التمسك بدين الإسلام ، وبالقرآن ، والسنة ، والسعي بقوة الأسباب في الحياة الدنيا من التعليم الجاد القوي ، وكذلك في فهم معطيات الحياة ، أهل الإسلام أهل دنيا وأهل آخرة ، يحرصون على الجنة ، ويحرصون على العمل في الدنيا ليكونوا أقوياء ، صنعوا حضارة ، وصنعوا ديناً قوياً ، وحافظوا على قوتهم وتماسكهم ، وذلك بإفشاء التعاون ، وإحياء السلام والكلمة الطيبة ، كما قال تعالى :{وقولوا للناس حسناً} ، ويقول النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ :"المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلاً خير".

واختتم الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ كلمته قائلاً: "أسأل الله ــ جل وعلا ــ أن يوفقنا جميعاً لعز الإسلام ، ولقوة الإسلام ، وأن يجمع كلمة علماء الإسلام ليكونوا حوائط صد قوية لخدمة الإسلام".

كما شكر جمهورية تنزانيا الاتحادية ممثلة في الرئيس ورئيس الوزراء والحكومة على تشجيع مثل هذه الحفلات والاجتماعات التي فيها نشر هداية القرآن الكريم، وتقوية أهل العلم.

وشكر كذلك كل الجهات التي أسهمت في نجاح هذا الاجتماع من المؤسسات والجمعيات التنزانية ، وسفارة خادم الحرمين الشريفين في تنزانيا دار السلام ، وفي جميع المناسبات ندعوا الله لكم أن تكونوا في صحة وعافية ، وأن يجعل بلدكم آمناً مطمئناً وأن تكونوا يداً واحدة متكاتفين متاحبين متآخين على كلمة التوحيد.

كما ألقى دولة رئيس الوزراء التنزاني قاسم ماجيلوا كلمة نقل في مستهلها تحيات رئيس الدولة ونائبه إلى الحاضرين جميعاً بمناسبة إقامة هذا الحفل المبارك ، وتمنياتهم للجميع بالخير في هذه الأيام المباركة، وقال: "إن لهذا اليوم أهمية بالغة ، حيث نشاهد ثمار هذا العمل الشاق للمتنافسين والمحكمين، فكل المشاركين اليوم فائزين".

وأضاف: "ونحن إذ نتنافس في حفظ كتاب الله وتلاوته ، نتذكر أول أمر نزل به الوحي في الآية الأولى من سورة العلق ، حيث حثنا المولى فيها بالعلم ، علينا أن نستثمر في العلم ، وأن نشيد القوى الكافية في التعليم العلم الصحيح ، ورعاية الشباب رعاية صالحة ، حتى ننشئ جيلاً متمسكاً بالأخلاق الحسنة ، والتعاليم الناتجة من كتاب الله ، وسنة رسوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ".

وكان الحفل قد استهل بتلاوة آيات من القرآن الكريم ، ثم ألقى مفتي تنزانيا كلمة قدم في بدايتها التهنئة لكل من ساهم في إعداد هذه المسابقة ، وعمل على تواصل تنظيمها على مدى تسعة عشر عاماً ، وقال : إن القرآن الكريم هو الكتاب الموحد لهذه الأمة ، وها نحن مجتمعون في هذه الساحة لنستمع إلى حلاوة القرآن ، ولمشاهدة المواهب في الحفظ والتلاوة.

ووصف المسابقة وهذا الاجتماع المبارك على مائدة القرآن بأنه من التشجيع على المساهمة في الأمور الخيرة، حاثاً على التعاون والوحدة والتآلف، منوهاً في هذا الصدد بالتآلف الذي أوجدته هذه المسابقة من خلال هذا الحشد الكبير الذين شهدوا هذه الاحتفالية المباركة.