العويران لـ«عكاظ»: هدف بلجيكا غيّر حياتي
أكد أن صوره تصدرت الصحف الغربية.. وتلقى عروضاً للاحتراف الخارجي
الخميس / 16 / رمضان / 1439 هـ الخميس 31 مايو 2018 03:19
حاوره: حسين الشريف al_sharef4@
لا نذكر مشاركة المنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم إلا وتحضر ذكريات سعيد العويران إلى الأذهان، اللاعب الذي استطاع أن يحقق شهرة عالمية نتيجة للهدف العالمي الذي سجله في مونديال 1994. كما يعد سعيد العويران من الجيل الذهبي للكرة السعودية خلال القرن الماضي بتميزه الفني وكذلك لمشاركته مرتين في كأس العالم. «عكاظ» استرجعت معه ذكريات كأس العالم وأهم مراحل الكرة السعودية، وكانت حصيلة الحوار كالتالي:
•• ما أبرز الذكريات التي لا تزال تسكن ذاكرتك من مونديال كأس العالم 1994 في أمريكا، و1998 في فرنسا؟
• لا شك أن الذكريات كثيرة، ولكن أجمل ذكرى هي المشاركة في مونديال كأس العالم عام 1994 كأول مشاركة لنا، وكان حضورنا ولله الحمد مميزا بشهادة كافة وسائل الإعلام العالمية، وواجهنا الكثير من المواقف قبل انطلاق كأس العالم وبعدها، ومن المواقف التي لا ينساها اللاعبون قبل كأس العالم هي معسكر المنتخب، إذ تم إلزام المنتخب بالمعسكر طوال الموسم، مما أثر كثيرا على اللاعبين إلى أن سمح الأمير فيصل بن فهد رحمه الله بإحضار عائلات اللاعبين خلال معسكر جدة.
هزيمة اليونان
ومن الذكريات التي لا تنسى قبل كأس العالم، هزيمتنا أمام اليونان في المباراة الودية خلال معسكرنا، وخسرناها بنتيجة 5/0 وكان وقعها قوياً على اللاعبين، ولاسيما بعدما نشر في عدد من وسائل الإعلام أن المنتخب السعودي سيكون ممراً سهلاً للمنتخبات، ولكن أتذكر كلمات الأمير فيصل بن فهد رحمه الله قبل انطلاق كأس العالم عندما بث فينا الثقة والعزيمة والروح ودخلنا أول مباراة بثقة كبيرة ودون رهبة وقدمنا واحدة من أجمل مبارياتنا في المونديال برغم خسارتنا 2/1، وأتذكر أن الصحف في تلك الفترة كتبت «منتخب الصحراء يحرج الطواحين»، وقد اجتمع معنا بعد المباراة الأمير فيصل بن فهد، وقال كنت واثقا أنكم ستقدمون صورة مشرفة عن المملكة، وعندي ثقة كبيرة بأن المنتخب سيحقق الفوز، ونقل لنا سلام الملك فهد رحمه الله الذي تواصل معنا وحثنا على مضاعفة الجهد، وقد كان لكلمات الأمير فيصل بن فهد مفعول السحر في روح اللاعبين، إذ دخلنا منذ أول مباراة بروح وتركيز عالٍ، وحتى مباراة المغرب رغم خسارتنا الأولى إلا أننا بحثا عن الفوز، والحمد لله تحقق ذلك، وأمام بلجيكا الذي تصدر المجموعة وحققنا الفوز وتأهلنا للدور الثاني.
•• ما هو أجمل موقف؟
• بعد مباراة المغرب كتبت بعض الصحف الغربية أن المنتخب البلجيكي سيفوز على المنتخب السعودي 9/0، وأن هناك مراهنات على ذلك من قبل شركات المراهنات، ولكن بتوفيق الله فزنا وتأهل المنتخب للدور الثاني، والجميل أن الجمهور عمل لنا زفة من الملعب إلى الفندق، وكانت هناك جماهير غير سعودية بعضها عرب وبعضها أوروبية، واستمر معنا الجمهور حتى دخلنا الفندق، وقد حاصرنا عند مدخل مقر السكن وواجهنا صعوبة في الدخول بسبب الكثافة الجماهيرية، ولم نستطع كلاعبين الصعود إلى غرفنا في الفندق في مدينة واشنطن إلا عن طريق الأمن الصناعي الموجود، حتى العاملون بالفندق لم يستطيعوا القيام بأعمالهم على اعتبار أن «اللوبي» كان مكتظاً بالجماهير.
وأتذكر أن الصحافة البلجيكية كتبت قبل المباراة «ننتظر فوزاً كبيراً»، إضافة إلى ما سمعناه من أن هناك شركات للمراهنات كانت وضعت مبالغ كبيرة على أن النتيجة 9/0، وكان حديث الأمير فيصل بن فهد رحمه الله خلال اجتماعه بنا، الذي قال فيه «إن الجميع يرشح المنتخب البلجيكي للفوز، ولكن نحن واثقون بكم، ونحن عطفا على ما شاهدناه خلال المباراتين الماضيتين سعيدون بأدائكم، وعندي ثقة بكم لتحقيق نتائج إيجابية»، ونزلنا المباراة بروح عالية لتحقيق شيء، وخصوصا عندما نتذكر أن هناك من يراهن على خسارتنا بهذه النتيجة الكبيرة، لذا كان حضورنا الفني والبدني والروح عالية جداً، وحقيقة مشاركتنا في كأس العالم 1994 كانت مشاركة استثنائية في كل شيء.
عروض احترافية
•• هل وصلت لك عروض في تلك الفترة؟
• نعم لقد تلقيت عروضا عدة، منها في الدوري البرتغالي، وبعضها من أندية إسبانية، ولعلي أتذكر أن السماسرة كانوا موجودين في الملعب، وأول ما انتهت المباراة طلبوني لعمل تحليل المنشطات، وبعد ذلك وأنا خارج من الملعب وجدت بعض السماسرة يطلبون مني موعداً، لأن لديهم عروضاً احترافية، ونظراً لتأخري عن الباص كنت مستعجلاً وذهبت بسرعة، وبعد ذلك حضروا إلى الفندق وعرضوا علي عروضاً عدة جادة، وأتذكر أن أحد العروض قيمته 4 ملايين دولار، إلا أن إدارة المنتخب طلبت تأجيل ذلك الأمر إلى نهاية كأس الخليج الذي كان يمثل عقدة للمنتخب السعودي، وفي نفس الوقت كان الموعد بعد نهاية كأس العالم بثلاثة أشهر، وكان المسؤولون يرغبون في المشاركة في كأس الخليج بالمنتخب الأول الذي لعب في كأس العالم ما عدا ماجد عبدالله ومحمد عبدالجواد، اللذين أعلنا اعتزالهما من أجل تحقيقه، وبالفعل تمكن المنتخب من الفوز به.
وكان هناك لاعبون مطلوبون للاحتراف، وأتذكر أن بعض السماسرة حضروا إلى الباص الخاص بالمنتخب يبحثون عن خالد مسعد وأحمد جميل، ولكن كما ذكرت بأن الظروف والأنظمة لا تسمح بالاحتراف الخارجي، لأنه بصراحة لاعب مثل خالد مسعد مؤهل في ذلك الوقت للاحتراف الخارجي في أي ناد في العالم. ومن المواقف التي أتذكرها أيضاً أن إحدى الشركات حضرت قبل مباراة منتخبنا أمام السويد في الدور الثاني، وعرضت علي إعلاناً لمشروب بمليون دولار، ولكن رفضت بعدما نبهني فهد الدهمش يرحمه الله أن هذا الإعلان مخالف للشريعة الإسلامية، ووعدني الاتحاد السعودي بالتعويض ولم يتم. وأيضا هناك مكافأة مليون دولار لأي لاعب تكون صورته غلافاً في الصحف العالمية، والحمد لله كانت صورتي غلافاً لتلك الصحف بعد مباراة بلجيكا، ولكن لم أعلم عن تلك المكافأة إلا بعد فترة من الزمن.
أجواء إيجابية
•• كيف كانت أجواء المعسكر؟
• الأجواء كانت جميلة وتدعو لتحقيق نتائج إيجابية، حيث كان هناك عدد من اللاعبين المميزين، فإلى جانب محمد عبدالجواد وماجد عبدالله وأحمد جميل كان هناك مسعد ومحمد الخليوي رحمه الله والدعيع والجابر وحمزة إدريس والغشيان، وللأمانة جميع اللاعبين كانوا على قلب رجل واحد، حتى الإعلاميون الموجودون معنا في أمريكا كانوا يعيشون روح الأسرة الواحدة، فالجميع كان مستشعراً قيمة المشاركة وأهمية الظهور بالمظهر الأفضل كوننا نمثل أغلى ثرى، والحمد لله أعتقد أننا نجحنا في رسم صورة جميلة للكرة السعودية، كما كان للجهاز الإداري دور كبير في تسهيل متطلبات اللاعبين، وأحب أن أذكر دور الراحل فهد الدهمش ذلك الرجل الخلوق جدا، الذي كان بمثابة الأخ الأكبر لجميع اللاعبين، وكان ينفذ توجيهات الأمير فيصل بن فهد والأمير سلطان بن فهد، كما كان ينقل الصورة الحسنة عن اللاعبين للمسؤولين بهدف رفع الروح لدى اللاعبين، نسأل الله في هذه الأيام المباركة أن يرحمه ويغفر له.
كما أن المنتخب كان معسكراً ما يقارب سنة كاملة وهذه فترة طويلة وكان لفهد الدهمش دور كبير في تخفيف الضغوطات على اللاعبين، والحمد لله تعبنا لم يذهب هدرا، وللأمانة كانت هناك بعض القفشات التي كانا يقوم بها فهد المهلل وفهد الغشيان وحمزة صالح. كما أتذكر أن المدرب الأرجنتيني سولاري كان قريباً جدا من اللاعبين ويحب الانضباطية، وأعتقد أن واحدا من أهم أسباب عدم مشاركة فهد المهلل في نهائيات كأس العالم هو تأخره في الفترة الصباحية.
الهدف التاريخي
•• ما قصة الهدف التاريخي الذي سجلته في شباك البلجيك؟
• أكذب عليك إن قلت لك إني كنت متوقعاً أن أسجل هدفاً بهذه الطريقة، ولكن كان لدي هاجس التسجيل، فكل المهاجمين كانوا يرغبون بهدف يدون اسمهم في كأس العالم، فكل كرة تمر كنت أفكر بتسجيلها لكن الظروف لم تساعدني لتحقيق ذلك، وعندما استلمت الكرة من محمد عبدالجواد (صانع الأهداف التاريخية في المنتخب) سرت للأمام وأنا كلي ثقة، خصوصا بعد كلمات الأمير فيصل بن فهد، الذي حفزنا على الثقة، وشتتت تركيز المدافعين تحركات ماجد عبدالله وحمزة إدريس، حتى تمكنت من التسجيل، وكان لدي إحساس بتسجيل هدف آخر إلا أنني لم أتمكن ولاسيما في مباراة السويد التي لم نكن نحن نستحق الخسارة الغريبة بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.
•• وماذا عن مشاركتك في كأس العالم 1998 في فرنسا؟
• حقيقة مشاركة مختلفة في كل شيء وأعتقد أن المنتخب في تلك المرحلة افتقد للكثير من النجوم وأصحاب الخبرة أمثال ماجد عبدالله ومحمد عبدالجواد وأحمد جميل، كما أن مشاركتي جاءت بعد انقطاع ولم أكن جاهزاً 100%، وقد تعرضنا لخسارة موجعة من فرنسا برباعية ساهمت في قتل الروح والطموح، وقد تم استبعادي من المباراة الأخيرة أمام جنوب أفريقيا لعدم جاهزيتي.
•• ما أجمل مباراة لك؟
• مباراة منتخبنا أمام بلجيكا، فقد غيرت حياتي أيضا، ومباراة أخرى كانت في الدور الثاني أمام السويد، فقد قدم منتخبنا مباراة كبيرة وكان لا يستحق الخسارة.
•• ما نصيحتك للاعبي المنتخب المشاركين في كأس العالم بروسيا 2018؟
• أولا أنصحهم بكسب الثقة في أدائهم وتقديم كل ما لديهم وإبراز إمكاناتهم، لأن من عيوب اللاعب السعودي في المشاركات العالمية أنه لا يظهر إمكاناته أو يقدم ما يملكه من مهارات كلاعب، لذا علينا التخلص من رهبة المباريات، واللعب على المرتدة، ولاسيما أن المجموعة الحالية تمتاز بالكرات البينية، ومع وجود سالم الدوسري وفهد المولد من الممكن أن نحقق نتائج جيدة في الكرات الطويلة.
•• هل تتوقع أن تتاهل للدور الثاني؟
• بإذن الله يقدم المنتخب السعودي صورة حقيقية لكرة القدم السعودية.
•• كلمة أخيرة
• أتمنى من الجميع الوقوف مع المنتخب خلال المرحلة القادمة من أجل الظهور بنتائج إيجابية، وأنا على يقين بأن اللاعب السعودي عندما يريد أن يحقق شيئاً سيحققه، فالروح والتركيز في المعسكر أحد أهم أسباب بروز اللاعب.
فيصل بن فهد سمح للاعبين بإحضار عائلاتهم إلى المعسكر
مراهنات
عالمية أكدت على خسارتنا أمام بلجيكا وفزنا بالروح
رفضت الاحتراف الخارجي من أجل كأس الخليج
•• ما أبرز الذكريات التي لا تزال تسكن ذاكرتك من مونديال كأس العالم 1994 في أمريكا، و1998 في فرنسا؟
• لا شك أن الذكريات كثيرة، ولكن أجمل ذكرى هي المشاركة في مونديال كأس العالم عام 1994 كأول مشاركة لنا، وكان حضورنا ولله الحمد مميزا بشهادة كافة وسائل الإعلام العالمية، وواجهنا الكثير من المواقف قبل انطلاق كأس العالم وبعدها، ومن المواقف التي لا ينساها اللاعبون قبل كأس العالم هي معسكر المنتخب، إذ تم إلزام المنتخب بالمعسكر طوال الموسم، مما أثر كثيرا على اللاعبين إلى أن سمح الأمير فيصل بن فهد رحمه الله بإحضار عائلات اللاعبين خلال معسكر جدة.
هزيمة اليونان
ومن الذكريات التي لا تنسى قبل كأس العالم، هزيمتنا أمام اليونان في المباراة الودية خلال معسكرنا، وخسرناها بنتيجة 5/0 وكان وقعها قوياً على اللاعبين، ولاسيما بعدما نشر في عدد من وسائل الإعلام أن المنتخب السعودي سيكون ممراً سهلاً للمنتخبات، ولكن أتذكر كلمات الأمير فيصل بن فهد رحمه الله قبل انطلاق كأس العالم عندما بث فينا الثقة والعزيمة والروح ودخلنا أول مباراة بثقة كبيرة ودون رهبة وقدمنا واحدة من أجمل مبارياتنا في المونديال برغم خسارتنا 2/1، وأتذكر أن الصحف في تلك الفترة كتبت «منتخب الصحراء يحرج الطواحين»، وقد اجتمع معنا بعد المباراة الأمير فيصل بن فهد، وقال كنت واثقا أنكم ستقدمون صورة مشرفة عن المملكة، وعندي ثقة كبيرة بأن المنتخب سيحقق الفوز، ونقل لنا سلام الملك فهد رحمه الله الذي تواصل معنا وحثنا على مضاعفة الجهد، وقد كان لكلمات الأمير فيصل بن فهد مفعول السحر في روح اللاعبين، إذ دخلنا منذ أول مباراة بروح وتركيز عالٍ، وحتى مباراة المغرب رغم خسارتنا الأولى إلا أننا بحثا عن الفوز، والحمد لله تحقق ذلك، وأمام بلجيكا الذي تصدر المجموعة وحققنا الفوز وتأهلنا للدور الثاني.
•• ما هو أجمل موقف؟
• بعد مباراة المغرب كتبت بعض الصحف الغربية أن المنتخب البلجيكي سيفوز على المنتخب السعودي 9/0، وأن هناك مراهنات على ذلك من قبل شركات المراهنات، ولكن بتوفيق الله فزنا وتأهل المنتخب للدور الثاني، والجميل أن الجمهور عمل لنا زفة من الملعب إلى الفندق، وكانت هناك جماهير غير سعودية بعضها عرب وبعضها أوروبية، واستمر معنا الجمهور حتى دخلنا الفندق، وقد حاصرنا عند مدخل مقر السكن وواجهنا صعوبة في الدخول بسبب الكثافة الجماهيرية، ولم نستطع كلاعبين الصعود إلى غرفنا في الفندق في مدينة واشنطن إلا عن طريق الأمن الصناعي الموجود، حتى العاملون بالفندق لم يستطيعوا القيام بأعمالهم على اعتبار أن «اللوبي» كان مكتظاً بالجماهير.
وأتذكر أن الصحافة البلجيكية كتبت قبل المباراة «ننتظر فوزاً كبيراً»، إضافة إلى ما سمعناه من أن هناك شركات للمراهنات كانت وضعت مبالغ كبيرة على أن النتيجة 9/0، وكان حديث الأمير فيصل بن فهد رحمه الله خلال اجتماعه بنا، الذي قال فيه «إن الجميع يرشح المنتخب البلجيكي للفوز، ولكن نحن واثقون بكم، ونحن عطفا على ما شاهدناه خلال المباراتين الماضيتين سعيدون بأدائكم، وعندي ثقة بكم لتحقيق نتائج إيجابية»، ونزلنا المباراة بروح عالية لتحقيق شيء، وخصوصا عندما نتذكر أن هناك من يراهن على خسارتنا بهذه النتيجة الكبيرة، لذا كان حضورنا الفني والبدني والروح عالية جداً، وحقيقة مشاركتنا في كأس العالم 1994 كانت مشاركة استثنائية في كل شيء.
عروض احترافية
•• هل وصلت لك عروض في تلك الفترة؟
• نعم لقد تلقيت عروضا عدة، منها في الدوري البرتغالي، وبعضها من أندية إسبانية، ولعلي أتذكر أن السماسرة كانوا موجودين في الملعب، وأول ما انتهت المباراة طلبوني لعمل تحليل المنشطات، وبعد ذلك وأنا خارج من الملعب وجدت بعض السماسرة يطلبون مني موعداً، لأن لديهم عروضاً احترافية، ونظراً لتأخري عن الباص كنت مستعجلاً وذهبت بسرعة، وبعد ذلك حضروا إلى الفندق وعرضوا علي عروضاً عدة جادة، وأتذكر أن أحد العروض قيمته 4 ملايين دولار، إلا أن إدارة المنتخب طلبت تأجيل ذلك الأمر إلى نهاية كأس الخليج الذي كان يمثل عقدة للمنتخب السعودي، وفي نفس الوقت كان الموعد بعد نهاية كأس العالم بثلاثة أشهر، وكان المسؤولون يرغبون في المشاركة في كأس الخليج بالمنتخب الأول الذي لعب في كأس العالم ما عدا ماجد عبدالله ومحمد عبدالجواد، اللذين أعلنا اعتزالهما من أجل تحقيقه، وبالفعل تمكن المنتخب من الفوز به.
وكان هناك لاعبون مطلوبون للاحتراف، وأتذكر أن بعض السماسرة حضروا إلى الباص الخاص بالمنتخب يبحثون عن خالد مسعد وأحمد جميل، ولكن كما ذكرت بأن الظروف والأنظمة لا تسمح بالاحتراف الخارجي، لأنه بصراحة لاعب مثل خالد مسعد مؤهل في ذلك الوقت للاحتراف الخارجي في أي ناد في العالم. ومن المواقف التي أتذكرها أيضاً أن إحدى الشركات حضرت قبل مباراة منتخبنا أمام السويد في الدور الثاني، وعرضت علي إعلاناً لمشروب بمليون دولار، ولكن رفضت بعدما نبهني فهد الدهمش يرحمه الله أن هذا الإعلان مخالف للشريعة الإسلامية، ووعدني الاتحاد السعودي بالتعويض ولم يتم. وأيضا هناك مكافأة مليون دولار لأي لاعب تكون صورته غلافاً في الصحف العالمية، والحمد لله كانت صورتي غلافاً لتلك الصحف بعد مباراة بلجيكا، ولكن لم أعلم عن تلك المكافأة إلا بعد فترة من الزمن.
أجواء إيجابية
•• كيف كانت أجواء المعسكر؟
• الأجواء كانت جميلة وتدعو لتحقيق نتائج إيجابية، حيث كان هناك عدد من اللاعبين المميزين، فإلى جانب محمد عبدالجواد وماجد عبدالله وأحمد جميل كان هناك مسعد ومحمد الخليوي رحمه الله والدعيع والجابر وحمزة إدريس والغشيان، وللأمانة جميع اللاعبين كانوا على قلب رجل واحد، حتى الإعلاميون الموجودون معنا في أمريكا كانوا يعيشون روح الأسرة الواحدة، فالجميع كان مستشعراً قيمة المشاركة وأهمية الظهور بالمظهر الأفضل كوننا نمثل أغلى ثرى، والحمد لله أعتقد أننا نجحنا في رسم صورة جميلة للكرة السعودية، كما كان للجهاز الإداري دور كبير في تسهيل متطلبات اللاعبين، وأحب أن أذكر دور الراحل فهد الدهمش ذلك الرجل الخلوق جدا، الذي كان بمثابة الأخ الأكبر لجميع اللاعبين، وكان ينفذ توجيهات الأمير فيصل بن فهد والأمير سلطان بن فهد، كما كان ينقل الصورة الحسنة عن اللاعبين للمسؤولين بهدف رفع الروح لدى اللاعبين، نسأل الله في هذه الأيام المباركة أن يرحمه ويغفر له.
كما أن المنتخب كان معسكراً ما يقارب سنة كاملة وهذه فترة طويلة وكان لفهد الدهمش دور كبير في تخفيف الضغوطات على اللاعبين، والحمد لله تعبنا لم يذهب هدرا، وللأمانة كانت هناك بعض القفشات التي كانا يقوم بها فهد المهلل وفهد الغشيان وحمزة صالح. كما أتذكر أن المدرب الأرجنتيني سولاري كان قريباً جدا من اللاعبين ويحب الانضباطية، وأعتقد أن واحدا من أهم أسباب عدم مشاركة فهد المهلل في نهائيات كأس العالم هو تأخره في الفترة الصباحية.
الهدف التاريخي
•• ما قصة الهدف التاريخي الذي سجلته في شباك البلجيك؟
• أكذب عليك إن قلت لك إني كنت متوقعاً أن أسجل هدفاً بهذه الطريقة، ولكن كان لدي هاجس التسجيل، فكل المهاجمين كانوا يرغبون بهدف يدون اسمهم في كأس العالم، فكل كرة تمر كنت أفكر بتسجيلها لكن الظروف لم تساعدني لتحقيق ذلك، وعندما استلمت الكرة من محمد عبدالجواد (صانع الأهداف التاريخية في المنتخب) سرت للأمام وأنا كلي ثقة، خصوصا بعد كلمات الأمير فيصل بن فهد، الذي حفزنا على الثقة، وشتتت تركيز المدافعين تحركات ماجد عبدالله وحمزة إدريس، حتى تمكنت من التسجيل، وكان لدي إحساس بتسجيل هدف آخر إلا أنني لم أتمكن ولاسيما في مباراة السويد التي لم نكن نحن نستحق الخسارة الغريبة بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.
•• وماذا عن مشاركتك في كأس العالم 1998 في فرنسا؟
• حقيقة مشاركة مختلفة في كل شيء وأعتقد أن المنتخب في تلك المرحلة افتقد للكثير من النجوم وأصحاب الخبرة أمثال ماجد عبدالله ومحمد عبدالجواد وأحمد جميل، كما أن مشاركتي جاءت بعد انقطاع ولم أكن جاهزاً 100%، وقد تعرضنا لخسارة موجعة من فرنسا برباعية ساهمت في قتل الروح والطموح، وقد تم استبعادي من المباراة الأخيرة أمام جنوب أفريقيا لعدم جاهزيتي.
•• ما أجمل مباراة لك؟
• مباراة منتخبنا أمام بلجيكا، فقد غيرت حياتي أيضا، ومباراة أخرى كانت في الدور الثاني أمام السويد، فقد قدم منتخبنا مباراة كبيرة وكان لا يستحق الخسارة.
•• ما نصيحتك للاعبي المنتخب المشاركين في كأس العالم بروسيا 2018؟
• أولا أنصحهم بكسب الثقة في أدائهم وتقديم كل ما لديهم وإبراز إمكاناتهم، لأن من عيوب اللاعب السعودي في المشاركات العالمية أنه لا يظهر إمكاناته أو يقدم ما يملكه من مهارات كلاعب، لذا علينا التخلص من رهبة المباريات، واللعب على المرتدة، ولاسيما أن المجموعة الحالية تمتاز بالكرات البينية، ومع وجود سالم الدوسري وفهد المولد من الممكن أن نحقق نتائج جيدة في الكرات الطويلة.
•• هل تتوقع أن تتاهل للدور الثاني؟
• بإذن الله يقدم المنتخب السعودي صورة حقيقية لكرة القدم السعودية.
•• كلمة أخيرة
• أتمنى من الجميع الوقوف مع المنتخب خلال المرحلة القادمة من أجل الظهور بنتائج إيجابية، وأنا على يقين بأن اللاعب السعودي عندما يريد أن يحقق شيئاً سيحققه، فالروح والتركيز في المعسكر أحد أهم أسباب بروز اللاعب.
فيصل بن فهد سمح للاعبين بإحضار عائلاتهم إلى المعسكر
مراهنات
عالمية أكدت على خسارتنا أمام بلجيكا وفزنا بالروح
رفضت الاحتراف الخارجي من أجل كأس الخليج