«تكافؤ النسب» على الطريقة البريطانية
الجمعة / 17 / رمضان / 1439 هـ الجمعة 01 يونيو 2018 03:15
بشرى فيصل السباعي
بينما لم يستفق الرأي العام لدينا من قضايا تفريق الأزواج المتمسكين ببعضهم بسبب بدعة «عدم تكافؤ النسب» التي تخالف سنة النبي الذي زوج عبيدا محررين بأشراف العرب، جاء عرس حفيد ملكة بريطانيا الأمير هاري الذي هو الرقم خمسة في تسلسل وراثة العرش البريطاني كدرس أخلاقي لأولئك المريضين بعنجهية الغرور والتكبر الذي قال النبي إن من كان فيه مثقال ذرة منه لن يدخل الجنة.
كما أنه كان درسا في النظرة للمرأة والأسس التي تخطب لأجلها، فعروس الأمير هاري؛ ميغان ماركل هي مطلقة أمريكية من أصل أفريقي لجهة أمها، ولهذا لها سمرة غامقة وملامح نصف أفريقية وتبلغ من العمر 36 عاما وأكبر من الأمير هاري بثلاث سنوات، وهي من أسرة متواضعة، وتعرف عليها هاري أثناء مشاركتهما في مناسبات مخصصة للأعمال الخيرية.
وهي ورغم كونها خريجة جامعية لكنها عملت فترة كنادلة في مطعم قبل أن تنجح بعملها وتصبح مليونيرة، كما أنها ناشطة في قضايا حقوق المرأة، واشتهرت منذ طفولتها عندما قامت في سن الحادية عشرة بمراسلة شركة منتجات تنظيف والقناة المحلية لإبداء اعتراضها على إعلان تجاري للشركة أظهر كأن طموح النساء هو فقط تنظيف البيت، فأوقفت الشركة الإعلان، وبعد طلاق والديها وعمرها ست سنوات عاشت مع أمها التي تنحدر من عائلة أفريقية كانت مستعبدة في جورجيا، ووالد ميغان مهاجر.
ورغم أن هاري محاط بالأميرات الشقراوات من كل الأعمار لكنه أحب جوهر وشخصية ميغان القوية، ولهذا لم تكن هناك أدنى أهمية لكل التصنيفات السطحية لها، ولم يعترض والده وجدته الملكة على زواجه من سليلة عائلة أفريقية كانت مستعبدة، بينما الأمير هاري سليل العائلة التي حكمت أكبر إمبراطورية في التاريخ لا تغيب عنها الشمس لامتداد رقعتها، وذلك ليس قبل آلاف أو مئات السنين إنما بحياة والده وجدته الموافقين على زواجه، وهذا الدرس يبرز ما الذي يجعل الغرب عظيما وجذابا للعالمين.
ففي الغرب رأينا مهاجرين عربا ومسلمين وأفارقة وآسيويين من الجنسين وصلوا لأن يصبحوا وزراء ورؤساء حكومات للدول الغربية، ولو كانوا في دول شرقية لبقوا مجرد مهمشين مضطهدين بلا أدنى إمكانية لتطوير أنفسهم وأوضاعهم، فمرضنا العضال في عالمنا العربي الذي دمر مجتمعاتنا وطرد موهوبيها وعطل تنميتها، وجعلها قليلة الجاذبية عالميا، وغارقة بحروب وصراعات دائمة هو؛ ثقافة «غرور الأنا» البدائي اللاواعي الذي يجعل لصاحبه فردا وجماعة أنماط العنجهية السطحية العنصرية الظالمة لكل من عداه، ويعتبرها مصدر فخره ومحور اختياراته ودوافعه وغاياته وليس الجوهر.
* كاتبة سعودية
bushra.sbe@gmail.com
كما أنه كان درسا في النظرة للمرأة والأسس التي تخطب لأجلها، فعروس الأمير هاري؛ ميغان ماركل هي مطلقة أمريكية من أصل أفريقي لجهة أمها، ولهذا لها سمرة غامقة وملامح نصف أفريقية وتبلغ من العمر 36 عاما وأكبر من الأمير هاري بثلاث سنوات، وهي من أسرة متواضعة، وتعرف عليها هاري أثناء مشاركتهما في مناسبات مخصصة للأعمال الخيرية.
وهي ورغم كونها خريجة جامعية لكنها عملت فترة كنادلة في مطعم قبل أن تنجح بعملها وتصبح مليونيرة، كما أنها ناشطة في قضايا حقوق المرأة، واشتهرت منذ طفولتها عندما قامت في سن الحادية عشرة بمراسلة شركة منتجات تنظيف والقناة المحلية لإبداء اعتراضها على إعلان تجاري للشركة أظهر كأن طموح النساء هو فقط تنظيف البيت، فأوقفت الشركة الإعلان، وبعد طلاق والديها وعمرها ست سنوات عاشت مع أمها التي تنحدر من عائلة أفريقية كانت مستعبدة في جورجيا، ووالد ميغان مهاجر.
ورغم أن هاري محاط بالأميرات الشقراوات من كل الأعمار لكنه أحب جوهر وشخصية ميغان القوية، ولهذا لم تكن هناك أدنى أهمية لكل التصنيفات السطحية لها، ولم يعترض والده وجدته الملكة على زواجه من سليلة عائلة أفريقية كانت مستعبدة، بينما الأمير هاري سليل العائلة التي حكمت أكبر إمبراطورية في التاريخ لا تغيب عنها الشمس لامتداد رقعتها، وذلك ليس قبل آلاف أو مئات السنين إنما بحياة والده وجدته الموافقين على زواجه، وهذا الدرس يبرز ما الذي يجعل الغرب عظيما وجذابا للعالمين.
ففي الغرب رأينا مهاجرين عربا ومسلمين وأفارقة وآسيويين من الجنسين وصلوا لأن يصبحوا وزراء ورؤساء حكومات للدول الغربية، ولو كانوا في دول شرقية لبقوا مجرد مهمشين مضطهدين بلا أدنى إمكانية لتطوير أنفسهم وأوضاعهم، فمرضنا العضال في عالمنا العربي الذي دمر مجتمعاتنا وطرد موهوبيها وعطل تنميتها، وجعلها قليلة الجاذبية عالميا، وغارقة بحروب وصراعات دائمة هو؛ ثقافة «غرور الأنا» البدائي اللاواعي الذي يجعل لصاحبه فردا وجماعة أنماط العنجهية السطحية العنصرية الظالمة لكل من عداه، ويعتبرها مصدر فخره ومحور اختياراته ودوافعه وغاياته وليس الجوهر.
* كاتبة سعودية
bushra.sbe@gmail.com