«الجزيرة».. 22 عاماً من «تجميل الإرهاب» وتسويقه!
بوق الكراهية يحتضر!
الجمعة / 17 / رمضان / 1439 هـ الجمعة 01 يونيو 2018 23:21
عبدالرحمن باوزير (جدة) A_Bawazier@
في نوفمبر القادم، تكون شبكة قناة الجزيرة قد أكملت عامها الـ 22 في دنيا الفضاء العربي والعالمي، ولم يكن دعم «الجزيرة»، التي أنشأها القطريون على أنقاض «BBC» العربية بعد أشهر من انقلاب حمد بن خليفة على والده صيف 1995، لتنظيم القاعدة الإرهابي بالأمر الطارئ، إذ ارتبط زعيم التنظيم الهالك أسامة بن لادن بالقناة منذ وقت مبكر، وكانت هي القناة الحصرية في العالم التي تبث رسائله وتهديداته.
علاقة محكمة نسجتها القناة المسنودة من أعلى رأس في هرم السلطة القطرية حينها (أمير البلاد حمد بن خليفة) مع زعيم تنظيم القاعدة الغاضب من كل شيء، ويبدو أن براغماتية «الإخوان المسلمين» المتبقية في ذهن بن لادن سمحت له بتجاوز كثير من التناقضات القطرية، ففي وقت تدعم الدوحة المتطرفين على كافة الأصعدة المالية واللوجستية، تضم أرضها قاعدة أمريكية ضخمة، ويمد النظام القطري يده صوب إسرائيل ليحيك المؤامرات.
ومنذ أن شرعت قناة «الجزيرة» أبوابها، وجد بن لادن ورفاق السلاح ضالتهم في القناة الوليدة القطرية، التي بدت معقلاً لخطابات التطرف والكراهية التي تلائم بن لادن ورفاقه، وأطل بن لادن على شاشة الجزيرة أكثر من مرة متحدثاً ومبشراً بـ«مشروعه الجهنمي» الذي سيشعل نيراناً لن تُطفأ.
وقبل إطلالته الأولى في «الجزيرة» توقفت الطائرة، التي تقل أسامة بن لادن القادمة من السودان والمتوجهة إلى أفغانستان، في الدوحة عام 1996 ووعدت حينها الحكومة القطرية بن لادن بالدعم المالي واللوجستي في مشروعه الإرهابي -بحسب تأكيد رئيس الاستخبارات السعودي السابق الأمير تركي الفيصل في لقاء مع وكالة سبوتنيك الروسية.
وما هي إلا عدة أعوام، حتى اهتز العالم أجمع من صدى هجمة 11/9، وبدت «الجزيرة» متقدمة على وسائل الإعلام العالمية في بث خطابات «القاعدة» وتفاصيل الهجوم، حتى أنها أعدت فيلماً وثائقياً عن الحادثة، اعتبره مراقبون بأنه لا يتعدى من كونه «فيلماً دعائياً لتنظيم القاعدة الإرهابي».
واعترف الإعلامي المصري يسري فودة في كتابه «في طريق الأذى: من معاقل القاعدة إلى حواضن داعش» الصادر عام 2014، بدور أمير قطر السابق وفاعليته في دعم «الجزيرة» للتطرف، إذ سرد تفاصيل لقاء جمعه بحمد بن خليفة في عشاء لندني بصحبة رئيس مجلس إدارة القناة حمد بن ثامر آل ثاني، بعد أيام من لقائه برئيس اللجنة العسكرية لتنظيم القاعدة خالد شيخ محمد، والمنسق العام لعملية 11 سبتمبر رمزي بن الشيبة في كراتشي.
وقال فودة في شهادته إن أمير قطر كان متحمساً للحصول على أشرطة لقائه بعضوي التنظيم المهمين في كراتشي، ورغم محاولة فودة التعذر بدخول وسطاء يطلبون «تبرعاً مالياً كبيراً» للحصول على الأشرطة يصل إلى مليون دولار، إلا أنه وافق على الأمر، بيد أن تفاصيل كيفية الوصول إلى الأشرطة التي أخرجت فيلم «الطريق إلى منهاتن».
ولم تكن معرفة التورط القطري مع القاعدة والتنظيمات الإرهابية بحاجة إلى مزيد من الجهد، كون الشواهد تنعكس بشكل يومي على شاشة قناة الجزيرة، ففي صيف 2006، ظلت «الجزيرة» بوقاً دعائياً لحزب الله في مغامرته التي كلفت اللبنانيين الكثير، وقبلها بعام تبنت رواية مثيرة للسخرية في حادثة اغتيال رفيق الحريري، في محاولة لصرف الأنظار عن تورط حزب الله في جريمة الاغتيال، حتى أنها بثت شريطاً مصوراً بعد الانفجار بدقائق يتضمن اعترافاً مكذوباً لشخص تبنى الجريمة ويدعى أحمد أبو عدس.
منعطفات كثيرة أظهرت فيها القناة المُسيرة من الديوان الأميري في الدوحة ترابطها الفكري مع التنظيمات المتطرفة، كما ساهمت في انتشار الأفكار التكفيرية عبر خطابات كبار تنظيم الجماعات الإرهابية، بدءا من بن لادن ووصولاً إلى حسن نصر الله وأبو يحيى الليبي وأيمن الظواهري والوحيشي، والجولاني والبغدادي، حتى أنها بثت لقاءين مع الجولاني في محاولة لتلميع صورته في الداخل السوري وتحسينها في الإطار الدولي.
ومع مرور عام على مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب لقطر، تلاشى تأثير قناة «الجزيرة»، وبدت مفضوحة، وزادتها أيام المقاطعة افتضاحاً.
علاقة محكمة نسجتها القناة المسنودة من أعلى رأس في هرم السلطة القطرية حينها (أمير البلاد حمد بن خليفة) مع زعيم تنظيم القاعدة الغاضب من كل شيء، ويبدو أن براغماتية «الإخوان المسلمين» المتبقية في ذهن بن لادن سمحت له بتجاوز كثير من التناقضات القطرية، ففي وقت تدعم الدوحة المتطرفين على كافة الأصعدة المالية واللوجستية، تضم أرضها قاعدة أمريكية ضخمة، ويمد النظام القطري يده صوب إسرائيل ليحيك المؤامرات.
ومنذ أن شرعت قناة «الجزيرة» أبوابها، وجد بن لادن ورفاق السلاح ضالتهم في القناة الوليدة القطرية، التي بدت معقلاً لخطابات التطرف والكراهية التي تلائم بن لادن ورفاقه، وأطل بن لادن على شاشة الجزيرة أكثر من مرة متحدثاً ومبشراً بـ«مشروعه الجهنمي» الذي سيشعل نيراناً لن تُطفأ.
وقبل إطلالته الأولى في «الجزيرة» توقفت الطائرة، التي تقل أسامة بن لادن القادمة من السودان والمتوجهة إلى أفغانستان، في الدوحة عام 1996 ووعدت حينها الحكومة القطرية بن لادن بالدعم المالي واللوجستي في مشروعه الإرهابي -بحسب تأكيد رئيس الاستخبارات السعودي السابق الأمير تركي الفيصل في لقاء مع وكالة سبوتنيك الروسية.
وما هي إلا عدة أعوام، حتى اهتز العالم أجمع من صدى هجمة 11/9، وبدت «الجزيرة» متقدمة على وسائل الإعلام العالمية في بث خطابات «القاعدة» وتفاصيل الهجوم، حتى أنها أعدت فيلماً وثائقياً عن الحادثة، اعتبره مراقبون بأنه لا يتعدى من كونه «فيلماً دعائياً لتنظيم القاعدة الإرهابي».
واعترف الإعلامي المصري يسري فودة في كتابه «في طريق الأذى: من معاقل القاعدة إلى حواضن داعش» الصادر عام 2014، بدور أمير قطر السابق وفاعليته في دعم «الجزيرة» للتطرف، إذ سرد تفاصيل لقاء جمعه بحمد بن خليفة في عشاء لندني بصحبة رئيس مجلس إدارة القناة حمد بن ثامر آل ثاني، بعد أيام من لقائه برئيس اللجنة العسكرية لتنظيم القاعدة خالد شيخ محمد، والمنسق العام لعملية 11 سبتمبر رمزي بن الشيبة في كراتشي.
وقال فودة في شهادته إن أمير قطر كان متحمساً للحصول على أشرطة لقائه بعضوي التنظيم المهمين في كراتشي، ورغم محاولة فودة التعذر بدخول وسطاء يطلبون «تبرعاً مالياً كبيراً» للحصول على الأشرطة يصل إلى مليون دولار، إلا أنه وافق على الأمر، بيد أن تفاصيل كيفية الوصول إلى الأشرطة التي أخرجت فيلم «الطريق إلى منهاتن».
ولم تكن معرفة التورط القطري مع القاعدة والتنظيمات الإرهابية بحاجة إلى مزيد من الجهد، كون الشواهد تنعكس بشكل يومي على شاشة قناة الجزيرة، ففي صيف 2006، ظلت «الجزيرة» بوقاً دعائياً لحزب الله في مغامرته التي كلفت اللبنانيين الكثير، وقبلها بعام تبنت رواية مثيرة للسخرية في حادثة اغتيال رفيق الحريري، في محاولة لصرف الأنظار عن تورط حزب الله في جريمة الاغتيال، حتى أنها بثت شريطاً مصوراً بعد الانفجار بدقائق يتضمن اعترافاً مكذوباً لشخص تبنى الجريمة ويدعى أحمد أبو عدس.
منعطفات كثيرة أظهرت فيها القناة المُسيرة من الديوان الأميري في الدوحة ترابطها الفكري مع التنظيمات المتطرفة، كما ساهمت في انتشار الأفكار التكفيرية عبر خطابات كبار تنظيم الجماعات الإرهابية، بدءا من بن لادن ووصولاً إلى حسن نصر الله وأبو يحيى الليبي وأيمن الظواهري والوحيشي، والجولاني والبغدادي، حتى أنها بثت لقاءين مع الجولاني في محاولة لتلميع صورته في الداخل السوري وتحسينها في الإطار الدولي.
ومع مرور عام على مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب لقطر، تلاشى تأثير قناة «الجزيرة»، وبدت مفضوحة، وزادتها أيام المقاطعة افتضاحاً.