رياضة

الرشودي يحارب سمنة القصيم «بالتطوع»

تحول إلى مدرب لياقة بعد معاناته من الوزن الزائد

جانب من التدريبات.

عبدالرحمن الحجاب (الرياض) abomroan999@

لو خضنا في غمار العديد من الأعمال التطوعية التي يقدمها أبناء المملكة العربية السعودية لوجدنا هناك الكثير من الأشخاص الذين يتصدون لتحمل مسؤولية ذلك العمل الإنساني، فالعمل التطوعي يقدمه الشخص بلا مقابل لوطنه وأهله ومجتمعه، وهو إسهام في تحمل المسؤولية، ولا ننسى أنه خدمة إنسانية وطنية.

حديثنا هنا عن مدرب اللياقة البدنية السعودي إبراهيم الرشودي الذي استقبله وكرمه أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز في قصره بمدينة بريدة؛ نظير ما يقدمه من خدمة مجتمعية في العمل التطوعي لعدد من أفراد المجتمع من هواة الرياضة، مبديا سموه فخره واعتزازه بالنماذج المشرفة للعمل التطوعي من أبناء المنطقة بصفة خاصة والوطن بصفة عامة.

الرشودي كشف لـ«عكاظ» عمله التطوعي اللياقي الذي يقدمه لمجتمعه، إذ يوجد يوميا فيه قبل صلاة المغرب بساعة، وتحديداً بمدينة بريدة بمضمار حديقة الرفيعة، مؤكدا بأن سبب التوجه إلى هذا العمل التطوعي يعود إلى السمنة التي كانت عائقاً له في حياته، إذ كان يبلغ وزنه قبل 15 سنة 180 كيلوغراما، توجه حينها إلى ممارسة اللياقة البدنية إلى أن قل وزنه حتى وصل إلى 100 كيلو، ومن هنا بدأت فكرة الرياضة المجتمعية لخدمة الجميع، ونشر ثقافة الرياضة، مشيرا إلى أنه بدأ عمله التطوعي قبل 6 سنوات من الآن.

وعن الصعوبات التي واجهته، قال: «الصعوبات عديدة لكن أهمها قلة الأدوات المخصصة لأداء التمارين السويدية، إضافة إلى عدم وجود مكان مخصص لتأدية التمارين»، مشيرا إلى أنه يعاني من التوافق بين عمله التعليمي والتطوعي، متمنيا من إدارة التعليم في القصيم أن توجد حلا لمعاناته.

وأضاف أن عدد المتدربين معه وصل لنحو 300 شخص، ولا يزال يطمح للمزيد، وقد انهالت عليه عروض عدة من أندية وغيرها لكنه رفض؛ لأنه يرى أن الفكرة ليست تجارية بل مجتمعية تطوعية، فبعض الأشخاص لا يستطيع دفع مبالغ مالية كي يشترك بأحد الأندية، إضافة إلى أنه يهدف إلى نشر ثقافة العمل التطوعي بين أفراد المجتمع.

وعن استقبال أمير القصيم له قبل أيام، قال: «الحمد لله الذي أكرمني بمقابلة الغالي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، الذي أعجز عن شكره على هذه الدعوة الأبوية الحنونة، وبصراحة غمرني بلطفه وبساطته، وأنا أعتبر تكريمه لي أعظم وأميز تكريم حصلت عليه في حياتي».

وأشاد بالدور الذي يقدمه رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ فيما يتعلق بالرياضة المجتمعية وتوعية المواطنين والمقيمين بضرورة ممارسة الرياضة بأنواعها كافة، متمنيا من الهيئة أن تطلق برنامجا باسم «الرياضة للجميع». وقال عن ذلك: «أنا الآن أعمل على تطبيق هذا البرنامج لمجتمعي تطوعاً، وطلبي من رئيس الهيئة توجيه المختصين بالرياضة لوضع أماكن عامة لممارسة التدريبات السويدية، حتى تتسنى لغير القادر على دفع مبالغ باهظة للأندية التجارية ممارسة هذه الرياضة بكل يسر وسهولة، ونحن تعودنا من معاليه المبادرات المستمرة لأبناء وطنه، وعن نفسي سأستمر في عملي التطوعي لخدمة مملكتي الغالية لمواكبة رؤية 2030».