على حافة بعيدة باتجاه الشمال الغربي في الوطن الممتد بنبضه وعطائه.. تقف حالة عمار عريضة تطل على دول الشمال العربي والدول الإسلامية من الأردن إلى فلسطين وإلى سورية ولبنان وتركيا وحتى بعض الجمهوريات الإسلامية، إذ يستقبل المنفذ كل عام آلاف الزوار والحجاج القادمين للمملكة بحثا عن فرص العمل والكسب الحلال.

40 عمرة

في حالة عمار كل شيء هادئ رغم أنها تبعد عن وسط المدينة بنحو 120 كيلو مترا وتوجد بالمنفذ مدينة متكاملة وتشرف عليها إمارة تبوك وتواصل الجهات الحكومية المشاركة بالمنفذ تقديم خدماتها بتنسيق تام وإستراتيجية أداء رفيعة المستوى على مدار الساعة. ورصدت «عكاظ» سير العمل في المنفذ والآليات التي تساعد على تسهيل إجراءات القادمين من كافة الدول. وعن ذلك، قال ياسين محمود العبد من فلسطين (64 عاما) إنه حج 4 مرات واعتمر 40 عمرة زار خلالها مكة المكرمة والمدينة وهو رقم كبير وفي كل مرة وجد منفذ حالة عمار مختلفا للأفضل على مستوى الخدمات، أما أم فايز (55 عاما) من مخيم كلنديا الواقع بين رام الله والقدس فأشارت إلى أنها أدت فريضة الحج من قبل والآن تؤدي العمرة للمرة الرابعة وتثني على حسن الاستقبال والحفاوة وتضم فادية محمد من فلسطين (28 عاما) صوتها لرفيقتها، وتقول إنها جاءت من رام الله وسعيدة لأداء العمرة للمرة الأولى في حياتها، وتتمنى أن تتكرر زياراتها للسعودية.

ومن جانبه قال المعتمر محمد عودة عوض من مدينة الخليل التي تبعد عن القدس 50 كيلو مترا إنه أدى فريضة الحج مرتين وها هو الآن قادم لأداء العمرة متجها لمكة المكرمة، مشيرا إلى أنه يعمل بتجارة المواشي في فلسطين وهي مصدر رزقه الوحيد لإعالة أسرته المكونة من 19 ولدا وبنتا نسأل الله أن يبارك له فيهم.

ثوانٍ لا دقائق

«عكاظ» التقت مساعد مدير جوازات منطقة تبوك العميد عبدالله راجح الشيخي الذي قال إن الإجراءات لجميع القادمين سواء من ضيوف الرحمن أم من المسافرين تتم بسهولة، وبحكم أن المنفذ بري يأتي إلينا من الأشقاء من فلسطين ومن مصر ومن الأردن، هؤلاء الأكثر بالنسبة للعمرة، أما للحج فهناك دول كثيرة حتى من شمال أوروبا والدول المستقلة الإسلامية كالشيشان وروسيا وغيرها من الجمهوريات الإسلامية التي تصل إلى 14 دولة، والمنفذ هو المعتمد للحجاج والمعتمرين والجميع هنا مجندون لخدمتهم خلال ثوان لا دقائق.

ومن جانبه يقول وكيل إمارة منطقة تبوك نائب المشرف العام على أعمال الحج والعمرة في المنفذ محمد عبدالله الحقباني إن جميع الجهات الحكومية المشاركة في أعمال اللجنة تعمل على تقديم كل الخدمات وتذليل كل الصعوبات لإنهاء إجراءات دخول المعتمرين والزوار، مشيرا إلى أن مدينة الحجاج شهدت قدوم أعداد كبيرة من المعتمرين منذ بداية موسم العمرة، وقدمت لهم كل التسهيلات مع وجود الأجهزة الأمنية والمرورية لمراقبة حركة سير مركبات المعتمرين على الطرق منذ خروجهم من مدينة الحجاج حتى وصولهم إلى آخر نقطة للحدود الإدارية بالمنطقة.