رمضان

الطبلاوي: ختْم القرآن أسبوعياً لا يمنعني من سماع «أم كلثوم»

«أيوب المقرئين» لـ«عكاظ»: الملك فهد أهداني قطعة من كسوة الكعبة

محمد الطبلاوي

محمد حفني (القاهرة)

أكثر من 80 دولة عربية وإسلامية وأجنبية، هي حصيلة البلاد التي حط المقرئ الشيخ محمد محمود الطبلاوي رحاله على أرضها، مقرئا للقرآن، باعتباره نقيب المقرئين المصريين، وأحد أشهر مقرئي الإذاعة والتلفزيون المصري منذ 1970، إلا أن زياراته المتعددة للسعودية معتمرا وحاجا شكلت علامة مميزة في حياة صاحب أطول نفس في القراءة والترتيل، خصوصا أنه يحتفظ في حجرته بقطعة من كسوة الكعبة، أهداها له الملك فهد -يرحمه الله- كما حل ضيفا على مجلس عدد من الملوك والأمراء السعوديين والخليجيين، وأطلقوا عليه لقب «أيوب المقرئين» فاحتل مقدمة القراء على مدى سنوات طويلة، قبل أن يعتزل القراءة إثر بلوغه 84 عاما قبل أيام، بينما تحتفظ ذاكرته بالعديد من القصص المختلفة عن شهر رمضان في الزمن الجميل، جادت بها قريحته في حديثه مع «عكاظ».

• متى بدأ الطبلاوي صوم رمضان؟

•• بدأت صوم رمضان قبل 75 عاما، حين بلغت التاسعة من عمري، وهو نفس العام الذي أتممت فيه حفظ القرآن الكريم بمنطقة «ميت عقبة» بالقاهرة، التي ولدت بها وأهواها رغم أن أهلي وأجدادي من مركز تلا بمحافظة المنوفية.

• كيف كنتم تستقبلون رمضان؟

•• بمجرد ظهور الرؤية يخرج الأطفال من البيوت، مرددين «بكرة صيام بكرة صيام» أثناء مرورهم بالشوارع المجاورة لإبلاغ الناس بدخول الشهر المبارك، فكانت الناس تقابل ذلك بالأزهازيج والفرح، ورغم أن الفقر كان يغلب على أكثر الأسر، كان هناك تآلف ومودة، والقلوب عامرة وصافية، عكس هذه الأيام، إذ وصل الأمر إلى قطع الأرحام، رغم توافر النعم والعيشة الكريمة.

• كيف تقضي يومك في رمضان؟

•• سابقا كنا نقضي رمضان في التنقل بين الإذاعة والتلفزيون والمناسبات المختلفة، أما الآن بحكم تقدم السن، فقد قلت الحركة، وأصبح القرآن ملازمي وملاذي الأول، وقد اعتدت في رمضان أن أختم القرآن كل أسبوع، وبالطبع أصلي الصلوات الخمس في المسجد، ولا يفوتني في أوقات الراحة أن أستمع إلى أم كلثوم، خصوصا أغنية «ولد الهدى» وغيرها، كما أستمع للمطربة سعاد محمد، ولا تستهويني الموضة الجديدة من الأغاني.

• وماذا عن مشاهدة التلفزيون؟

•• مقل في متابعة التلفزيون بشكل كبير، وأحيانا تستهويني بعض الأعمال الدينية.

• كيف كانت رحلتك مع القرآن؟

•• بدأت قارئًا صغيرًا غير معروف في المآتم، وسط العتاولة، في ذلك الوقت أمثال الشيوخ محمد رفعت وعلي محمود ومحمد سلامة ومصطفى إسماعيل، وغيرهم من القراء الأوائل، وكان عمري 12 عاماً براتب 3 جنيهات في الليلة، وعندما وصل عمري 15 عاماً حصلت على 5 جنيهات، وكنت في غاية السعادة بهذا المبلغ، وانفردت بإحياء ليالٍ قرآنية كثيرة لعلية القوم، وأصبحت القارئ المفضل للعديد من العائلات الكبيرة. وأطلق عليّ «أيوب المقرئين» وهو اللقب المفضل لدي لكوني أثبت وجودي وسط عمالقة القراء فى ذلك الوقت.

• ما هي الدول التي سافر إليها الطبلاوي قارئاً؟

•• تجولت في أكثر من 80 دولة عربية وإسلامية وأجنبية بدعوات خاصة، أو بتكليف من وزارة الأوقاف والأزهر في رمضان، وهناك العشرات، خاصة في الهند، ممن أعلنوا إسلامهم عقب سماعهم تلاوتي للقرآن.

• وما الدول التي تأثرت بها خلال زياراتك؟

•• بلد الحرمين الشريفين من أكثر الدول التي تأثرت بها، ولي معها ذكريات كثيرة، والتقيت بعدد من ملوكها وأمرائها، خاصة الملك خالد والملك فهد، رحمهما الله، وقد أهداني الملك فهد قطعة كبيرة من كسوة الكعبة، مازلت أحتفظ بها، وقد قرأت القرآن في جوف الكعبة، وأديت الحج والعمرة عشرات المرات بدعوات رسمية وغير رسمية، ما يجعلني دائم الحنين لزيارة السعودية قبلة المسلمين على الأرض.

• وما هي الأكلة الرمضانية المفضلة؟

•• في فترة الشباب كنت أكولا جدا، بعكس الآن، وأفضل البامية والملوخية في رمضان.

• هل اعتزلتم العمل؟

•• أنا مواليد 1934 أي أنني أبلغ حاليا 84 عاما، والقراءة تحتاج إلى حنجرة قوية، وقد آن الأوان لترك الساحة للأجيال القادمة، لتأخذ فرصتها في الظهور والانطلاق، وأنصح الشباب بالمثابرة والتصميم على النجاح، فقد رسبت في اختبارات الإذاعة 9 مرات ونجحت في العاشرة عام 1970.

• وماذا عن الأسرة؟

•• تزوجت في عمر الـ16، وأنجبت 7 ذكور و5 إناث من 3 زيجات جميعهن على قيد الحياة.