من زوايا الذاكرة
الاثنين / 11 / صفر / 1429 هـ الاثنين 18 فبراير 2008 22:46
عزيزة المانع
عندما هاتفني معالي الأستاذ منصور الخريجي ليخبرني عن رغبته في إهدائي كتابه (من زوايا الذاكرة)، طلب مني ألا أكتب شيئاً عن الكتاب، مؤكداً لي أنه حين يهديني كتابه فذاك لأنه يذكر أني عتبت عليه مرَّة عندما لم يفعل لما أصدر كتابه الأول (ما لم تقله الوظيفة)، فأسرَّها في نفسه وصار يبادر إلى اهدائي نسخة من كل إصدار جديد له.
لكني رغم ذلك، استميح معاليه عذراً في أن أحنث بوعدي له بأن أحقق رغبته، فبعد أن قرأت الكتاب تولدت في ذهني انطباعات متنوعة عنه وعن كاتبه تجعلني أجد رغبة في الكتابة عن ما جاء في (من زوايا الذاكرة).
الكتاب يمثل مجموعة من المقالات المبعثرة التي لا رابط قوياً بينها، فالكتاب في حد ذاته لا توجد فيه وحدة موضوعية تجعله يدور حول فكرة واحدة، وهذا ما جعل مقالات الكتاب تتفاوت في قيمتها وصياغتها وفي وقعها على المتلقي، فبعض المقالات ممتع ويشد القارئ، خاصة ما احتوى منها حديثاً عن بعض الجوانب غير الرسمية المتعلقة بالعمل، أو بعض الذكريات الخاصة، أو ما كان منها متضمناً الإفصاح عن المشاعر الذاتية مثل ما جاء في مقالاته عن الحياة والأصدقاء أو المقالات التي تصور مشاعر الإنسان بعد التقاعد وما شابهها. وما يجعل كتابة الأستاذ الخريجي محببة وجذابة ليس كونها عفوية وبسيطة وصادقة فحسب، إنما أيضاً لما يظهر فيها من شفافية وصدق في كشف بعض مكنونات النفس مما لا يفعله الكثيرون، مثلاً حين يقدم كتابه يقول في تعرفه به أن من دوافعه إلى إخراج الكتاب أن يظل صاحبه في ذاكرة الناس، فهو ينص على أن الكتاب محاولة منه «لاستغلال نجاح الكتاب الأول (ما لم تقله الوظيفة) ولإبقاء الجذوة مشتعلة حتى أبقى أنا الكاتب في الصورة ولا أغيب عن الميدان كفارس للكلمة، ولو فارساً متهالكاً وحصاناً أشد تهالكاً». هكذا بكل صدق وتواضع، يعلل إخراجه للكتاب، لمجرد أن يظل مذكوراً.
إضافة إلى ذلك، لاحظت أن الكتاب يتسم بخلوه من المبالغات والأكاذيب عند رواية الحكايات والمواقف التي مرت به مع بعض الشخصيات المهمة، كما هي عادة البعض عند كتابتهم لمذكراتهم، حين يأخذون في تضخيم أدوارهم أو تضخيم الشخصيات التي يتحدثون عنها، أو التقليل من شأنها (حسب المرحلة) السياسية التي يعيشون فيها.
شكراً لمعالي الأستاذ الخريجي على إهدائي كتابه الذي امتعتني قراءته وأضافت إلى معلوماتي أشياء ما كنت أدري عنها من قبل.
فاكس 4555382
لكني رغم ذلك، استميح معاليه عذراً في أن أحنث بوعدي له بأن أحقق رغبته، فبعد أن قرأت الكتاب تولدت في ذهني انطباعات متنوعة عنه وعن كاتبه تجعلني أجد رغبة في الكتابة عن ما جاء في (من زوايا الذاكرة).
الكتاب يمثل مجموعة من المقالات المبعثرة التي لا رابط قوياً بينها، فالكتاب في حد ذاته لا توجد فيه وحدة موضوعية تجعله يدور حول فكرة واحدة، وهذا ما جعل مقالات الكتاب تتفاوت في قيمتها وصياغتها وفي وقعها على المتلقي، فبعض المقالات ممتع ويشد القارئ، خاصة ما احتوى منها حديثاً عن بعض الجوانب غير الرسمية المتعلقة بالعمل، أو بعض الذكريات الخاصة، أو ما كان منها متضمناً الإفصاح عن المشاعر الذاتية مثل ما جاء في مقالاته عن الحياة والأصدقاء أو المقالات التي تصور مشاعر الإنسان بعد التقاعد وما شابهها. وما يجعل كتابة الأستاذ الخريجي محببة وجذابة ليس كونها عفوية وبسيطة وصادقة فحسب، إنما أيضاً لما يظهر فيها من شفافية وصدق في كشف بعض مكنونات النفس مما لا يفعله الكثيرون، مثلاً حين يقدم كتابه يقول في تعرفه به أن من دوافعه إلى إخراج الكتاب أن يظل صاحبه في ذاكرة الناس، فهو ينص على أن الكتاب محاولة منه «لاستغلال نجاح الكتاب الأول (ما لم تقله الوظيفة) ولإبقاء الجذوة مشتعلة حتى أبقى أنا الكاتب في الصورة ولا أغيب عن الميدان كفارس للكلمة، ولو فارساً متهالكاً وحصاناً أشد تهالكاً». هكذا بكل صدق وتواضع، يعلل إخراجه للكتاب، لمجرد أن يظل مذكوراً.
إضافة إلى ذلك، لاحظت أن الكتاب يتسم بخلوه من المبالغات والأكاذيب عند رواية الحكايات والمواقف التي مرت به مع بعض الشخصيات المهمة، كما هي عادة البعض عند كتابتهم لمذكراتهم، حين يأخذون في تضخيم أدوارهم أو تضخيم الشخصيات التي يتحدثون عنها، أو التقليل من شأنها (حسب المرحلة) السياسية التي يعيشون فيها.
شكراً لمعالي الأستاذ الخريجي على إهدائي كتابه الذي امتعتني قراءته وأضافت إلى معلوماتي أشياء ما كنت أدري عنها من قبل.
فاكس 4555382