محطة أخيرة

الدراما السعودية تنفق الملايين.. وتعيقها الأفكار

لقطة من مسلسل العاصوف.

محمد سعود (الرياض) mohamdsaud@

أوشك الموسم الرمضاني الحالي على الانتهاء، والأعمال الدرامية السعودية متقاربة في مستوياتها، التي لم ترض معظم النقاد الفنيين والمشاهدين، بل إنها أضحت مثل سابقها في المواسم الماضية.

واتفق المشاهدون والنقاد في مواقع التواصل على أن المسلسلات السعودية منذ سنوات طويلة يختلف وجوه أبطالها ومنتجيها والمحطات التي لا تعرضها، إلا أنها لم تخرج من عباءة المسلسل السعودي الشهير «طاش»، وكأنها نسخ ولصق منه، ما جعلها تدور في فلك واحد، وتقف عند خط فكرة المسلسل ذي الحلقات المتصلة المنفصلة، واجترار التجارب السابقة في هذا النوع من الأعمال.

ومن خلال نظرة على خمسة أعمال درامية سعودية تعرض في ثلاث محطات فضائية في رمضان الجاري؛ أربعة منها كوميدية، وواحد تراجيدي، لا تختلف جلها عن «طاش» من ناحية مواضيعها وأفكارها، فيما ظهر العمل التراجيدي الوحيد «العاصوف» بالحلقات المتصلة في ظاهرها والمنفصلة في باطنها، ويلاحظ ذلك من خلال معظم حلقاته المعروضة حتى الآن، إذ يطغى عليها عنوان الحلقة الواحدة، دون أن يكتب في بدايتها، وربما استعان القائمون على العمل بذلك، حتى يسيروه ويخرجوه دون أخطاء، بيد أنهم أفقدوا عملهم الحبكة الدرامية.

ويطرح رئيس قسم الفن بصحيفة “الرياض” رجا المطيري رأيا عبر “تويتر” قائلا: المتتبع لمسيرة الدراما السعودية خلال العشرة الأعوام الماضية يجد أنها لا تعاني من قلة المال، إذ لا تقل قيمة إنتاج العمل الواحد عن 8 ملايين ريال، فيما يشكو منتجه من ظروف الإنتاج السيئة. إذن ماذا يقول المخرج السينمائي الشاب الذي يصنع فيلمه بـ50 ألف ريال فقط ومع ذلك يحقق نجاحاً وقبولاً؟ امنحوا الملايين للشباب وانظروا ماذا سيفعلون؟

أما الناقد الفني عبدالرحمن الناصر فيشدد على أن الدراما السعودية تحتاج إلى القضاء على الشللية ومنح الكتاب المميزين الفرصة الكافية، وإعطاء المنتجين المزيد من الوقت لإنتاج أعمالهم بحرفية. مطالبا القائمين على المسلسلات السعودية بالبحث عن حلول جديدة، عبر دعم الكتاب المميزين وعدم التدخل في عملهم أثناء التصوير، وتنمية المواهب الشابة، وإقامة الندوات والورش عن الدراما، وكل ذلك يسهم في التقدم بالأعمال السعودية مستقبلاً.