الربيعة يعلن مشروع «مسام» لنزع الألغام في اليمن بتكلفة 40 مليون دولار
انطلاق جسر جوي إغاثي من الرياض إلى اليمن غداً
الاثنين / 11 / شوال / 1439 هـ الاثنين 25 يونيو 2018 13:07
«عكاظ» (الرياض)
أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية اليوم المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام) وذلك في الرياض، بحضور أصحاب السمو والمعالي وكبار المسؤلين وأعضاء السلك الدبلوماسي وممثلي المنظمات الدولية الإنسانية.
وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم قدم فيلم تعريفي عن مشروع «مسام».
ثم ألقى المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة كلمة أوضح فيها أنه مما لا يختلف عليه كُل مُنصف أن المملكة العربية السعودية دأبت عبر تاريخها الممتد بالمبادرة بمد جسور الخير والدعم والأعمال الإنسانية النبيلة للدول الشقيقة والقريبة في محيطها وكذلك الدول الصديقة، وهي في ذلك تحقق ما تدعو إليه تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
وتابع أنه كان وما زال دعم أشقائنا في اليمن في مقدمة أولويات المملكة عبر عقود من الزمن، تأكيدا على روابط الجوار، والدين، واللغة، والعلاقات الاجتماعية والأسرية بين الشعبين السعودي واليمني.
وأوضح الدكتور الربيعة أن مركز الملك سلمان للإغاثة قام بدور كبير لمساعدة الأشقاء في اليمن، تمثّل في تقديم 262 مشروعا إنسانيا وإغاثيا، تعدّت كلفتها الإجمالية ملياراً و600 مليون دولار أمريكي توزعت على مشاريع الأمن الغذائي، والصحي، والإيوائي، والدعم المجتمعي، والتعليم وغيرها من البرامج الإغاثية المهمة والضرورية، وما يزال المركز يعمل بكل جهد وحيادية لرفع المعاناة عن كافة المحافظات اليمنية.
وأعلن الدكتور عبدالله الربيعة أنه وامتداداً لهذا التاريخ المُضيء للمملكة، نتقدم اليوم بمبادرة إنسانية مهمة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تتمثل في «المشروع السعودي لنزع الألغام» (مسام)، والذي تنفذه كوادر سعودية وخبرات عالمية، لإزالة الألغام بكافة أشكالها وصورها التي زرعتها الميليشيات بطرق عشوائية في الأراضي اليمنية وخصوصاً محافظات مأرب، وعدن، وصنعاء، وتعز، ويهدف المشروع أيضاً إلى مساعدة الشعب اليمني على التغلب على المآسي الإنسانية الناجمة عن انتشار الألغام، وتمكينه لتحمل المسؤولية على المدى الطويل.
وتابع أن القوى الانقلابية في اليمن تقوم بتدمير البنية التحتية إضافة إلى صناعة الألغام وزراعتها بطريقة عشوائية غير مسبوقة في أماكن تستهدف المدنيين العُزل، ما تتسبب في إصابات مستديمة وخسائر بشرية عديدة استهدفت النساء والأطفال وكبار السن، وغير ذلك من أعمال مهدّدة للأمن والحياة.
وقال: تم حتى الآن حصر ما تعداده أكثر من 600 ألف لغم في المناطق التي تم تحريرها من المليشيات الانقلابية، إضافة إلى 130 ألف لغم بحري مضاد للزوارق والسفن وهي من الألغام المحرمة دولياً، و40 ألف لغم في محافظة مأرب، و16 ألف لغم في جزيرة ميون.
وأضاف: بحسب تقارير صدرت عن الحكومة اليمنية منذ شهر ديسمبر عام 2014 وحتى شهر ديسمبر لعام 2016، فقد تم تسجيل ما مجموعه 1539 قتيلا ومصابا جراء ما تم زراعته من ألغام لأكثر من ثلاثة آلاف من العسكريين، ومن المدنيين والنساء والأطفال، تسببت بإعاقات دائمة وكلية لأكثر من 900 شخص، وكذلك تم تسجيل أكثر من 615 قتيلا منهم 101 من الأطفال و26 امرأة، فيما بلغت الإصابات 924 إصابة بينهم 10 أطفال و36 امرأة، بينما ما تم تسجيله في محافظة تعز وحدها 274 حالة بتر لأطراف وإعاقات دائمة منهم 18 حالة لفقدان البصر.
وأشار إلى أنه في خلال عام واحد فقط سجل البرنامج الوطني لنزع الألغام عددا كبيرا من الضحايا والإصابات فقد وصل عدد ضحايا الألغام في كل من محافظات عدن ولحج وأبين وتعز 418 ضحية، في حين أنه تم في نفس الفترة تسجيل 1775 إصابة، وسجل في كل من محافظتي الجوف ومأرب 380 ضحية و512 إصابة.
وعبر الربيعة عن أسفه لأن هذه الأرقام المسجلة تعد أقل بكثير من الحوادث التي وقعت فعلياً ولم يتسنْ للبرنامج الوطني لنزع الألغام مباشرتها أو تسجيلها.
واستطرد: قمنا من خلال مركزنا للأطراف الصناعية بمحافظة مأرب بتركيب 305 أطراف صناعية لأكثر من 195 ضحية تعرضت لبتر بأحد الأطراف بسبب هذه الألغام التي لا تفرق بين ضحاياها، فهي تستهدف النساء والأطفال الذين يشكلون أغلب ضحاياها، وقد قام المركز بتوفير العلاج والتأهيل اللازم لعدد كبير من المصابين الذين تراوحت أعمارهم مابين 12 و72 عاما.
وبين أن عدد المصابين الذين تلقوا العلاج في مركز الأطراف بمأرب خلال المرحلتين الأولى والثانية حتى تاريخ 2018/6/24 بلغ 11 امرأة و12 طفلا و346 رجلا حيث مازالت المرحلة الثانية مستمرة إلى هذا اليوم، إضافة إلى تلقي عدد من الحالات للرعاية الطبية بالمراكز الطبية العامة والخاصة باليمن، وداخل المملكة العربية السعودية على حساب مركز الملك سلمان للإغاثة، كما أن هناك أيضاً عدداً من الحالات التي تم علاجها خارج اليمن، ومنها 13 حالة في جمهورية السودان، و45 حالة في الأردن، و106 حالات في مدينة جدة منهم طفلان ليصل الإجمالي إلى 533 حالة.
وأوضح الربيعة أن المملكة العربية السعودية قدّمت لليمن مساعدات خلال السنوات الثلاث الماضية بقيمة تجاوزت 11 مليار دولار أمريكي، تنوّعت بين مساعدات إنسانية وأخرى لدعم اللاجئين، ومساعدات تنموية لدعم الاقتصاد والبنك المركزي اليمني وغيرها من المساعدات.
وأفاد بأن المشروع السعودي الإنساني والحيوي لنزع الألغام «مسام»، سيخدم المواطن اليمني، ويضمن له الأمن الحالي والأمان المستقبلي، وهو واحد من مشاريع ومبادرات عّدة تقدمها المملكة بهدف رفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق في كافة المناطق والمحافظات، إذ أخذت المملكة على عاتقها الاستمرار في تنفيذ هذه المشاريع والمبادرات حتى يتحقق لليمن الاستقرار، والنماء، والرفاه، ويُرى كما كان يمنا سعيدا بأرضه وشعبه.
ورفع الربيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى ولي عهده الأمين أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان لما يقدّمانه من جهود عظيمة ساعدت مركز الملك سلمان للإغاثة على تقديم الدعم للعمل الإغاثي والإنساني في العديد من دول العالم، وفي اليمن الشقيق على وجه الخصوص، مقدما الشكر كذلك لكل من ساهم في دعم المركز وتسهيل مهماته.
من جانبه، عبر وزير خارجية الجمهورية اليمنية خالد حسين اليماني عن سروره بحضور هذه الفعالية المهمة التي يطلقها مركز الملك سلمان للإغاثة والخاصة بمشروع نزع ألغام الموت التي زرعتها الميليشيات الحوثية في كل المناطق اليمنية.
وتقدم الوزير اليمني بخالص الشكر باسم الحكومة اليمنية والشعب اليمني إلى حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على ما قدماه ويقدمانه لليمن منذ الانقلاب المشؤوم على السلطة الشرعية، مواصلاً الشكر إلى المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبدالله الربيعة على إطلاق مشروع نزع الألغام في اليمن، مشروع الحياة في مواجهة مشروع الموت، والذي يضاف إلى سجل الخير والعطاء للمركز تجاه الشعب اليمني، حيث خصص المركز في عامه الأول فقط مبلغ مليار ريال سعودي لإغاثة الشعب اليمني، وتتابعت جهوده الإنسانية لتشمل كل مناطق اليمن من المهرة إلى صعدة ومن سقطرى إلى الحديدة.
وأضاف: لقد تسبب الانقلابيون الحوثيون من خلال الحرب التي أشعلوها ونتيجة نهبهم لموارد الدولة في المناطق التي يسيطرون عليها بكارثة إنسانية كبيرة، وهم يسعون من وراء تردي الوضع الإنساني لتحقيق مآرب سياسية وحشد الرأي العام العالمي ضد التحالف العربي والحكومة الشرعية بهدف تثبيت الانقلاب وفرض الأمر الواقع، موضحًا أنه لتحقيق ذلك أمعن الانقلابيون بالتنكيل بالشعب اليمني لإيجاد معاناة حقيقية وكارثة إنسانية من خلال الاستيلاء على موارد الدولة وعائدات الضرائب وحرمان موظفي الدولة من الرواتب، وإنشاء مؤسسات اقتصادية موازية لنهب مقدرات البلد وفرض جبايات غير قانونية من خلال إنشاء مراكز جمركية إضافية غير مشروعة في مداخل المدن الرئيسية، وإيجاد سوق سوداء للوقود لمضاعفة معاناة المواطنين اليمنيين والاستمرار في تدمير النظام الصحي والنظام التعليمي وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها، وحصار المدن والقرى والقصف العشوائي على المناطق السكنية وتنفيذ الاعتقالات التعسفية والخطف والإخفاء القسري، وتجنيد الأطفال، وزراعة الألغام، ورفض كل مبادرات السلام.
وأكد خالد اليماني أن زراعة الألغام هي إحدى الوسائل التي انتهجتها المليشيات الانقلابية لمعاقبة الشعب اليمني وزيادة معاناته وهي من الانتهاكات المجرمة في القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات المرتبطة به ومنها اتفاقية أوتاوا لحظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد، ومع ذلك فقد ابتكرت المليشيات الانقلابية طرقًا جديدة لاستخدام الألغام المضادة للمركبات وتحويل استخدامها ضد الأفراد وذلك بغرض إحداث أكبر قدر من الضحايا والذين هم في الغالب من المدنيين الأطفال والنساء وحتى الحيوانات لم تسلم من ذلك.
وتابع أن المليشيات الانقلابية ابتكرت ألغامًا متفجرة فردية ومموهة وارتجالية IED متنوعة الأغراض والأهداف بما فيها العبوات المتفجرة الارتجالية بواسطة أجهزة الراديو بعضها قادمة بشكل مباشر من إيران (كما ورد في تقرير فريق خبراء مجلس الأمن للعام 2017) والبعض الآخر تم تطويرها في اليمن عن طريق خبراء إيرانيين، حيث تأخذ أشكال وألوان وأحجام مختلفة مطابقة لطبيعة الأرض والمكان الذي تزرع فيه، ما يؤدي إلى صعوبة اكتشافها وتميزها عن محيطها، ومنها ما هو على شكل صخور مختلفة الأحجام والأشكال، أو على شكل مواد بناء في المناطق السكنية التي وصلوا إليها، تاركين خلفهم كميات عشوائية كبيرة في مناطق سكنية وداخل منازل المواطنين اليمنيين وفي الطرقات ومداخل المدن والمزارع، وكذا ألغام بحرية في الشواطئ والسواحل، فقد أشار تقرير فريق خبراء مجلس الأمن للعام 2017 إلى تطابق تلك الألغام البحرية مع الألغام الإيرانية وأنها تشكل خطرًا على النقل البحري التجاري وخطوط الملاحة البحرية ويمكن أن يظل تهديد هذه الألغام لمدة تراوح بين 6 إلى 10 سنوات.
واستطرد اليماني أن الإحصاءات الأولية تشير إلى أن الميليشيات الحوثية زرعت نحو مليون لغم في أنحاء متفرقة من اليمن، وتشير الأرقام الخاصة بضحايا الألغام خلال الفترة من مارس 2015 إلى مارس 2018 إلى سقوط أكثر من 693 قتيلاً و704 مصابين نتيجة الألغام معظمهم من المدنيين بينهم 216 طفلاً و72 امرأة وتتصدر محافظة تعز قائمة ضحايا الألغام الحوثية.
وأفاد بأن انتهاج الحوثيين لزراعة الألغام بطرق عشوائية وغير منظمة أو موثقة بخرائط يشكل تحديًا لمستقبل اليمن كما يشكل صعوبة بالغة في التخلص منها سريعًا، فقد نحتاج إلى عشرات السنين لانتزاعها ولن يكون بمقدور المزارعين العودة لزراعة أرضهم ولن يتمكن الرعاة من رعي ماشيتهم وسيواجه الصيادون مخاطر الألغام البحرية، حيث إن بقاء تلك الألغام سيتسبب في حصد المزيد من الأرواح بين المدنيين الأبرياء خصوصًا من الأطفال والنساء، وفي أضرار بشرية ومادية جسيمة ستمثل عائقًا أمام التنمية. كما أن الألغام البحرية قد تشكل خطرًا على الملاحة الدولية في البحر الأحمر مستقبلاً وهو ما يحتاج وبشكل عاجل إلى جهود إنسانية دولية ضخمة لنزع تلك الألغام وتطهير الأرض اليمنية وسواحلها من تلك الألغام، وتحييد خطرها وإعادة روح الحياة إلى الأراضي اليمنية المحررة من قبضة المليشيات الحوثية.
وأكد خالد اليماني أن إعلان مركز الملك سلمان للإغاثة اليوم المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن، يعد مبادرة إنسانية فاعلة في طريق تخليص اليمن من مخاطر هذا الخطر الذي تسبب به الانقلابيون، وهي مبادرة محل تقدير الحكومة والشعب اليمني، ونحن في الحكومة اليمنية ومن خلال الجهات المعنية سنعمل مععًا بالتنسيق مع مركز الملك سلمان لإنجاح هذا المشروع وتحقيق الأهداف المرسومة.
وذكّر وزير الخارجية اليمني في ختام كلمته بدعوة الحكومة الشرعية وتحالف دعم الشرعية للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية وخاصة الأمم المتحدة لمساعدة الحكومة اليمنية في التخلص من الألغام من خلال تبني مشاريع مماثلة وبصورة خاصة مسح الألغام التي زرعها الانقلابيون في الممرات المائية الدولية جنوب البحر الأحمر، داعيًا في نفس الوقت المجتمع الدولي لإدانة المليشيات الانقلابية لانتهاكها القانون الدولي الإنساني واستمرارها في زراعة الألغام العشوائية ومحاسبة مرتكبي تلك الانتهاكات والجرائم.
وقال الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية الدكتور فلاديمير كوفشينهوف في كلمته إننا نجتمع اليوم من أجل قضية مهمة وهي مخاطر الألغام وعلى وجه الخصوص الألغام التي سرقت حياة الكثير في اليمن وغيرها من الدول بما فيها ليبيا وسورية والعراق.
وبين كوفشينهوف أن الألغام ومنذ ابتكارها شكلت خطرًا كبيرًا وصعبًا على حياة البشرية وهذا الخطر ليس محصورًا على عناصر المليشيات فقط بل للأسف على المدنيين، وفي بعض الأحيان تتسبب الألغام في بتر الأطراف وقد تحرم شخصًا من عائلته أو تسلب حياة عائلة بأكملها، وفي كل الحالات فإن الألغام وبدون شك سبب في المآسي والأحزان.
وتابع: فالآن أكثر من أي وقت مضى يجب علينا -نحن المؤسسات المكلفة بتقديم المساعدة وتوفير الحماية- بأن نلبي مستوى توقعات العالم وأن نقدم نتائج وتوصيات ملموسة بخصوص سبل تحسين آليات مكافحة الألغام في اليمن وغيرها من الدول.
ونوه المسؤول الدولي بالمملكة ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة الذي أسهم مساهمة كبيرة في الجهود الرامية لحماية المدنيين وتخفيف معاناتهم الجسدية والنفسية الناتجة عن الألغام، مفيدًا بأننا في المنظمة الدولية للحماية المدنية - وبالتماشي مع اختصاصنا للعمل على حماية المجتمعات من الكوارث الطبيعية والكوارث الناتجة عن عمل الإنسان مستعدين للانضمام إلى جهود تحسين حماية المدنيين في اليمن من الدمار الناتج عن الألغام.
وأشار إلى أن المنظمة الدولية للحماية المدنية لها تاريخ عريق في مجال التعامل مع الألغام في مناطق عده حول العالم ومنها صربيا وكرواتيا وسيرلانكا ولبنان وغيرها، ولطالما كان اليمن عضوا فعالاً منذ انضمامه لمنظمتنا ولهذا لن تتخلى المنظمة الدولية للحماية المدنية عن اليمن خلال هذه الأوقات العصيبة من خلال المساعدة الكريمة من شركاء المنظمة والدول الأعضاء الأخرى مثل المملكة العربية السعودية.
وأشاد كوفشينهوف بالتعاون بين المنظمة و مركز الملك سلمان للإغاثة متطلعًا لاستمرار العمل عن كثب في المستقبل مع المركز نحو تحقيق أهدافنا المشتركة في مجال حماية المجتمعات والأراضي من الكوارث.
وأعرب الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية عن أمله وثقته في نجاح المشروع وأن تكون بداية لبرامج ومشاريع واعده في المستقبل.
وقد تجول المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبدالله الربيعة على أجنحة المعرض المصاحب للمؤتمر يرافقه عدد من مسؤولي المركز وضيوف الحفل والحضور الكريم واستمع لشرح واف من مسؤولي الأجنحة عن محتوياته، وقد أبدى سعادته بما شاهده.
وفي السياق، أوضح المستشار بالديوان الملكي المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة أن تكلفة المشروع السعودي لنزع الألغام «مسام» 40 مليون دولار، وسيكون المشروع لمدة عام على خمس مراحل تبدأ بالتجهيز والتدريب وإعداد الفرق الميدانية لنزع الألغام، ثم الانتشار في الميدان، ونقل الخبرة للكوادر اليمنية، مضيفًا أن الهدف من المشروع الديمومة وأن يخلف وراءه خبرات يمنية للمساعدة والتمكين في الاستمرار في نزع الألغام لتصيح اليمن أرضًا بلا ألغام.
وأضاف الدكتور الربيعة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم بالرياض، عقب حفل تدشين مشروع «مسام»، أن المشروع، سيعمل بشراكة على أرض الميدان مع البرنامج الوطني اليمني لنزع الألغام، إذ سيكون خير من يعاون الشعب اليمني في نزع الألغام، التي أصبحت تمثل كارثة إنسانية في اليمن.
وأشار الدكتور الربيعة إلى أن العمل الإنساني يمثل أولوية قصوى للمملكة في كل المناطق التي تم تحريرها، موضحًا أنه تم إطلاق جسر بري سعودي لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية لكل المحتاجين في محافظة الحديدة، كما سينطلق جسر جوي من الرياض، للحديدة يوم غد، وتسيير عدد من السفن التي تستعد للانطلاق من جازان، مؤكداً في الوقت ذاته حرص المملكة العربية السعودية على اليمن وأهله والرفع عن معاناتهم.
من جانبه، أكد مدير المشروع السعودي لنزع الألغام «مسام» أسامة القصيبي، قدرة المشروع على التغلب على جميع الألغام المبتكرة من قبل المليشيات المسلحة، وكذلك العبوات الناسفة، مشيرًا إلى أن المشروع يستخدم أحدث ما توصلت له التقنية والأجهزة المتطورة في نزع الألغام، ولن يواجه مشكلات مستقبلية من هذا النوع.
وأوضح القصيبي، أنه تم خلال مرحلة إعداد فرق «مسام» تجهيز 32 فريق للعمل داخل الأراضي اليمنية، وخمسة فرق متخصصة للتدخل السريع والعبوات الناسفة، إضافة إلى الاستعانة بالوسائل الحديثة والمتطورة للكشف عن المتفجرات، مضيفًا أنه بدأ العمل بالمشروع بالشراكة مع البرنامج الوطني لنزع الألغام في اليمن، كما سيعمل المشروع على إعادة تدريب وتأهيل الفرق التابعة للبرنامج الوطني لنزع الألغام في اليمن، ونقل الخبرات لها، وتمكينها من الاستمرارية مستقبلًا لحماية اليمن من خطر الألغام.
من جهته، قدم وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، الشكر للمملكة على جهودها التي تبذلها وللمركز الذي يقدم العمل الإنساني، وقال: يوجد عمل إنساني يمر بالتوازي مع العمل العسكري، وتنطلق العمليات الإنسانية وتثبيت المراكز الاغاثية في أي منطقة يتم تحريرها، ولا يوجد إعاقة للعمليات الاغاثية والإنسانية من طرفنا.
فيما قدم زير حقوق الانسان اليمني محمد عسكر، خلال حديثه في المؤتمر، شكره للمملكة على مشروع «مسام» مبينًا أن المشروع يؤكد الدور الإنساني للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسولي عهده الأمين.
من جانبه، أوضح مدير البرنامج الوطني لنزع الألغام في اليمن أمين العقيلي، أنه تمت زراعة الألغام في اليمن بطريقة عشوائية وبأعداد كبيرة جدًا، قد تصل إلى ملايين الألغام، ويتجاوز تأثيرها الأنسان والحيوان في اليمن، ويصل تأثير الألغام البحرية منها للتأثير على الملاحة الدولية.
وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم قدم فيلم تعريفي عن مشروع «مسام».
ثم ألقى المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة كلمة أوضح فيها أنه مما لا يختلف عليه كُل مُنصف أن المملكة العربية السعودية دأبت عبر تاريخها الممتد بالمبادرة بمد جسور الخير والدعم والأعمال الإنسانية النبيلة للدول الشقيقة والقريبة في محيطها وكذلك الدول الصديقة، وهي في ذلك تحقق ما تدعو إليه تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
وتابع أنه كان وما زال دعم أشقائنا في اليمن في مقدمة أولويات المملكة عبر عقود من الزمن، تأكيدا على روابط الجوار، والدين، واللغة، والعلاقات الاجتماعية والأسرية بين الشعبين السعودي واليمني.
وأوضح الدكتور الربيعة أن مركز الملك سلمان للإغاثة قام بدور كبير لمساعدة الأشقاء في اليمن، تمثّل في تقديم 262 مشروعا إنسانيا وإغاثيا، تعدّت كلفتها الإجمالية ملياراً و600 مليون دولار أمريكي توزعت على مشاريع الأمن الغذائي، والصحي، والإيوائي، والدعم المجتمعي، والتعليم وغيرها من البرامج الإغاثية المهمة والضرورية، وما يزال المركز يعمل بكل جهد وحيادية لرفع المعاناة عن كافة المحافظات اليمنية.
وأعلن الدكتور عبدالله الربيعة أنه وامتداداً لهذا التاريخ المُضيء للمملكة، نتقدم اليوم بمبادرة إنسانية مهمة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تتمثل في «المشروع السعودي لنزع الألغام» (مسام)، والذي تنفذه كوادر سعودية وخبرات عالمية، لإزالة الألغام بكافة أشكالها وصورها التي زرعتها الميليشيات بطرق عشوائية في الأراضي اليمنية وخصوصاً محافظات مأرب، وعدن، وصنعاء، وتعز، ويهدف المشروع أيضاً إلى مساعدة الشعب اليمني على التغلب على المآسي الإنسانية الناجمة عن انتشار الألغام، وتمكينه لتحمل المسؤولية على المدى الطويل.
وتابع أن القوى الانقلابية في اليمن تقوم بتدمير البنية التحتية إضافة إلى صناعة الألغام وزراعتها بطريقة عشوائية غير مسبوقة في أماكن تستهدف المدنيين العُزل، ما تتسبب في إصابات مستديمة وخسائر بشرية عديدة استهدفت النساء والأطفال وكبار السن، وغير ذلك من أعمال مهدّدة للأمن والحياة.
وقال: تم حتى الآن حصر ما تعداده أكثر من 600 ألف لغم في المناطق التي تم تحريرها من المليشيات الانقلابية، إضافة إلى 130 ألف لغم بحري مضاد للزوارق والسفن وهي من الألغام المحرمة دولياً، و40 ألف لغم في محافظة مأرب، و16 ألف لغم في جزيرة ميون.
وأضاف: بحسب تقارير صدرت عن الحكومة اليمنية منذ شهر ديسمبر عام 2014 وحتى شهر ديسمبر لعام 2016، فقد تم تسجيل ما مجموعه 1539 قتيلا ومصابا جراء ما تم زراعته من ألغام لأكثر من ثلاثة آلاف من العسكريين، ومن المدنيين والنساء والأطفال، تسببت بإعاقات دائمة وكلية لأكثر من 900 شخص، وكذلك تم تسجيل أكثر من 615 قتيلا منهم 101 من الأطفال و26 امرأة، فيما بلغت الإصابات 924 إصابة بينهم 10 أطفال و36 امرأة، بينما ما تم تسجيله في محافظة تعز وحدها 274 حالة بتر لأطراف وإعاقات دائمة منهم 18 حالة لفقدان البصر.
وأشار إلى أنه في خلال عام واحد فقط سجل البرنامج الوطني لنزع الألغام عددا كبيرا من الضحايا والإصابات فقد وصل عدد ضحايا الألغام في كل من محافظات عدن ولحج وأبين وتعز 418 ضحية، في حين أنه تم في نفس الفترة تسجيل 1775 إصابة، وسجل في كل من محافظتي الجوف ومأرب 380 ضحية و512 إصابة.
وعبر الربيعة عن أسفه لأن هذه الأرقام المسجلة تعد أقل بكثير من الحوادث التي وقعت فعلياً ولم يتسنْ للبرنامج الوطني لنزع الألغام مباشرتها أو تسجيلها.
واستطرد: قمنا من خلال مركزنا للأطراف الصناعية بمحافظة مأرب بتركيب 305 أطراف صناعية لأكثر من 195 ضحية تعرضت لبتر بأحد الأطراف بسبب هذه الألغام التي لا تفرق بين ضحاياها، فهي تستهدف النساء والأطفال الذين يشكلون أغلب ضحاياها، وقد قام المركز بتوفير العلاج والتأهيل اللازم لعدد كبير من المصابين الذين تراوحت أعمارهم مابين 12 و72 عاما.
وبين أن عدد المصابين الذين تلقوا العلاج في مركز الأطراف بمأرب خلال المرحلتين الأولى والثانية حتى تاريخ 2018/6/24 بلغ 11 امرأة و12 طفلا و346 رجلا حيث مازالت المرحلة الثانية مستمرة إلى هذا اليوم، إضافة إلى تلقي عدد من الحالات للرعاية الطبية بالمراكز الطبية العامة والخاصة باليمن، وداخل المملكة العربية السعودية على حساب مركز الملك سلمان للإغاثة، كما أن هناك أيضاً عدداً من الحالات التي تم علاجها خارج اليمن، ومنها 13 حالة في جمهورية السودان، و45 حالة في الأردن، و106 حالات في مدينة جدة منهم طفلان ليصل الإجمالي إلى 533 حالة.
وأوضح الربيعة أن المملكة العربية السعودية قدّمت لليمن مساعدات خلال السنوات الثلاث الماضية بقيمة تجاوزت 11 مليار دولار أمريكي، تنوّعت بين مساعدات إنسانية وأخرى لدعم اللاجئين، ومساعدات تنموية لدعم الاقتصاد والبنك المركزي اليمني وغيرها من المساعدات.
وأفاد بأن المشروع السعودي الإنساني والحيوي لنزع الألغام «مسام»، سيخدم المواطن اليمني، ويضمن له الأمن الحالي والأمان المستقبلي، وهو واحد من مشاريع ومبادرات عّدة تقدمها المملكة بهدف رفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق في كافة المناطق والمحافظات، إذ أخذت المملكة على عاتقها الاستمرار في تنفيذ هذه المشاريع والمبادرات حتى يتحقق لليمن الاستقرار، والنماء، والرفاه، ويُرى كما كان يمنا سعيدا بأرضه وشعبه.
ورفع الربيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى ولي عهده الأمين أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان لما يقدّمانه من جهود عظيمة ساعدت مركز الملك سلمان للإغاثة على تقديم الدعم للعمل الإغاثي والإنساني في العديد من دول العالم، وفي اليمن الشقيق على وجه الخصوص، مقدما الشكر كذلك لكل من ساهم في دعم المركز وتسهيل مهماته.
من جانبه، عبر وزير خارجية الجمهورية اليمنية خالد حسين اليماني عن سروره بحضور هذه الفعالية المهمة التي يطلقها مركز الملك سلمان للإغاثة والخاصة بمشروع نزع ألغام الموت التي زرعتها الميليشيات الحوثية في كل المناطق اليمنية.
وتقدم الوزير اليمني بخالص الشكر باسم الحكومة اليمنية والشعب اليمني إلى حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على ما قدماه ويقدمانه لليمن منذ الانقلاب المشؤوم على السلطة الشرعية، مواصلاً الشكر إلى المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبدالله الربيعة على إطلاق مشروع نزع الألغام في اليمن، مشروع الحياة في مواجهة مشروع الموت، والذي يضاف إلى سجل الخير والعطاء للمركز تجاه الشعب اليمني، حيث خصص المركز في عامه الأول فقط مبلغ مليار ريال سعودي لإغاثة الشعب اليمني، وتتابعت جهوده الإنسانية لتشمل كل مناطق اليمن من المهرة إلى صعدة ومن سقطرى إلى الحديدة.
وأضاف: لقد تسبب الانقلابيون الحوثيون من خلال الحرب التي أشعلوها ونتيجة نهبهم لموارد الدولة في المناطق التي يسيطرون عليها بكارثة إنسانية كبيرة، وهم يسعون من وراء تردي الوضع الإنساني لتحقيق مآرب سياسية وحشد الرأي العام العالمي ضد التحالف العربي والحكومة الشرعية بهدف تثبيت الانقلاب وفرض الأمر الواقع، موضحًا أنه لتحقيق ذلك أمعن الانقلابيون بالتنكيل بالشعب اليمني لإيجاد معاناة حقيقية وكارثة إنسانية من خلال الاستيلاء على موارد الدولة وعائدات الضرائب وحرمان موظفي الدولة من الرواتب، وإنشاء مؤسسات اقتصادية موازية لنهب مقدرات البلد وفرض جبايات غير قانونية من خلال إنشاء مراكز جمركية إضافية غير مشروعة في مداخل المدن الرئيسية، وإيجاد سوق سوداء للوقود لمضاعفة معاناة المواطنين اليمنيين والاستمرار في تدمير النظام الصحي والنظام التعليمي وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها، وحصار المدن والقرى والقصف العشوائي على المناطق السكنية وتنفيذ الاعتقالات التعسفية والخطف والإخفاء القسري، وتجنيد الأطفال، وزراعة الألغام، ورفض كل مبادرات السلام.
وأكد خالد اليماني أن زراعة الألغام هي إحدى الوسائل التي انتهجتها المليشيات الانقلابية لمعاقبة الشعب اليمني وزيادة معاناته وهي من الانتهاكات المجرمة في القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات المرتبطة به ومنها اتفاقية أوتاوا لحظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد، ومع ذلك فقد ابتكرت المليشيات الانقلابية طرقًا جديدة لاستخدام الألغام المضادة للمركبات وتحويل استخدامها ضد الأفراد وذلك بغرض إحداث أكبر قدر من الضحايا والذين هم في الغالب من المدنيين الأطفال والنساء وحتى الحيوانات لم تسلم من ذلك.
وتابع أن المليشيات الانقلابية ابتكرت ألغامًا متفجرة فردية ومموهة وارتجالية IED متنوعة الأغراض والأهداف بما فيها العبوات المتفجرة الارتجالية بواسطة أجهزة الراديو بعضها قادمة بشكل مباشر من إيران (كما ورد في تقرير فريق خبراء مجلس الأمن للعام 2017) والبعض الآخر تم تطويرها في اليمن عن طريق خبراء إيرانيين، حيث تأخذ أشكال وألوان وأحجام مختلفة مطابقة لطبيعة الأرض والمكان الذي تزرع فيه، ما يؤدي إلى صعوبة اكتشافها وتميزها عن محيطها، ومنها ما هو على شكل صخور مختلفة الأحجام والأشكال، أو على شكل مواد بناء في المناطق السكنية التي وصلوا إليها، تاركين خلفهم كميات عشوائية كبيرة في مناطق سكنية وداخل منازل المواطنين اليمنيين وفي الطرقات ومداخل المدن والمزارع، وكذا ألغام بحرية في الشواطئ والسواحل، فقد أشار تقرير فريق خبراء مجلس الأمن للعام 2017 إلى تطابق تلك الألغام البحرية مع الألغام الإيرانية وأنها تشكل خطرًا على النقل البحري التجاري وخطوط الملاحة البحرية ويمكن أن يظل تهديد هذه الألغام لمدة تراوح بين 6 إلى 10 سنوات.
واستطرد اليماني أن الإحصاءات الأولية تشير إلى أن الميليشيات الحوثية زرعت نحو مليون لغم في أنحاء متفرقة من اليمن، وتشير الأرقام الخاصة بضحايا الألغام خلال الفترة من مارس 2015 إلى مارس 2018 إلى سقوط أكثر من 693 قتيلاً و704 مصابين نتيجة الألغام معظمهم من المدنيين بينهم 216 طفلاً و72 امرأة وتتصدر محافظة تعز قائمة ضحايا الألغام الحوثية.
وأفاد بأن انتهاج الحوثيين لزراعة الألغام بطرق عشوائية وغير منظمة أو موثقة بخرائط يشكل تحديًا لمستقبل اليمن كما يشكل صعوبة بالغة في التخلص منها سريعًا، فقد نحتاج إلى عشرات السنين لانتزاعها ولن يكون بمقدور المزارعين العودة لزراعة أرضهم ولن يتمكن الرعاة من رعي ماشيتهم وسيواجه الصيادون مخاطر الألغام البحرية، حيث إن بقاء تلك الألغام سيتسبب في حصد المزيد من الأرواح بين المدنيين الأبرياء خصوصًا من الأطفال والنساء، وفي أضرار بشرية ومادية جسيمة ستمثل عائقًا أمام التنمية. كما أن الألغام البحرية قد تشكل خطرًا على الملاحة الدولية في البحر الأحمر مستقبلاً وهو ما يحتاج وبشكل عاجل إلى جهود إنسانية دولية ضخمة لنزع تلك الألغام وتطهير الأرض اليمنية وسواحلها من تلك الألغام، وتحييد خطرها وإعادة روح الحياة إلى الأراضي اليمنية المحررة من قبضة المليشيات الحوثية.
وأكد خالد اليماني أن إعلان مركز الملك سلمان للإغاثة اليوم المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن، يعد مبادرة إنسانية فاعلة في طريق تخليص اليمن من مخاطر هذا الخطر الذي تسبب به الانقلابيون، وهي مبادرة محل تقدير الحكومة والشعب اليمني، ونحن في الحكومة اليمنية ومن خلال الجهات المعنية سنعمل مععًا بالتنسيق مع مركز الملك سلمان لإنجاح هذا المشروع وتحقيق الأهداف المرسومة.
وذكّر وزير الخارجية اليمني في ختام كلمته بدعوة الحكومة الشرعية وتحالف دعم الشرعية للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية وخاصة الأمم المتحدة لمساعدة الحكومة اليمنية في التخلص من الألغام من خلال تبني مشاريع مماثلة وبصورة خاصة مسح الألغام التي زرعها الانقلابيون في الممرات المائية الدولية جنوب البحر الأحمر، داعيًا في نفس الوقت المجتمع الدولي لإدانة المليشيات الانقلابية لانتهاكها القانون الدولي الإنساني واستمرارها في زراعة الألغام العشوائية ومحاسبة مرتكبي تلك الانتهاكات والجرائم.
وقال الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية الدكتور فلاديمير كوفشينهوف في كلمته إننا نجتمع اليوم من أجل قضية مهمة وهي مخاطر الألغام وعلى وجه الخصوص الألغام التي سرقت حياة الكثير في اليمن وغيرها من الدول بما فيها ليبيا وسورية والعراق.
وبين كوفشينهوف أن الألغام ومنذ ابتكارها شكلت خطرًا كبيرًا وصعبًا على حياة البشرية وهذا الخطر ليس محصورًا على عناصر المليشيات فقط بل للأسف على المدنيين، وفي بعض الأحيان تتسبب الألغام في بتر الأطراف وقد تحرم شخصًا من عائلته أو تسلب حياة عائلة بأكملها، وفي كل الحالات فإن الألغام وبدون شك سبب في المآسي والأحزان.
وتابع: فالآن أكثر من أي وقت مضى يجب علينا -نحن المؤسسات المكلفة بتقديم المساعدة وتوفير الحماية- بأن نلبي مستوى توقعات العالم وأن نقدم نتائج وتوصيات ملموسة بخصوص سبل تحسين آليات مكافحة الألغام في اليمن وغيرها من الدول.
ونوه المسؤول الدولي بالمملكة ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة الذي أسهم مساهمة كبيرة في الجهود الرامية لحماية المدنيين وتخفيف معاناتهم الجسدية والنفسية الناتجة عن الألغام، مفيدًا بأننا في المنظمة الدولية للحماية المدنية - وبالتماشي مع اختصاصنا للعمل على حماية المجتمعات من الكوارث الطبيعية والكوارث الناتجة عن عمل الإنسان مستعدين للانضمام إلى جهود تحسين حماية المدنيين في اليمن من الدمار الناتج عن الألغام.
وأشار إلى أن المنظمة الدولية للحماية المدنية لها تاريخ عريق في مجال التعامل مع الألغام في مناطق عده حول العالم ومنها صربيا وكرواتيا وسيرلانكا ولبنان وغيرها، ولطالما كان اليمن عضوا فعالاً منذ انضمامه لمنظمتنا ولهذا لن تتخلى المنظمة الدولية للحماية المدنية عن اليمن خلال هذه الأوقات العصيبة من خلال المساعدة الكريمة من شركاء المنظمة والدول الأعضاء الأخرى مثل المملكة العربية السعودية.
وأشاد كوفشينهوف بالتعاون بين المنظمة و مركز الملك سلمان للإغاثة متطلعًا لاستمرار العمل عن كثب في المستقبل مع المركز نحو تحقيق أهدافنا المشتركة في مجال حماية المجتمعات والأراضي من الكوارث.
وأعرب الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية عن أمله وثقته في نجاح المشروع وأن تكون بداية لبرامج ومشاريع واعده في المستقبل.
وقد تجول المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبدالله الربيعة على أجنحة المعرض المصاحب للمؤتمر يرافقه عدد من مسؤولي المركز وضيوف الحفل والحضور الكريم واستمع لشرح واف من مسؤولي الأجنحة عن محتوياته، وقد أبدى سعادته بما شاهده.
وفي السياق، أوضح المستشار بالديوان الملكي المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة أن تكلفة المشروع السعودي لنزع الألغام «مسام» 40 مليون دولار، وسيكون المشروع لمدة عام على خمس مراحل تبدأ بالتجهيز والتدريب وإعداد الفرق الميدانية لنزع الألغام، ثم الانتشار في الميدان، ونقل الخبرة للكوادر اليمنية، مضيفًا أن الهدف من المشروع الديمومة وأن يخلف وراءه خبرات يمنية للمساعدة والتمكين في الاستمرار في نزع الألغام لتصيح اليمن أرضًا بلا ألغام.
وأضاف الدكتور الربيعة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم بالرياض، عقب حفل تدشين مشروع «مسام»، أن المشروع، سيعمل بشراكة على أرض الميدان مع البرنامج الوطني اليمني لنزع الألغام، إذ سيكون خير من يعاون الشعب اليمني في نزع الألغام، التي أصبحت تمثل كارثة إنسانية في اليمن.
وأشار الدكتور الربيعة إلى أن العمل الإنساني يمثل أولوية قصوى للمملكة في كل المناطق التي تم تحريرها، موضحًا أنه تم إطلاق جسر بري سعودي لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية لكل المحتاجين في محافظة الحديدة، كما سينطلق جسر جوي من الرياض، للحديدة يوم غد، وتسيير عدد من السفن التي تستعد للانطلاق من جازان، مؤكداً في الوقت ذاته حرص المملكة العربية السعودية على اليمن وأهله والرفع عن معاناتهم.
من جانبه، أكد مدير المشروع السعودي لنزع الألغام «مسام» أسامة القصيبي، قدرة المشروع على التغلب على جميع الألغام المبتكرة من قبل المليشيات المسلحة، وكذلك العبوات الناسفة، مشيرًا إلى أن المشروع يستخدم أحدث ما توصلت له التقنية والأجهزة المتطورة في نزع الألغام، ولن يواجه مشكلات مستقبلية من هذا النوع.
وأوضح القصيبي، أنه تم خلال مرحلة إعداد فرق «مسام» تجهيز 32 فريق للعمل داخل الأراضي اليمنية، وخمسة فرق متخصصة للتدخل السريع والعبوات الناسفة، إضافة إلى الاستعانة بالوسائل الحديثة والمتطورة للكشف عن المتفجرات، مضيفًا أنه بدأ العمل بالمشروع بالشراكة مع البرنامج الوطني لنزع الألغام في اليمن، كما سيعمل المشروع على إعادة تدريب وتأهيل الفرق التابعة للبرنامج الوطني لنزع الألغام في اليمن، ونقل الخبرات لها، وتمكينها من الاستمرارية مستقبلًا لحماية اليمن من خطر الألغام.
من جهته، قدم وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، الشكر للمملكة على جهودها التي تبذلها وللمركز الذي يقدم العمل الإنساني، وقال: يوجد عمل إنساني يمر بالتوازي مع العمل العسكري، وتنطلق العمليات الإنسانية وتثبيت المراكز الاغاثية في أي منطقة يتم تحريرها، ولا يوجد إعاقة للعمليات الاغاثية والإنسانية من طرفنا.
فيما قدم زير حقوق الانسان اليمني محمد عسكر، خلال حديثه في المؤتمر، شكره للمملكة على مشروع «مسام» مبينًا أن المشروع يؤكد الدور الإنساني للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسولي عهده الأمين.
من جانبه، أوضح مدير البرنامج الوطني لنزع الألغام في اليمن أمين العقيلي، أنه تمت زراعة الألغام في اليمن بطريقة عشوائية وبأعداد كبيرة جدًا، قد تصل إلى ملايين الألغام، ويتجاوز تأثيرها الأنسان والحيوان في اليمن، ويصل تأثير الألغام البحرية منها للتأثير على الملاحة الدولية.