علماء ودعاة:ليكن التعبير العام عن الإدانة حضاريا وبوسائل سلمية

احتجاجات واسعة على إعادة الرسوم المسيئة

ثامر الزايدي، عبدالله عمر (مكة المكرمة)

أدانت منظمات وهيئات إسلامية وعلماء ودعاة من كافة العالم الإسلامي ما قامت به مجموعة كبيرة من الصحف الدانماركية من إعادة لنشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم الاسبوع الماضي بحجة التأكيد على حرية التعبير في أعقاب إعلان المخابرات الدانماركية عن حملة للاعتقالات قامت بها الشرطة الدانماركية في مدينة آرهوس لمشتبهين بدعوى تخطيطهم لقتل رسام الكاريكاتير صاحب الرسوم المسيئة. واعتبرت منظمة نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم أن ذلك لا يصدر إلا عمن ليس عنده احترام للأديان والأنبياء، ويعتبر مثالاً للإفلاس الحضاري والانحطاط الأخلاقي، كما يعكس صورة من صور الحقد الأعمى والعنصرية البغيضة لدى تلك الصحف ومن يمثلها.
من جهته قال فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة الداعية الإسلامي السعودي ان الرسوم الكاريكاتورية التي أعادت نشرها صحف دانماركية خلال الأسبوع الماضي ليست إهانة للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) ولكنها تمثل إهانة للمسلمين أنفسهم. وقال العودة، في موقعه (الإسلام اليوم) إنني أعتبر أن هذه الرسوم ليست مسيئة للرسول ولكنها مسيئة للمسلمين، فالرسول رفعه ربه وكرّمه وقال له في كتابه الكريم: {ورفعنا لك ذكرك}. وأضاف: “فإذا كان الله رفع ذكره فمن هذا الذي يستطيع من حقراء البشر وسفهائهم أن يضع من قدر النبي (صلى الله عليه وسلم). وأشار العودة إلى أن هذه الإساءات التي يتعرض لها الإسلام والمسلمون ورسولنا خاصة في هذا الوقت ليست وليدة هذا اليوم، مشيرًا إلى أن التطاول على الرسول بدأ منذ بعثته صلى الله عليه وسلم فاليهود قالوا فيه ما قالوا والمشركون كذبوه، وكذلك المنافقون ومع ذلك كان النبي بحلمه وحكمته وقوّته ورحمته قدوة للعالمين. ودعا الشيخ العودة المسلمين أن لا يجعلوا هذه الأحداث التي تتكرر “تزلزل يقيننا بالله وعزائمنا الصلبة”. وحول الواجب على المسلمين ومؤسساتهم فعله تجاه تكرار تلك الأحداث قال العودة: من الواجب علينا الانتقال من ردود الأفعال إلى الأفعال، فالمؤلم أن المسلمين ربما ينفعلون انفعالاً مؤقتًا ولكن مثل احتراق السعف نار تشتعل بسرعة وتنطفئ بسرعة أيضًا، ولكننا نريد توظيف هذا الغضب والانفعال إلى أن يكون برنامجًا مستمرًا وتوظيفه للتعبير عن الرؤية الإسلامية”.
من جهته دعا د.علي بادحدح الأمين العام المساعد لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم في تصريح خاص بملحق(الدين والحياة) جميع المسلمين في العالم بعدم القيام بأي أعمال عنف وشغب، وأي أنشطة خارجة عن القانون؛ لما لذلك من آثار سلبية على الجالية الإسلامية والاستعاضة عنها بتقديم الاحتجاجات إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي في الدول المختلفة. وطالب المسلمين هناك بالتعبير العام عن الإدانة بالوسائل السلمية حسب المتاح قانونياً في كل دولة من الدول، مع السعي لمتابعة وتجديد الجهود القانونية ضد من يسيء للإسلام والمسلمين بحسب المتاح”
الشيخ عبدالمجيد الزنداني عبر من ناحيته عن ألمه لهذا الاستفزاز وطالب بإعادة المقاطعة السياسية والاقتصادية للدانمارك، في ما رأى الدكتور حامد الرفاعي أن موضوع المقاطعة الاقتصادية غير مجدية، وان المسلمين أخفقوا في المرة الأولى، وطالب من جهته الشيخ يوسف القرضاوي المسلمين التزام السكينة والهدوء وعدم الانجرار لأعمال عنف تعود بالضرر على المسلمين.
تفاصيل ص43