ثقافة وفن

الجماعات المتطرفة عطلت التنمية الثقافية في العالم العربي

مشاركون في البرنامج:

سحر شريف متحدثة في البرنامج. (عكاظ)

علي الرباعي (الطائف) okaz_online@

أكد مشاركون في البرنامج الثقافي لسوق عكاظ، أن التطرف أسهم في تعطيل التنمية في العالم العربي، وكشف الأكاديمي الدكتور أحمد حجاب زايد أن التعددية في سوق عكاظ وسيلة للتنمية، لافتا إلى خطورة ثقافة التطرّف لكونها معوقا للتنمية، مؤملاً الخروج عما هو مألوف تجاوزا لمفهوم العنف، مشيراً إلى خطر النمطية التي يحاول البعض إلزام الناس بها.

وعدّ زايد ثقافة التطرّف فرعية تقوم على الرؤية الضيقة للعالم والمنظور الخاص الذي يرى الأمور من زاوية حادة وحمل الوصاية الثقافية مسؤولية الحد من المواهب والإبداع كون الوصي يثق بنفسه وأنه يعرف أكثر وأجود وأصوب.

وأضاف: أن المتطرفين يصبون جام غضبهم على المجتمع ورموز الثقافة ويشنون هجوما على ما لا يرضونه، وينقدون ويشنعون على المجتمع في ممارسة حياته سلوكا وحركة. ووصف المتطرف بعديم الثقة بنفسه وبالآخرين ونظرته للوطن ضيقة، داعيا إلى الاختيارية العقلانية من العولمة لبناء العقل الثقافي وتأسيس رأس المال الاجتماعي وتطوير الخطاب الديني لبناء مجتمع المعرفة من خلال التعليم والثقافة. فيما تناولت الدكتورة فوزية البكر منهاج وفلسفة رؤية المملكة التي قامت على الاستفادة من كل القيم لبناء مفاهيم تنموية شاملة تؤسس لبيئة ثقافية مستدامة لخلق مجتمع حيوي.

ودعت إلى التخلص من المخاوف التاريخية والحوار مع الممانعة حتى يتم إقناعهم بأهمية تنمية ثقافية دون إكراهات ليستمتع بوجوده في وطنه، مؤكدة على خطط مرنة وتأصيل مفهوم وطني للعمل من أجل الوطن وتعزيز مقومات التنمية من خلال الإنسان والعلم والمال وتجاوز التعليم الديكوري، وتطلعت إلى إسهام وزارة الثقافة الوليدة وهيئة الثقافة والجمعيات الأهلية المساندة لتشجيع المبدعين وإشعار الناس بالأمان في ظل المتغيرات.

ودعا الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في مصر الدكتور سعيد المصري إلى النمو الاحتوائي لاستيعاب الجميع، مشيراً إلى مرور ٦٠ عاماً منذ إنشاء وزارة الثقافة، ودورها التاريخي في تعزيز التنمية اقتصاديا، اجتماعيا والاندماج في استقرار بيئي، مؤكداً أهمية العدل والتوازن أفقيا ورأسياً بين الماضي والحاضر وعدم استنفاد كل المقدرات في الحاضر ومعالجة مشكلات قصور النظر للحياة المشتركة للتعايش والإقصاء وعدم المساواة وشيوع القيم والمعتقدات المكبلة لروح التغيير والذهول عن المستقبل.

وأكد أنه لا توجد وصفة واحدة لتحقيق التنمية في ظل تباين الأطر الثقافية ما يقتضي تفاوت المسارات واختلافها، موضحاً أن النجاح والفشل في التنمية يقوم على الثقافة، كونها مسؤولة عن فهم نظرة الناس للحياة والمستقبل والتهيئة للتغير بإشراكهم في التنمية والمواءمة بين غايات النماذج التنموية وتنمية العناصر الإيجابية للتراث وتخليصه من غبار التعصب وتعزيز الثقافة باعتبارها عنصراً في الاستدامة عبر رأسمال اقتصادي واجتماعي وبيئي وثقافي ينتج روئ منفتحة، لافتا إلى أن التطرف عطل التنمية لعقود.

واستعرضت أستاذة الأدب في جامعة الإسكندرية الدكتورة سحر شريف دور المسرح في التوعية الثقافية من خلال المسرح الجامعي الذي هو من الركائز الأساسية للتنوير وتشكيل مفاهيم جديدة للوعي العام خصوصا في ظل التحام الجمهور بالممثلين على الخشبة.

وكشفت عن تأثير المسرح على سلوك ونظرة المجتمع للتحضر وممارسته وموقفهم من الحياة وعدت المسرح الجامعي امتدادا للمسرح المدرسي في تنمية المواهب وتعزيز الانتماء ونبذ التعصب والغش.