أخبار

كيف سعى «الحمدين» لتبييض نظامهم في الكونغرس؟

سفر وعشاء.. استبعاد ومنع ووساطة

«عكاظ»(جدة) Okaz_Online@

يقول المستشار السابق لقطر، جوي اللحام، الذي تقاضى 1.45 مليون دولار، بما فيها المصروفات نظير عمله في مناصرة قضيتها «عندما حدثت المقاطعة لم تكن قطر موجودة في الكونغرس»، إذ إن انشغال الإمارة الصغيرة، بإيقاد الفتن ودعم الإرهاب وجماعاته، أشغلها عن تلميع صورتها في مكامن صناعة القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي كلفها الكثير من الأموال والتنازلات على حساب المبادئ والقيم والأخلاق، ومنع عرض أفلام وثائقية على «الجزيرة» ينتقد أنصار إسرائيل في الولايات المتحدة واستبعاد الكتب المناهضة للسامية في معرض للكتاب بالدوحة والعمل من أجل إطلاق سراح إسرائيليين مخطوفين.

وفي جو من الألفة الشديدة تجمع بضع عشرات من بينهم أعضاء في الكونغرس ومسؤولون في الإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي «بحسب رويترز» على عشاء في أحد الأحياء الراقية في واشنطن على شرف وزير الخارجية القطري، مر الوقت في العشاء مع المسؤولين القطريين في مطعم بواشنطن لكسب تأييد أعضاء في الكونغرس في هدوء دون أن يشارك فيه أي فرد من أصحاب النفوذ في إدارة ترمب، على حد قول واحد من المشاركين فيه، في الوقت الذي يحاول القطريون إخفاء سوأة الحمدين، بـ«أوراق أعضاء الكونغرس»، والاستحواذ على أذرع اقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية، لفسخ عقد نكاحها والإرهاب، رغم استمرار إقامة دعاته على أرضها واستقبالهم رسمياً من أمير البلاد.

بهذلة أضحت ملازمة لـ«إمارة شرق جزيرة سلوى» بعد مرور عام على مقاطعة الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب لها، والفشل القطري في التوصل إلى طريق يؤدي للحل غير الوحيد المؤدي إلى الرياض، رغم تمكن «العضو الصغير في منظمة أوبك» من إقناع بعض أعضاء الكونغرس والأمريكيين من أصحاب النفوذ أنها حليف للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب، الإستراتيجية التي كلفت قطر، ما لا يقل عن 24 مليون دولار على الاستفادة من جماعات الضغط في واشنطن منذ بداية العام 2017.

وتحاول جماعات الضغط الموالية لإمارة قطر إيقاف مشروع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس إد رويس صاحب النفوذ الكبير لإصدار قانون يعتبر قطر من الدول الراعية للإرهاب، الأمر الذي قال عنه اثنان من العاملين بجماعات الضغط، إن قطر «حشدت كل طاقاتها في الكونغرس» لمعارضة مشروع القانون ومنها أنها وجهت في هذا الإطار نداء إلى مكتب بول رايان رئيس مجلس النواب. وقال الجمهوري الذي موّل مؤتمراً عن قطر وجماعة الإخوان المسلمين إليوت برويدي بعد رفعه دعوى على قطر يتهمها فيها باختراق رسائل بريده الإلكتروني، «من المفهوم أن القطريين استدعوا كل العاملين لحسابهم في جماعات الضغط وأنصارهم لمحاولة تعطيل مشروع القانون، لكن الفصل الأخير في هذه المسائل لم يكتب بعد». وسعت قطر للتواصل مع حلفاء صهاينة أيضاً، ففي يناير رتبت جماعات الضغط القطرية سفر رئيس المنظمة الصهيونية في أمريكا مورتون كلاين في الدرجة الأولى على الخطوط الجوية القطرية وحجزت له الإقامة في منتجع فندق شيراتون جراند الدوحة لحضور لقاءات مع قادة البلاد.ومن تلك اللقاءات اجتماع منفرد استمر ساعتين مع أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.وقال كلاين إن المسؤولين القطريين وعدوه بمنع عرض فيلم وثائقي لقناة الجزيرة ينتقد أنصار إسرائيل في الولايات المتحدة وباستبعاد الكتب المناهضة للسامية في معرض للكتاب بالدوحة والعمل من أجل إطلاق سراح إسرائيليين مخطوفين.

ولا يزال كلاين ينتقد قطر لكنه قال في مقابلة الأسبوع الماضي، إنه تشجع ببعض الخطوات التي اتخذت لمعالجة مخاوفه، وقال إن قناة الجزيرة لم تبث الفيلم الوثائقي وإنه يواصل العمل مع المسؤولين في المسائل الأخرى.