محطة أخيرة

زياد بن طارق.. رحيل يبكي عشاق المعرفة ومحبي الحياة

زياد بن طارق

نعيم الحكيم (جدة) naeemtamimalhac@

«لم يصبني حزن ما إلا وانتشلتني منه القراءة». هذه العبارة كانت آخر وصايا الشاب الراحل زياد بن طارق، متغلبا على مرضه الذي أقعده عن المشي والحركة. بيد أنه عوضه بالقراءة والعمل والتفكير والتحول لشخص إيجابي في الحياة يزرع البسمة والفرح، وينشر المعرفة وحب الحياة والتحدي.

رحل زياد صباح أمس (الجمعة) عن الحياة تاركا وصاياه مدونة في حسابه البسيط على «تويتر»، لتكون أثرا يقتفى من محبيه وعشاقه. وختم زياد تغريداته قبل رحيله بعبارة حكى فيها قصته مع مرضه بقوله: «كل ما تدخل نفسي في شجار مع الذئبة الحمراء (مرضي)، أحاول عقد إصلاح بينهما، واتفقنا على منح صداقتنا فرصا دون انهزام، وأن الله يحبنا ويريد لنا كل خير». وكان آخر ما خطه في حسابه الآية القرآنية: «وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين».

ومن الأزرق للأسود توشح طائر تويتر معلنا حالة الحداد على رحيل الشاب الجداوي الطموح، وامتلأ الهاشتاق الذي حمل اسمه بمئات التغريدات التي نعت الفقيد، مستذكرة آثاره ووضعته أيقونة للتحدي والطموح والحياة بالعمل والمعرفة والثقافة. ونعى ممثل السعودية لدى اليونيسكو السابق زياد الدريس الفقيد قائلا: «الله يغفر لزياد ويرحمه ويعوضه عن شبابه في الفردوس ويعوض أهله عنه خيرا». فيما كتب المغرد الشهير نايفكو قائلا: «آلمني خبر رحيل زياد كان عنده طموح كبير وكان يعمل على مشروع لنفع الناس.. اختفى عني قبل أيام، واليوم علمت أنه رحل إلى جوار ربه، اللهم ارحم زياد إنه كان عبدا شكورا». وخطت حليمة مظفر تغريدات عدة قالت فيها: «أحزنني جدا رحيل زياد بن طارق رحمه الله. شاب صغير كله تفاؤل وأحلام رغم المرض.. عرفته عبر تويتر فتابعته وعرفت تجربته الرائعة في القراءة..كان ينعت مرضه الذئبة الحمراء بصديقته وكان من أحلامه أن يشارك بمعرض الرياض للكتاب والحمد لله أن ساعدني لتحقيق حلمه بترشيحه».