أخبار

لماذا أخفقت «العمل» في كبح البطالة

نصيب الأسد من «الوظائف الهندسية» لـ2.4 مليون وافد.. والسعوديون لا يتجاوزون الـ221 ألفاً !

علي الرباعي (الباحة)، «عكاظ» (أبها) Okaz_Online@

فيما تبدو أرقام الهيئة العامة للإحصاء عن حال سوق العمل في الربع الأول من العام الحالي تحمل في طياتها سيلا من التساؤلات التي يبحث عن إجاباتها السعوديون، بإعلانها مغادرة أكثر من 234 ألف وافد سوق العمل (بمعدل 2602 عامل يومياً)، زادت نسبة البطالة بين السعوديين احمراراً بعد أن لامست حاجز الـ12.9%، ما زاد من لهيب الأسئلة الموجهة لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية.

ولا يزال أكثر من 320 ألف وافد ممن تجاوزوا الـ60 عاماً يعملون في السوق السعودية، وبلغ عدد من تجاوزوا عتبة الـ65 عاما في سوق العمل 115.8 ألف وافد (من بينهم 1976 وافدة)، ولم يتجاوز عدد السعوديين «المشتغلين» ممن تجاوزوا الـ65 عاماً حاجز 13.4 ألف، بنسبة 0.4%، وهي أقل نسبة للمشتغلين السعوديين.

وعن المهن التي يشغلها غير السعوديين في سوق العمل (الخاضعون لأنظمة ولوائح التأمينات الاجتماعية)، يلفت الإحصاء الرسمي إلى استحواذ «غير السعوديين» على نصيب الأسد من كعكة «المهن الهندسية الأساسية المساعدة»، إذ يتجاوزون حاجز الـ2.4 مليون وافد، مقابل 221 ألف سعودي، في وقت يشتكي المهندسون السعوديون من قلة فرص العمل الوظيفية!

وبأكثر من الضعف، يبلغ عدد الوافدين العاملين في مهن «الفنيين» في المجالات العلمية والفنية والإنسانية أكثر من 488 ألفا. في المقابل، يشغل السعوديون 206 آلاف وظيفة، والأمر يتكرر وبفارق أقل في مهنة الاختصاصيين في المجالات العلمية والفنية والإنسانية، إذ لا يتجاوز عدد السعوديين المشتغلين في المهنة 164.1 ألف، فيما يزيد عدد الأجانب العاملين في ذات المهنة على 288.1 ألف وافد.

وبلغ إجمالي تأشيرات العمل الصادرة من القطاع الحكومي في الربع الأول من العام الحالي 14352 تأشيرة (8.4 ألف للوافدين، و5920 للوافدات)، ولم تتجاوز تأشيرات العمل في القطاع الخاص المستخرجة 105.9 ألف تأشيرة.

وفيما ارتفعت أعداد السعوديين شاغلي المناصب العليا الخاضعة لأنظمة ولوائح التأمينات الاجتماعية والتي تسميها «هيئة الإحصاء» بـ«المشرعون والمديرون ومديرو الأعمال» إلى أكثر من 159 ألفا، يشغل غير السعوديين أكثر من 65 ألف وظيفة في ذات المهنة.

ويزيد عدد غير السعوديين في مهن «البيع، الخدمات، الزراعة وتربية الحيوانات والطيور والصيد، والعمليات الصناعية الكيميائية والصناعات الغذائية، والمهن الهندسية الأساسية المساعدة، الاختصاصيون والفنيون في المجالات العلمية والفنية والإنسانية، ومهن أخرى لم تحددها الهيئة».

ولا يتحرج عثمان بن صالح في وصف أبنائه العاطلين بـ«أشجار الزينة المخضرة طوال العام دون أن تكون لها ثمرة»، موضحاً أن أبناءه نالوا نصيباً وافراً من التعليم «إذ تخرجوا في الجامعات بتقديرات جيدة، إلا أنهم لم يحظوا بوظيفة في القطاع الحكومي ولا الخاص».

واستعاد عثمان، في حديثه إلى «عكاظ»، قصته مع الوظيفة عندما كانت المؤسسات الحكومية تتسابق على ضمه لها برغم أنه وأقرانه لم يتحصلوا إلا على شهادة المرحلة الابتدائية.

واعتادت جهات معنية بالتوظيف واستقطاب الشباب على تقاذف مسؤولية ارتفاع معدلات البطالة، وتحاول كل جهة التبرؤ من زيادة عدد العاطلين، في حين كان الراحل غازي القصيبي أول من نادى بتعديل المقررات وتطوير التعليم الفني والمهني من خلال كتابه «مصالحات ومغالطات وأشياء أخرى»، إذ حذر فيه من خطورة التعليم النظري التلقيني، وطالب مؤسسات التعليم بابتكار أساليب لتحبيب الطلاب من سن مبكرة في الحرف خصوصاً المتوارثة وتطويرها إلا أن البعض لم يأخذ كلام (الأستاذ) مأخذ الجد وعدّه تنظيراً ترفياً.