أخبار

مصادر «عكاظ»: واشنطن تطالب إيران بالرحيل الكامل عن سورية

قمة ترمب ـ بوتين تحسم ملف الأزمة اليوم

عبدالله الغضوي (إسطنبول) okaz_online@

كشفت مصادر مطلعة تفاصيل الاتفاق الروسي الإيراني الأردني مع الولايات المتحدة الأمريكية، حول انسحاب إيران من عمق 45 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل والأردن مقابل الانسحاب الأمريكي من منطقة التنف شرقي سورية على الحدود مع العراق.

وأكد المصدر المطلع على ما يسمى بـ«الورقة البيضاء» التي رسمت حدود الوجود الإيراني في سورية وأبعدتها عن المناطق الحدودية بموجب تفاهمات سابقة، أن مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جون بولتون رفض هذه الورقة ساخرا منها، مشترطا خروج الميليشيات الإيرانية بشكل كامل من سورية.

ونقل المصدر أن بولتون لم يكتف بشرط الانسحاب الإيراني الكامل من سورية، بل دعا إلى آليات مراقبة صارمة على الميليشيات الإيرانية، والتأكد من مغادرتها بشكل كامل، داعيا روسيا إلى العمل على هذا الأمر بشكل دقيق وحذر، من خلال مراقبة عسكرية مشتركة.

واعتبر بولتون أن إيران ما زالت تمارس الخداع في سورية والعراق وفي أكثر من مكان في الشرق الأوسط، الأمر الذي يتطلب سياسة حازمة، مؤكدا أن سياسة العصا لن تتوقف ضد نظام الملالي.

وحاولت روسيا من خلال لقاءات مكثفة مع الجانب الأمريكي، أن تصنع اتفاقا تقوم بموجبه القوات الأمريكية بالانسحاب من التنف باتجاه القواعد الأمريكية في دير الزور، مقابل ضمان السيطرة على الميليشيات الإيرانية وانسحابها من عمق 45 كيلومترا على الحدود مع إسرائيل، إلا أن البيت الأبيض ومستشار الرئيس الأمريكي استبعدا القبول بهذا الاتفاق، معتبرين أنه لا يكفي مع إيران.

ومن بين المطالب الأمريكية من الجانب الروسي، هو ضمان تام لخروج الميليشيات المرتبطة بإيران وعزل جيش النظام السوري عن هذه الميليشيات، خصوصا بعد معلومات أمريكية أن الميليشيات الإيرانية باتت جزءا من جيش النظام السوري وترتدي ملابس الجيش السوري.

وعلمت «عكاظ» أن منسق التحالف الدولي بيرت ماكغورك هو الذي أعد الورقة البيضاء، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في مارس الماضي نيته الانسحاب من سورية، الأمر الذي دفع ماكغورك لوضع آليات الانسحاب من سورية.

في غضون ذلك، توقع مراقبون أمريكيون وسوريون، أن يشهد لقاء الرئيسين الأمريكي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين اليوم (الخميس) في هلنسكي تحولا مهما في الملف السوري والتعامل مع إيران في سورية.

وبحسب المراقبين أن اجتماع مساومات سيكون في هلنسكي بين الزعيمين حول سورية، خصوصا الوجود الإيراني، مبينين أن ما يتمخض عن هذا اللقاء سيكون تفاهما لفترة طويلة بين الجانبين تقوم على أساسه سياسات الدول الإقليمية.