على خطى ابن الجوزي
مع الفجر
السبت / 08 / ذو القعدة / 1439 هـ السبت 21 يوليو 2018 01:20
عبدالله عمر خياط
عجيب أمر المؤرخين، فهم يركزون أكثر ما يركزون على الخلفاء والعظماء والأعيان ويتركون عامة الناس، وقد قالت إحدى الصحابيات لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وعنها: لقد كنت عميراً، وأصبحت خليفة المسلمين. فقال لها أحد رفقاء عمر: كفي يا هذه.
فقال له عمر: أتدري من هذه ؟ قال: لا. قال: إنها خولة التي سمع الله قولها من فوق سبع سماوات ونزل القرآن يقول: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله}، فعمر والله أحرى بأن يسمع لها.
وبين يدي كتاب بعنوان: «على خطى ابن الجوزي- في صيده للخاطر» للدكتور يوسف بن أحمد حوالة وهو من أهل المدينة المنورة وقد نشر في هذا الكتاب أفكاره وخواطره، وذكر فيه قصة امرأة مسلمة في الأندلس لم يعرف اسمها؛ لأن المؤرخين لم يهتموا باسمها، كما لم يهتموا باسم المرأة التي صاحت «وامعتصماه» قبلها في بلاد الأناضول (تركيا) حالياً.
وقصة الأندلسية مطموسة إذ لم يهيئ الله لها من يتحدث عنها كما فعل الشاعر عمر أبو ريشة في تذكيره للعالم العربي بالتي صاحت «وامعتصماه».. إذ قال عمر أبو ريشة:
لامست أسماعهم لكنها *** لم تلامس نخوة المعتصم.
وباختصار فإن قصة المرأة الأندلسية كما حكاها الدكتور يوسف نقلاً عن ابن خاقان في كتابه «مطمح الأنفس ومسرح التأنس في مُلَح أهل الأندلس»: أن الوالي الأندلسي الحاجب المنصور سمع عن قصة امرأة مسلمة مأسورة في إحدى كنائس النصارى في إقليم الباسيك.
وقال الدكتور يوسف: إن المنصور خرج من فوره من قرطبة حتى وصل إلى مملكة نافار وفوجئ ملكها به وداخله الرعب، لذا بادر إلى الكتابة للمنصور يسأله سبب غزوته، ويقسم له أنه ما جنى ذنباً، وما حاد عن طريق اتفاقية الهدنة، إلا أن المنصور أبلغ الرسول في لهجة عنيفة أن الملك غارسيا ملك البلاد قبله عاقده على ألا يبقي ببلده أسيرا ولا مأسورة البتة، وقد بلغه أن هناك امرأة مسلمة ما زالت مأسورة في كنيسة من كنائس بلده، ولهذا خرج إليه ولن ينتهي حتى يبلغ بلاده، وحمل الرسول الرسالة الغاضبة المتوعدة إلى الملك. (وهكذا) أطلق الملك النافاري المرأة مع امرأتين أخريين كانتا تحت الأسر كذلك، مقسماً بغليظ الإيمان أنه ما أبصرهن ولا سمع عنهن.
ويضم كتاب «على خطى ابن الجوزي» أكثر من 70 مقالة نشرتها جريدة المدينة قبل ربع قرن، وفيه بث الكاتب هموم وشجون مراقب ومنابع لأحداث الأمة العربية والإسلامية، إضافة إلى بعض الخواطر التي ضمها الكتاب القيم.
السطر الأخير:
رُبَّ وامعتصماه انطلقتْ ملءَ أفواه الصبايا اليُتَّم
* كاتب سعودي
aokhayat@yahoo.com
فقال له عمر: أتدري من هذه ؟ قال: لا. قال: إنها خولة التي سمع الله قولها من فوق سبع سماوات ونزل القرآن يقول: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله}، فعمر والله أحرى بأن يسمع لها.
وبين يدي كتاب بعنوان: «على خطى ابن الجوزي- في صيده للخاطر» للدكتور يوسف بن أحمد حوالة وهو من أهل المدينة المنورة وقد نشر في هذا الكتاب أفكاره وخواطره، وذكر فيه قصة امرأة مسلمة في الأندلس لم يعرف اسمها؛ لأن المؤرخين لم يهتموا باسمها، كما لم يهتموا باسم المرأة التي صاحت «وامعتصماه» قبلها في بلاد الأناضول (تركيا) حالياً.
وقصة الأندلسية مطموسة إذ لم يهيئ الله لها من يتحدث عنها كما فعل الشاعر عمر أبو ريشة في تذكيره للعالم العربي بالتي صاحت «وامعتصماه».. إذ قال عمر أبو ريشة:
لامست أسماعهم لكنها *** لم تلامس نخوة المعتصم.
وباختصار فإن قصة المرأة الأندلسية كما حكاها الدكتور يوسف نقلاً عن ابن خاقان في كتابه «مطمح الأنفس ومسرح التأنس في مُلَح أهل الأندلس»: أن الوالي الأندلسي الحاجب المنصور سمع عن قصة امرأة مسلمة مأسورة في إحدى كنائس النصارى في إقليم الباسيك.
وقال الدكتور يوسف: إن المنصور خرج من فوره من قرطبة حتى وصل إلى مملكة نافار وفوجئ ملكها به وداخله الرعب، لذا بادر إلى الكتابة للمنصور يسأله سبب غزوته، ويقسم له أنه ما جنى ذنباً، وما حاد عن طريق اتفاقية الهدنة، إلا أن المنصور أبلغ الرسول في لهجة عنيفة أن الملك غارسيا ملك البلاد قبله عاقده على ألا يبقي ببلده أسيرا ولا مأسورة البتة، وقد بلغه أن هناك امرأة مسلمة ما زالت مأسورة في كنيسة من كنائس بلده، ولهذا خرج إليه ولن ينتهي حتى يبلغ بلاده، وحمل الرسول الرسالة الغاضبة المتوعدة إلى الملك. (وهكذا) أطلق الملك النافاري المرأة مع امرأتين أخريين كانتا تحت الأسر كذلك، مقسماً بغليظ الإيمان أنه ما أبصرهن ولا سمع عنهن.
ويضم كتاب «على خطى ابن الجوزي» أكثر من 70 مقالة نشرتها جريدة المدينة قبل ربع قرن، وفيه بث الكاتب هموم وشجون مراقب ومنابع لأحداث الأمة العربية والإسلامية، إضافة إلى بعض الخواطر التي ضمها الكتاب القيم.
السطر الأخير:
رُبَّ وامعتصماه انطلقتْ ملءَ أفواه الصبايا اليُتَّم
* كاتب سعودي
aokhayat@yahoo.com