كتاب ومقالات

القصاص لمنحرف يحرف سيارة

محمد بن سليمان الأحيدب

كثرت وتكررت مقاطع الفيديو للحوادث الناتجة عن معاقبة سائق مركبة لسائق آخر بحرفه عن الطريق أي باللهجة الدارجة (حده)، إما بالتمويه أو الصدم وإخراجه عن مساره ليصطدم بالرصيف أو بعمود كهرباء أو بسيارة أخرى، وفي أحدث مقطع لحادث شنيع قام سائق بملاحقة آخر والاحتكاك به لينحرف ويعبر الرصيف للمسار المعاكس ويعترض كما هائلا من السيارات القادمة، مسببا حوادث شنيعة لابد أنها أزهقت العديد من الأرواح البريئة التي كانت آمنة مطمئنة ولا ناقة لها أو جمل بالخلاف بين سائقين.

بديهي جدا أنه ليس من حق كائن من كان معاقبة الآخر في الطريق مهما كان السبب، وغني عن القول أن من يتعمد معاقبة آخر بسيارته هو كمن يعاقب شخصا بمسدس أو رشاش أو سكين أو أي أداة تقتل، بل إن المركبة أداة قتل جماعي قياسا بحجمها ووزنها وسرعتها وقوة اصطدامها.

لذا فمن الطبيعي جدا، بل ومن العدل أن يقاضى ذلك المعتدي ويحاكم كقاتل متعمد ويحكم عليه بالقصاص إذا ما نتجت وفاة نفس واحدة بسبب ذلك الإجرام.

لكن السؤال المهم هو لماذا يحدث هذا في طرقنا وبشكل متكرر؟!، ولماذا تمت الاستهانة بالمركبة كأداة قتل وأصبحت تستخدم باستهتار وتهور؟!، سواء من مفحط يريد أن يتسلى على حساب أرواح بريئة أو من غاضب لسبب تافه يريد أن يعاقب سائقا أزعجه بالمنبه أو أخطأ وانحرف عليه لوهلة فأغضبه!.

أما السؤال الأهم فهو أين المرور الميداني مما يحدث؟! لماذا يمضي مرتاد الطريق أكثر من ربع ساعة وهو يتابع شجارا حديديا بين مركبتين ولا يرى من يوقفه؟!.

الجواب على السؤال المهم، في ظني، هو لأنه لم يعلن بعد عن تنفيذ حد القتل في قاتل استخدم سلاح السيارة! ولو حدث ذلك، فإن كل من في قلبه مرض سيرتدع وسيرتجف قبل وضع يده على (زناد) المقود ليوجهه إلى خصمه.

أما إجابة السؤال المهم فهو أن لدينا جهاز مرور آليا (ساهر) يرصد فقط ما يمكن تصويره من مخالفات بكاميرات ثابتة، لكن ليس لدينا جهاز مرور ميداني يستطيع تغطية الكثير من طرقنا، ومن يقول غير ذلك فهو يغالط نفسه وعليه مراجعة مقاطع اليوتيوب عن تلك الحوادث وسيجدها أكثر من دوريات المرور السري!.