رياضة

المنتخبات العربية في المونديال.. لم ينجح أحد

56 محترفاً في 13 دورياً فشلوا في انتشال منتخباتهم.. والخبراء يشخصون الأسباب

بندر الأحمدي

نعيم تميم الحكيم (جدة) naeemtamimalhac@

7 نقاط من أصل 36 نقطة حصيلة مشاركة المنتخبات العربية في المونديال الروسي، التي تعتبر الأكبر في تاريخ المشاركات بكأس العالم بـ4 منتخبات.

وفشل أي من المنتخبات الـ4 في الوصول لدور الـ16، في وقت نجح المنتخب الجزائري بمونديال البرازيل 2014 في الوصول للدور ذاته رغم أنه المنتخب العربي الوحيد المشارك حينها. وكانت أفضل النتائج للمنتخبين التونسي والسعودي باحتلالهما المركزين 24 و26 تواليا في الترتيب النهائي للمنتخبات المشاركة بكأس العالم، بعد تحقيقهما فوزا يتيما مقابل خسارتين، لينهيا مشاركتهما بالمركز الـ3 في مجموعتيهما. وتفوق نسور قرطاج على الأخضر بمعدل التسجيل، إذ سجل لاعبوه 5 أهداف، في وقت اهتزت شباكه 8 مرات.

خسر المنتخب التونسي أول لقاءين أمام المنتخب الإنجليزي بهدفين مقابل هدف، وضد المنتخب البلجيكي بـ5 أهداف مقابل هدفين، قبل أن ينهي مشاركته بفوز معنوي هو الثاني له في تاريخ مشاركاته بكأس العالم على حساب المنتخب البنمي بهدفين مقابل هدف.

أما المنتخب السعودي فقد سجل لاعبوه هدفين فقط في شباك المنتخب المصري، بينما تلقى مرماه 7 أهداف بعد خسارتين من نظيره الروسي المضيف في الافتتاحية بخماسية نظيفة، ثم أمام الأوروغواي بهدف نظيف.

ويعد المنتخب المغربي الأسوأ حظا بين المنتخبات العربية المشاركة، إذ قدم مستويات لافتة في أول لقاءين لكنه لم ينجح في التسجيل ليخسر بالنتيجة نفسها بهدف نظيف ضد منتخبي إيران والبرتغال، فيما حقق تعادلا معنويا أمام المنتخب الإسباني بهدفين لمثلهما، لينهي مشاركته خلف السعودية بالمركز 27.

وكان المنتخب المصري الأسوأ بين المنتخبات العربية المشاركة بعد أن خرج برصيد صفري لتلقيه 3 هزائم متتالية، بدأها أمام الأوروغواي بهدف نظيف، مرورا بخسارة ثانية ضد المنتخب الروسي بـ3 أهداف مقابل هدف، لينهي مشاركته بخسارة ثالثة ضد الأخضر السعودي بهدفين مقابل هدف، محتلا المركز 31 من أصل 32 منتخبا مشاركا في المونديال الروسي.

قوائم المحترفين

ورغم أن قوائم المنتخبات العربية الـ4 ضمت 56 محترفا يلعبون في 13 دوريا غير دوريات بلدانهم، 9 منها أوروبية، إلى جانب الدوري الأمريكي، و3 دوريات عربية، إلا أن هؤلاء اللاعبين الذين تأسس أغلبهم في أكاديميات رياضية كبرى حول العالم فشلوا في انتشال منتخبات بلدانهم وتقديم أداء مميز ونقلها لأدوار متقدمة.

وفي الوقت الذي لم يتجاوز عدد اللاعبين الذين ينشطون في دوريات بلدانهم من قوائم المنتخبات العربية الـ4، 36 لاعبا من أصل 92 يمثلون نحو 30% أو أكثر قليلا من إجمالي عدد اللاعبين، فإن 70% من اللاعبين الذين تم اختيارهم في قوائم مونديال روسيا محترفون في دوريات خارجية.

ويعد الدوري الفرنسي الأكثر استقطابا للاعبين العرب بوجود 10 لاعبين، 7 منهم توانسة، و3 مغاربة، متساويا مع الدوري السعودي الذي يحترف فيه 5 لاعبين توانسة ومثلهم من المصريين.

ويأتي بدرجة أقل الدوري الإسباني الذي يحترف فيه 9 لاعبين، 6 مغاربة و3 سعوديين، بعدد الدوري الإنجليزي نفسه الذي يوجد فيه 7 لاعبين مصريين ومغربي تونسي.

واحتوى الدوري التركي على 5 لاعبين، 3 مغاربة، ولاعب لكل من منتخبي تونس ومصر، فيما ضم الدوري الهولندي 3 لاعبين مغاربة.

وضم الدوري الألماني لاعبين كلاهما من المغرب، متساويا مع الدوري البلجيكي الذي يحترف فيه لاعب مغربي وآخر مصري، فيما ينشط بالدوري المصري لاعبان من خارج تشكيلة منتخب الفراعنة كلاهما مع منتخب نسور قرطاج.

وتساوت 4 دوريات في عدد اللاعبين العرب المحترفين فيها بوجود لاعب واحد شارك بالمونديال، هي الدوري الأمريكي واليوناني الذي ضم لاعبين مصريين، بينما ضم الدوري الإيطالي والإماراتي لاعبين مغربيين.

أسباب النتائج

وأمام هذا الكم الهائل من المحترفين في دوريات كبرى عالمية بعضهم يعد من أبرز نجومها، إلا أنهم لم يشكلوا الإضافة المنتظرة، لتخرج المشاركة العربية بكأس العالم في روسيا بنتائج ضعيفة، طارحة تساؤلات عن أسباب تفوق الكم بعدد المشاركين على الكيف بجودة النتائج.

ويفسر الناقد الرياضي حسن المستكاوي سبب فشل المنتخبات العربية في تجاوز دور الـ16 رغم وجود عدد كبير من المحترفين، لنقص في الاحترافية، مشددا على أن الموضوع تكاملي.

وقال المستكاوي في حديثه لـ«عكاظ»: «ذهاب اللاعب العربي للدوريات الكبرى يسهم في نقل الثقافة الاحترافية، لكن تبقى منقوصة ما لم يطبقها على أرض الواقع».

ورأى المستكاوي أن عدد المحترفين يعتبر قليلا، مشددا على الحاجة لمزيد من المحترفين في الخارج.

وأشار إلى ضرورة تأسيس منتخبات عربية محترفة بإرسال اللاعبين للخارج حتى ولو لفترات معايشة، تماما مثلما فعلت هيئة الرياضة السعودية بإرسال عدد من اللاعبين إلى إسبانيا لتطوير مستوياتهم.

بيد أن المستكاوي يرى أن هذا المشروع يجب أن يكون من سن صغيرة، بحيث يتأسس اللاعب بشكل صحيح، ويعيد سبب سوء نتائج المنتخبات العربية إما لسوء الحظ كما حصل مع المنتخب المغربي، أو عدم الواقعية واللعب على الإمكانات، أو ضعف اللاعب العربي في بعض النواحي بسبب وسائل التدريب والانضباطية، مؤكدا على أننا أمام مشوار طويل لتطوير منتخباتنا العربية بشكل احترافي حتى لا تكون مشاركتها في المونديال روتينية تغادر في نهايتنا من الأدوار الأولى.

فيما يفسر المدرب الوطني بندر الأحمدي ضعف النتائج رغم وجود لاعبين محترفين بقلة التركيز ونقص الاحترافية، مستشهدا بتلقي المنتخبات العربية أهدافا في الأوقات القاتلة وخسارتها المباريات بسبب تفاصيل صغيرة، وذلك لضعف اللياقة الذهنية عند اللاعبين العرب في نهاية المباراة وعدم القدرة على التركيز طوال 90 دقيقة.

وأوضح الأحمدي أن الانضباط التكتيكي طوال وقت المباراة يحتاج لتدريبات ذهنية، وهي في الغالب متقدمة في الدول الأوروبية وشبه مهملة في البلدان العربية.

ولم يهمل الأحمدي سببا آخر، وهو ضعف التكوين البدني للاعب العربي قياسا بلاعبي أوروبا وأمريكا الجنوبية.

ولا يغفل المدرب الوطني نقطة وجود بعض اللاعبين المحترفين في صفوف المنتخبات العربية المتعودة على الضغوط والتركيز الذهني طوال المباراة، لكن هذا الأمر، وفق الأحمدي، يحتاج منظومة اللاعبين كاملة وليس بعضهم.