أخبار

بعثة الرياض في بروكسل.. نموذج التفاعلية والتحالفات الإستراتيجية مع أوروبا

بعثة الرياض

يوسف عبدالله (جدة) okaz_online@

تستشعر المملكة العربية السعودية مكانتها السياسية والإقليمية والدينية في الاضطلاع بمهماتها ومسؤولياتها الجسيمة، التي تجعلها في مقدمة الدول المهمة على المستويين الإقليمي والعالمي، وهو ما دفعها لأن تتخذ خطوات دبلوماسية لتوطيد علاقاتها مع دول العالم وكياناته عبر تحالفات إستراتيجية سياسياً واقتصادياً وأمنياً.

ارتباط المملكة العربية السعودية الوثيق بالدول لم يقتصر على الجيران، فعطفاً على ارتباطها بكيان الأخوة في دول الخليج العربي، كان لها قصب السبق في منظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي، وسبق ذلك بعثتها في الأمم المتحدة التي تم قبولها في 24 أكتوبر 1945، وآخرها إنشاء بعثة خاصة بالاتحاد الأوروبي.

لقد لمست المملكة أهمية الاتحاد الأوروبي ومؤسساته على الساحة الدولية، وأثمرت العلاقات التي امتدت على مدى 50 عاما عن قرار المملكة بإنشاء بعثتها الخاصة بالاتحاد الأوروبي، إذ قدم السفير سعد محمد العريفي أوراق اعتماده في 12 يناير 2018، ليكون هذا التاريخ موعداً لبد تفعيل العلاقة بشكل مكثف، حيث أصبح التواصل المستمر هو ديدن المملكة مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي بشكل يومي، وهو ما استوجب تكثيف الزيارات المتبادلة بين المملكة والاتحاد الأوروبي على كافة المستويات والأصعدة.

وخلال الفترة الماضية، أجرى وزير الخارجية عادل الجبير نحو 6 زيارات ناجحة إلى الاتحاد الأوروبي، وعقد خلالها اجتماعات عدة مع كبار المسؤولين واللجان المتخصصة بالمفوضية الأوروبية والبرلمانية، وهو ما انعكس على كافة ردود الأفعال حول الزيارات التي جاءت إيجابية بامتياز.

ولأن هدف المملكة هو فتح آفاق أوسع وأشمل للتعاون المشترك بينها وبين الاتحاد الأوروبي، دأب السفير العريفي والفريق المساند له على تكثيف اللقاءات مع مسؤولي الاتحاد ومؤسساته واللجان التابعة له، واعتمد السفير العريفي وفريقه أولوية زيارة ستراسبورج في أسبوع إعداد وعرض والتصويت على القرارت واللقاء بالبرلمانيين.

وتركزت اللقاءات مع البرلمانيين حول إبراز مكانة المملكة وإيضاح صورتها الحقيقية وعرض الحقائق حيال كل الموضوعات التي تتم مناقشتها، إضافة إلى تغيير الصورة النمطية (الذهنية) السلبية نوعاً ما لدى بعض الأوروبيين، إذ كرست بعثة المملكة وقتها وجهدها للإجابة على استفسارات البرلمانيين الأوروبيين وإلقاء الضوء على بعض الجوانب التي يكتنفها الغموض بالنسبة لهم، وتضر بالمملكة.

كما اهتمت البعثة بالمشاركة في كافة الفعاليات التي تقام في الاتحاد الأوروبي، والتواصل المستمر مع المؤثرين في توجيه القرار الأوروبي، وهو ما أسفر عن انضمام البعثة إلى نادي بروكسل للإعلام، حتى تكون قريبة من الإعلاميين، وللمساهمة في بناء جسور يمكن من خلالها إبراز دور المملكة الإيجابي في كافة القضايا وتحسين الصورة الذهنية عنها.