أفلا تعقلون ؟
ومضة شعاع
السبت / 22 / ذو القعدة / 1439 هـ السبت 04 أغسطس 2018 01:17
إبراهيم إسماعيل كتبي
تقنيات الاتصال الحديثة والإنترنت حققت خدمات عظيمة نعيشها واقعا، والقادم أكثر تطورا وفائدة للبشرية، لكن في المقابل على المستوى الشخصي والمجتمعي تحديدا هل تحدث استفادة حقيقية واسعة من الأجهزة الذكية والإنترنت؟ الواقع يقول عكس ذلك ولم يعد الكثيرون يطيقون على فراقها صبرا، ويصيبهم الضجر إذا ما حال بينهم حابس عن تلك التطبيقات، حتى لو كان هذا الحابس هو الدراسة وحق الوظيفة، بعد أن بات الإنسان أسيرا بذهنه ووقته للعالم الافتراضي.
أكثر ما يؤسف له أن يحيل الإنسان تلك الأجهزة والتطبيقات المفيدة إلى وسائل هدم للعقل ولتعاليم الدين الحنيف، وقد يردد عن جهل إساءات للوطن، وتشويه كل ما هو جميل من القيم والأخلاق: إساءات لأشخاص وكشف أستار الناس وتلويث سمعتهم، وشائعات عن كل شيء، وغش واحتيال، خداع وابتزاز، غيبة ونميمة وسباب وشتائم وقاموس بذاءات، فماذا بقي من الأخلاق ومن الفوائد العظيمة لهذه الأجهزة الحديثة؟!
اليوتيوب أحدث تغييرات هائلة في مفهوم الاتصال والتواصل بفوائد كثيرة موجودة بالفعل من خلال العقول الإيجابية في أخلاقها وعلمها وتجاربها، الذين يفيدون في التوعية والتثقيف وبذل خبرات هادفة، لكن البعض ممن في قلوبهم مرض، وكالعادة جعلوا من هذ التطبيق المصور ساحة لسوءاتهم.
أيضا الواتساب رغم أنه الأكثر فائدة لإنسان العصر إن كان في أداء الأعمال أو التواصل الاجتماعي، والمهام البريدية الفورية، ويجمع صداقات ومعارف يمكن أن يجمعهم الخير والتوعية وحتى في التسلية، لكن ما يحدث يندى له الجبين عبر هذا التطبيق العبقري، حتى أصبح يبدو وكأنه مرآة لسوءات النشاز. ونذكر زمان كان الناس يتألمون من أي مساس بالآخرين ويجرح سمعتهم وشعورهم وكرامتهم، فإذا اليوم يضحكون فرادى وجماعات على غثاء القول والمشاهدات بالصوت والصورة، ويتبادلونها، ولا أعرف أي إنسان هذا الذي لا يستشعر مخافة الله في قوله وعمله، وقد قال تعالى «فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره».
التهكم والسخرية واختلاق فضائح وقاموس بذيء ونكات سفيهة، وكلُّ بما يفعل فرحون دونما وجل أو حياء، ولا يقظة عقل على ضياع قيم ووقت في هذا الفضاء الإلكتروني الملوث بالصغائر والكبائر، التي ينشرها كبار ويتلقفها صغار من الجنسين إلا من رحم ربي. إنها أزمة عقل وغيبوبة ضمير، ومأزق وعي يصل إلى حد الإساءة للوطن وللمجتمع ويكون ألعوبة في يد من يبذرون فتنا خبيثة، وكأن الصواب طار من بصيرة هؤلاء عندما يسقط الشخص بجهالة في اختلاق شائعة تسيء لبلادنا، وآخرون يصدقون وينشرون دون تمحيص أو استجلاء للحقيقة، والعجب كل العجب أن توجد بينهم من يُفترض فيه العلم والرشاد يسقطون في براثن هذا الغثاء.
رسائل الواتس أيضا باتت وسيلة سهلة وسريعة للتشكيك في أخلاق الناس، وفي منتجات، ويشعلون من خلالها حروبا بين الشركات بدعايات كاذبة عن هذه السلعة أو تلك، أو تأكيد الثقة في منتجات أخرى دون أساس أيضا، وهذا ينطلي على الجهلاء والمتعلمين سواء، فالمعضلة لم تعد في معيار التعلم أو دونه، إنما هي قضية وعي وبصيرة لتمييز الخبيث من الطيب، وما أحوج مجتمعاتنا في زماننا إلى من يعقل ويترفع برشده عن مزالق السفه الإلكتروني ويحرص على التقوى ووعيه الوطني وواجباته الأخلاقية حيث الفلاح، أما غير ذلك فلا يفلح من اتبع هواه.
* كاتب سعودي
أكثر ما يؤسف له أن يحيل الإنسان تلك الأجهزة والتطبيقات المفيدة إلى وسائل هدم للعقل ولتعاليم الدين الحنيف، وقد يردد عن جهل إساءات للوطن، وتشويه كل ما هو جميل من القيم والأخلاق: إساءات لأشخاص وكشف أستار الناس وتلويث سمعتهم، وشائعات عن كل شيء، وغش واحتيال، خداع وابتزاز، غيبة ونميمة وسباب وشتائم وقاموس بذاءات، فماذا بقي من الأخلاق ومن الفوائد العظيمة لهذه الأجهزة الحديثة؟!
اليوتيوب أحدث تغييرات هائلة في مفهوم الاتصال والتواصل بفوائد كثيرة موجودة بالفعل من خلال العقول الإيجابية في أخلاقها وعلمها وتجاربها، الذين يفيدون في التوعية والتثقيف وبذل خبرات هادفة، لكن البعض ممن في قلوبهم مرض، وكالعادة جعلوا من هذ التطبيق المصور ساحة لسوءاتهم.
أيضا الواتساب رغم أنه الأكثر فائدة لإنسان العصر إن كان في أداء الأعمال أو التواصل الاجتماعي، والمهام البريدية الفورية، ويجمع صداقات ومعارف يمكن أن يجمعهم الخير والتوعية وحتى في التسلية، لكن ما يحدث يندى له الجبين عبر هذا التطبيق العبقري، حتى أصبح يبدو وكأنه مرآة لسوءات النشاز. ونذكر زمان كان الناس يتألمون من أي مساس بالآخرين ويجرح سمعتهم وشعورهم وكرامتهم، فإذا اليوم يضحكون فرادى وجماعات على غثاء القول والمشاهدات بالصوت والصورة، ويتبادلونها، ولا أعرف أي إنسان هذا الذي لا يستشعر مخافة الله في قوله وعمله، وقد قال تعالى «فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره».
التهكم والسخرية واختلاق فضائح وقاموس بذيء ونكات سفيهة، وكلُّ بما يفعل فرحون دونما وجل أو حياء، ولا يقظة عقل على ضياع قيم ووقت في هذا الفضاء الإلكتروني الملوث بالصغائر والكبائر، التي ينشرها كبار ويتلقفها صغار من الجنسين إلا من رحم ربي. إنها أزمة عقل وغيبوبة ضمير، ومأزق وعي يصل إلى حد الإساءة للوطن وللمجتمع ويكون ألعوبة في يد من يبذرون فتنا خبيثة، وكأن الصواب طار من بصيرة هؤلاء عندما يسقط الشخص بجهالة في اختلاق شائعة تسيء لبلادنا، وآخرون يصدقون وينشرون دون تمحيص أو استجلاء للحقيقة، والعجب كل العجب أن توجد بينهم من يُفترض فيه العلم والرشاد يسقطون في براثن هذا الغثاء.
رسائل الواتس أيضا باتت وسيلة سهلة وسريعة للتشكيك في أخلاق الناس، وفي منتجات، ويشعلون من خلالها حروبا بين الشركات بدعايات كاذبة عن هذه السلعة أو تلك، أو تأكيد الثقة في منتجات أخرى دون أساس أيضا، وهذا ينطلي على الجهلاء والمتعلمين سواء، فالمعضلة لم تعد في معيار التعلم أو دونه، إنما هي قضية وعي وبصيرة لتمييز الخبيث من الطيب، وما أحوج مجتمعاتنا في زماننا إلى من يعقل ويترفع برشده عن مزالق السفه الإلكتروني ويحرص على التقوى ووعيه الوطني وواجباته الأخلاقية حيث الفلاح، أما غير ذلك فلا يفلح من اتبع هواه.
* كاتب سعودي