أخبار

«الدفاع المدني»: 18 ألف فرد و3 آلاف آلية لتأمين ضيوف الرحمن

بمشاركة أكثر من 33 جهة حكومية واستشارية

1

أحمد اللحياني (مكة المكرمة) amead9999@

أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني جاهزيتها لمواجهة الطوارئ والحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج للعام الحالي 1439هـ بالعاصمة المقدسة والمدينة المنورة والمشاعر، من خلال خطط تفصيلية بمشاركة أكثر من 33 جهة حكومية واستشارية تشارك في تنفيذ خطة الدفاع المدني للطوارئ في الحج.

وأوضحت المديرية خلال المؤتمر الصحفي لقيادات قوات الدفاع المدني بالحج مساء اليوم (الثلاثاء) بالعاصمة المقدسة، بحضور اللواء سالم بن مرزوق المطرفي قائد قوات الدفاع المدني بالحج، تجنيد أكثر من 18 ألفاً من رجال الدفاع المدني يدعمهم أكثر من ثلاثة آلاف آلية ومعدة متطورة لتوفير أعلى درجات السلامة من المخاطر لضيوف الرحمن، والتصدي لكل ما يهددهم من مخاطر في جميع أعمال ومناطق الحج، حيث خضع جميع الضباط والأفراد المشاركين في الحج لتدريب نوعي حسب المتغيرات والمستجدات التي تم رصدها.

وأكدت المديرية استحداث بعض التقنيات في الخرائط الرقمية لمنطقة المشاعر لتوضيح المتغيرات التي تستجد باستمرار على المنطقة، مؤكدة أنه ومنذ أكثر من موسم، تم استخدام التطبيقات الذكية في تحديد المواقع، والاستدلال على مواقع الحوادث، والوصول لها بسهولة.

وفي مستهل اللقاء أكد قائد قوات الدفاع المدني بالحج اللواء سالم بن مرزوق المطرفي، أن حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين تبذل جهوداً كبيرة لتسخير كافة الإمكانات البشرية والآلية لتنفيذ خطة متكاملة تضمن أداء الحجاج لفريضة الحج بكل يسر وسهولة، لافتاً أن المديرية العامة للدفاع المدني تنفذ خطتها ضمن الخطة العامة للطوارئ بالحج والتي تضم 18 ألف رجل دفاع مدني وأكثر من 3 آلاف آلية لمواجهة كافة المخاطر الافتراضية التي تضمنتها الخطة، وذلك بإشراف مباشر من وزير الداخلية وبمتابعة من مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية، وأمير منطقة المدينة المنورة رئيس لجنة الحج المركزية بالمدينة المنورة.

وأشار اللواء المطرفي، إلى أن خطة الدفاع المدني تهدف إلى توفير السلامة وحماية الحجاج من المخاطر المحتملة منذ دخولهم الأراضي المقدسة وحتى مغادرتهم إلى ديارهم سالمين غانمين.

ولفت اللواء المطرفي، أن خطة الدفاع المدني خلال موسم الحج تنفذ من خلال ثلاث محاور، حيث يعنى المحور الأول بالجانب الوقائي والمتمثل في معرفة المخاطر التي من الممكن أن تقع ورفع الإجراءات والتدابير التي تخفف من المخاطر المحتملة، أما الجانب الثاني هو ما يُعنى بأعمال التدخل والمواجهة من خلال القوات الميدانية التي تباشر أي حدث من الأحداث في الوقت والمكان المناسبين، فيما يختص الجانب الثالث بالأعمال المساندة التي تدعم كافة الأعمال الميدانية، وهي أعمال مكملة لكافة الإجراءات لتكون المحصلة النهائية سلامة حجاج بيت الله الحرام وتكملة مناسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان.

من جانبه أوضح مساعد قائد قوات الدفاع المدني بالحج للعمليات، اللواء حمود بن سليمان الفرج، أن خطة الدفاع المدني تركز على الجانب الوقائي والسلامة من خلال اتخاذ العديد من الإجراءات المتمثلة في تحديد وتحليل المخاطر وبناء الفرضيات من قِبل لجنة مكونة من الجهات المعنية بخدمة ضيوف الرحمن تبدأ عملها منذ نهاية الحج للعام الماضي، وتواصل عملها طوال العام بعقد الاجتماعات وورش العمل المتخصصة، لافتاً أن الخطة العامة للطوارئ تشهد متغيرات من عام إلى آخر بسبب المتغيرات المناخية أو البيئية أو زيادة عدد الحجاج.

وفيما يتعلق بمستوى التنسيق الأمني، بيَّن اللواء الفرج أن هناك خطط تفصيلية لكافة الجهات المشاركة في الحج.

إلى ذلك، أكد مدير إدارة الدفاع المدني بالمدينة المنورة العميد عبد الرحمن بن عبدالحميد الحربي، أنه تم اعتماد الخطة العامة لتدابير الدفاع المدني بالمدينة المنورة من قِبل الأمير فيصل بن سلمان رئيس لجنة الحج بالمدينة المنورة بناءً على قرار وزير الداخلية، حيث سخَّرت مديرية الدفاع المدني بالمدينة المنورة كافة إمكانياتها لخدمة حجاج بيت الله الحرام خلال إقامتهم بالمدينة المنورة، واتخذت كافة الاستعدادات من خلال ثلاثة محاور، يتمثل المحور الأول في جانب العمليات، حيث تم تهيئة 58 وحدة دفاع مدني بمنطقة المدينة المنورة تساندهم 11 وحدة موسمية منهم 7 وحدات على الطرق الخارجية و4 وحدات داخلية، أحدهم في المنطقة المركزية والأخرى في مدينة استقبال حجاج البر ومدينة حجاج البحر ووحدة الطيران العمودي، ليصل إجمالي عدد الوحدات خلال موسم الحج في المدينة المنورة إلى 69 وحدة دفاع مدني متوعة من إنقاذ وإسعاف وإطفاء، إلى جانب استمرار عمل القوة الخاصة للحرم النبوي الشريف للتدخل في الحالات الطارئة بالتنسيق مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي، كما تم توفير فرق للكشف عن الغازات وقوة للتدخل السريع في المنطقة المركزية والمناطق التي يتواجد بها الحجاج بكثافة على مدار الساعة، لافتاً إلى استدعاء مجموعات من المتطوعين للمشاركة في حالات الطوارئ بالمسجد النبوي.

فيما يتضمن المحور الثاني عملية الإشراف الوقائي من خلال إخضاع كافة مباني الإيواء وعددها 647 مبنى لاشتراطات السلامة، وتم التصريح لـ 640 منها وهناك 7 مبانٍ تحت الإجراء لتكون الطاقة الاستيعابية لمباني الحجاج المصرح لها نحو 352957 سريراً.

أما المحور الثالث، فقد تضمن نشر التوعية بين الحجاج منذ لحظة قدومهم من خلال توزيع النشرات التوعوية، وكذلك إنشاء معرض توعوي بمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي، والتنسيق مع أماكن إقامتهم لعرض وبث الأفلام والرسائل التوعوية، كما تم التنسيق مع شركات المصاعد لعمل زيارات دورية للمنشآت التي يقومون بصيانة معداتها لتوعية الحجاج بطرق استخدام المصاعد للحد من المخاطر والحوادث.

وبيَّن أن تنفيذ الخطة لموسم الحج في المدينة المنورة من خلال مرحلتين، الأولى من 20 ذو القعدة وحتى 7 ذو الحجة، أما المرحلة الثانية فتبدأ من 13 ذو الحجة وحتى 15 محرم، مع مغادرة آخر حاج للأراضي السعودية.

من جانبه، أوضح قائد قوات الدفاع المدني بمشعر منى العميد خالد بن عبد الكريم العودة، أن قوات الدفاع المدني بمشعر تتولى الجانب التنفيذي في منى، لتحقيق الهدف العام من خطة الدفاع المدني وهو تأمين السلامة والوقاية من المخاطر، مبيناً أن الاستعدادات تبدأ من وقت مبكر (من نهاية موسم الحج السابق)، للاستفادة مما رصد سابقاً، حيث يتم خلال الفترة ما قبل المباشرة في مشعر منى إعادة تحديد وتحليل المخاطر المحتملة، فيما يتم بعد المباشرة تجهيز الآليات والقوى البشرية وتنفيذ عدد من الجوانب المتعلقة بالتدريب، أو التجهيز للجوانب الفنية بهدف التهيئة للعمل في المشعر، وبعدها يتم الوصول إلى الجاهزية الكاملة للعمل، هذا ما يتعلق بفرق التدخل، وبشأن فرق السلامة والوقاية، فهي تباشر أعمالها منذ وقت مبكر، ولدينا فريق معني بسكن الحجاج في منى للتحقق من تطبيق اشتراطات السلامة، حيث تتكون فرق أعمال السلامة من مجموعات تشمل وحدات الإشراف الوقائي ووحدات الدراجات النارية.

ويناط بالإشراف الوقائي تهيئة كافة المنشئات في المشعر وإزالة أي مسببات تعيق الحجاج، وهناك أعمال تنسيق تمت مع الجهات التي تعمل في هذه المناطق.

وفيما يتعلق بالتحديات والمخاطر، قال اللواء العودة: "هناك فرضيات نعمل بها لتأكيد الاستعداد الكامل ضمن خطط لما قبل الحدث وأثناء الحدث وبعد الحدث، بحيث يتم إعادة الأوضاع بشكل سليم، مؤكداً أن قوات الدفاع المدني على استعداد تام للتعامل مع المخاطر المحتمل وقوعها".

وذكر قائد قوات الدفاع المدني في مشعر منى، أن هناك تواصل دائم مع مؤسسات الطوافة وتنسيق مستمر مع وزارة الحج والعمرة، وأن لدى المديرية العامة للدفاع المدني دليل للسلامة يتم تحديثه بشكل سنوي، ويُنشر هذا الدليل في موقع الدفاع المدني الإلكتروني، وكذلك يطبع ويوزع على المؤسسات عن طريق وزارة الحج والعمرة.

أما مدير الإدارة العامة للدفاع المدني بالعاصمة المقدسة العميد عبدالله بن عيد القرشي، فقد أوضح أن الخطة التفصيلية لتنفيذ أعمال الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة تنبثق من الخطة العامة لمواجهة الطوارئ والمعتمدة من وزير الداخلية، لافتاً إلى أن الهدف العام للخطة يتمثل في تهيئة وتسخير كافة الإمكانات المادية والبشرية واتخاذ كافة الإجراءات المناسبة لحماية الحجاج والمواطنين في العاصمة المقدسة وتوفير السلامة لهم من كافة الأخطار، وينحصر نطاق تنفيذ الخطة انطلاقاً من الحرم المكي الشريف والساحات المحيطة به ،مروراً بالأنفاق والأحياء السكنية والمنشآت الهامة والطرق، وإلى الحجوزات الواقعة على مداخل العاصمة المقدسة.

وأشار إلى أن تنفيذ الخطة يبدأ من 20 ذو القعدة وحتى 20 ذو الحجة، حيث تتكون محاور تنفيذ الخطة من 4 محاور، فيتضمن الجانب العملياتي وهو المحور التكتيكي الميداني، ويتم من خلال تقديم خدمات الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة عن طريق مراكز الدفاع المدني الميدانية وقوة التدخل السريع ومراكز الإسناد الميداني وقوة الحرم المكي الشريف، أما الجانب الوقائي فيتضمن تنفيذ خطة الكشف الوقائي للتأكد من التزام المنشآت باشتراطات السلامة إلى جانب محور التدريب والأعمال المساندة، وأخيراً محور التوعية الوقائية من خلال بث الرسائل التوعوية على الحجاج والزوار.

وفي هذا الإطار، أشار المتحدث الإعلامي للمديرية العامة للدفاع المدني بالحج العقيد محمد بن مرعي القماش، إلى أن المديرية العامة للدفاع المدني تعمل على تأهيل ورفع كفاءة منسوبيها من خلال برامجها التدريبية المختلفة، مبيناً أن هناك مسارات تدريبية في جميع تخصصات أعمال الدفاع المدني تشمل الإطفاء والإنقاذ والسلامة والحماية المدنية والإسعافات الأولية والإنقاذ المائي كما توجد دورات تخصصية في إدارة حالات الطوارئ وتنسيقها مع قطاعات الدولة المختلفة، مشيراً إلى مشروع برنامج كبير يُنفذ على مستوى مديريات المناطق والبالغ عددها (13 مديرية)، وهو التدريب على رأس العمل والذي يحاكي كثيراً من المهارات، ولذلك تجد جميع منسوبي الدفاع المدني خاصة في المجال التنفيذي مستمرين في أعمال التدريب وهناك متابعة وعمل دؤوب في هذا المجال، وعلى ضوء هذه البرامج يتم التنسيق بناءً على التخصص، ولذلك يأتي المتخصص في السلامة للعمل في المشاعر وفي مكة والمدينة المنورة.

وأوضح العقيد القماش، أن فريق التدريب بجميع مناطق الحج يعمل على التأكد من إتقان المهارات في جميع مجال الدفاع المدني وتطبيق بعض التدريبات ومحاكاة بعض الافتراضات لمعرفة مدى الجاهزية (الإطفاء والإنقاذ والإسعاف والحماية المدنية والمواد الخطرة والإنقاذ الجبلي وغيرها)، ويتم تقييم أداء العاملين من خلال التطبيق من قِبل جميع القيادات لمعرفة المؤشرات الخاصة بكل فرد ومعرفة أماكن الخلل في كل عنصر والعمل على إيجاد حل للملاحظات، وكذلك تدريب بعض العاملين في مؤسسات الطوافة بالشراكة مع إدارة التوعية والإعلام، وكذلك تدريب المتطوعين، وفيما يخص الفرضيات فهي نوعين، فرضيات داخلية تخص المديرية العامة للدفاع المدني وتشمل فرق الإطفاء والإنقاذ وأعمال الحماية المدنية، وهناك الفرضيات المشتركة مع الجهات الحكومية والتي ستنفذ مع بداية شهر ذو الحجة.

وبيَّن القماش، أن الإعلام بكافة وسائله شريك رئيس مع الدفاع المدني في إيصال الرسائل التوعوية للحجاج وجميع الجهات المشاركة في الحج، في عالم يتنفس المعلومة ويعيش في بحر من الوسائل الإعلامية، لافتاً إلى أن الإدارة للعلاقات والإعلام قامت بإعداد خطة إعلامية متكاملة للمديرية العامة للدفاع المدني.